حاكم الشارقة يشهد تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الألكسو في دورتها الثالثة، ويفتتح المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية - الموقع الرسمي لمجمع اللغة العربية بالشارقة حاكم الشارقة يشهد تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الألكسو في دورتها الثالثة، ويفتتح المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية - الموقع الرسمي لمجمع اللغة العربية بالشارقة
18 Dec

حاكم الشارقة يشهد تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الألكسو في دورتها الثالثة، ويفتتح المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية

أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة عن إطلاق باكورة التحرير المعجمي للمعجم التاريخي للغة العربية الذي يجتهد في إنجازه أكثر من ثلاثمئة عالم وأستاذ وباحث في أنحاء العالم العربي، يعملون بكل تفان وإخلاص، واعداً سموه وبإذن الله تعالى أن يتم في السنة القادمة إطلاق عدد من أجزاء المعجم التاريخي للغة العربية.

 

جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها صباح أمس الأربعاء أمام حضور حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الألكسو للدراسات اللغوية والمعجمية في دورتها الثالثة وحفل افتتاح المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، وذلك تزامناً مع الاحتفالات باليوم العالمي للغة العربية.

 

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة في مستهل كلمته: “في البداية هذه تحية طيبة مباركة أرفعها إلى اللغة العربية في يومها العالمي البهيج متضرعاً إلى الله الكريم أن يهيئ لها حماةً يذودون عن عرينها ويرفعون رايتها خفاقة عالية، ويعودون بها إلى الواقع العملي رداً جميلاً”.

وأضاف سموه: “إنه لا يخفى عليكم أن اللغة أساس وحدة الأمة، ومرآة حضارتها، وذاكرتها التاريخية، وهي ديوان حكمها وأمثالها، وسجل أشعارها وأخبارها، وتزيد الأمة العربية على غيرها من الأمم أن لغتها هي وعاء للقرآن الكريم، الذي هو مظهر إعجازها، وذروة بلاغتها، وحامل دستورها الخالد”.

إن المتابع للأحداث في عالمنا العربي اليوم، يجد أن سهاماً تسدد للعربية، لا إلى حروفها وألفاظها، وإنما إلى نظامها اللغوي الذي يحمل قيمها وحضارتها ودينها وتاريخها.

 

وقد ظهرت قديماً وحديثاً محاولات للنيل من اللغة الفصيحة، دعوات تلبس ثوب الدفاع عن اللهجات العامية تارة بحجة سهولتها، وأطواراً بحجة صعوبة النحو، ومنها ما يتقمص ثوب الثورة على الجمود والأسلوب العربي القديم، وثمة من يروج إلى أن تأخر العرب مرده إلى التزامهم بلغتهم القديمة، ويعتقد أنه من أراد العلا والتمدن والالتحاق بركب الحضارة المتطورة، فعليه باللغات الأجنبية، وهذا كلام بعيد عن الصواب.

 

وأكد صاحب السمو الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة أن الذي يتخلى عن لغته يعيش منبت الأصل عن جذوره، منقطع الوشيجة مع أهله وعشيرته، مقطوع الصلة مع ماضي أمته وحاضره، وسيلفظه التاريخ ولو بعد حين، ولا شك أن الناجح المفلح هو الذي يعض على لغته بالنواجذ، يتعلمها ويحرص على استعمالها، ويجتهد في المحافظة عليها لأنها حاملة تاريخه، وذاكره أمته، ومقوم أساسي من مقومات شخصيته، ولا يمنعه ذلك أن يخوض في دراسة العلوم العصرية والإجادة والتميز فيها.

 

وأردف سموه قائلاً: “إيماناً منّا بأن الأجيال الحالية والقادمة بحاجة إلى أن تعيش كريمة عزيزة، ها نحن نجتهد في تقديم كل ما هو نافع ومفيد لأمتنا في حاضرها ومستقبلها، ورغبة للمحافظة على اللغة الفصيحة، أنشأنا هذه الجائزة (الشارقة /‏‏ الألكسو) بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، شحذاً لهمم اللغويين المبدعين، ودفعاً لحركة التأليف في اللغويات والمعجميات”.

“فهنيئاً للفائزين في الدورة الثالثة من الجائزة، وشكراً للذين شاركوا ببحوثهم وكتاباتهم، وشكراً للجنة العلمية على ما قامت به من جهود طيبة مباركة في الاختيار والدراسة والتقييم وفرز النتائج بكل نزاهة وموضوعية”

وزفّ صاحب السمو حاكم الشارقة بشارة للعرب كافة ولأهل اللغة العربية خاصة قائلاً: “نحن في اليوم العالمي للغة العربية، لا يفوتنا أن نضع بين أيديكم بشارة كنا قد انتظرناها سوياً سنين طوالاً، فكما وعدناكم في السنة الماضية وفي مثل هذا اليوم، أن التحرير المعجمي للمعجم التاريخي للغة العربية سيبدأ خلال العام 2019، فها نحن أولاء نبشركم بأنه وفي هذا اللحظة التي أقف بين أيديكم، يجتهد أكثر من ثلاثمئة عالم وأستاذ وباحث في أنحاء العالم العربي، يعملون بكل تفان وإخلاص في تحرير المعجم الذي طال انتظاره، وإني لأراه قريباً بإذن الله وتوفيقه، وهذه باكورة عمل المجدين المخلصين من أبناء العربية، ونعدكم أننا سنلتقي في السنة القادمة بإذن الله وفي مثل هذا اليوم، لنطلق عدداً من الأجزاء من المعجم التاريخي للغة العربية، وهو مشروع العرب جميعاً، تحت مظلة اتحاد المجامع العربية في القاهرة”.

واختتم سموه كلمته قائلاً: “نسأل الله لكل العاملين في هذا المشروع الحضاري التوفيق والسداد، وجعل الله كل ذلك في ميزان حسناتكم جميعاً، ودمتم أوفياء للغة العربية”.

بعدها ألقى الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة كلمة أوضح فيها دور الشارقة الكبير بتوجيهات كريمة من حاكمها في خدمة اللغة العربية وأهلها، معدداً مجالات العناية التي يحيط بها سموه هذه اللغة في جميع أقطار الوطن العربي سواء من مجامع لغوية أو بيوت شعر أو مراكز تعليم وتثقيف وغيرها الكثير.

عقب ذلك دعي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يرافقه الدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للتفضل بتكريم الفائزين بجائزة الشارقة الألكسو للدراسات اللغوية والمعجمية في دورتها الثالثة والتي تقام بتنظيم من مجمع اللغة العربية في الشارقة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، حيث حصل على المركز الأول في الدراسات اللغوية الدكتور شوقي بوعناني عن كتابه “مبدأ الانسجام في تحليل الخطاب القرآني من خلال علم المناسبات”، بينما حصل على المركز الثاني الدكتور حميد الزيتوني عن كتابه “المعجم القرآني بين الاشتراكين المعنوي واللفظي”، وقد حصل على المركز الأول في الدراسات المعجمية الدكتور الحبيب النصراوي عن كتابه”في المعجمية العربية تنظيراً وتطبيقاً”، بينما حصل على المركز الثاني بدرية بنت براك العنزي عن كتابها “نحو بناء معجم للمتلازمات اللفظية في المعاجم العربية المعاصرة”.

 

كما تفضل سموه بتكريم الجهات الداعمة للجائزة والمتعاونة معها.

وتثميناً للدور الكبير الذي تلعبه جائزة الشارقة الألكسو للدراسات اللغوية والمعجمية في خدمة اللغة العربية قال الدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة له بهذه المناسبة: “ببالغ السعادة أتشرف اليوم بمشاركتكم احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، كما أعتزّ، في الآن ذاته، بهذا اللقاء التكريمي لثلة من الباحثين الفائزين بالدورة الثالثة لـجائزة الألكسو-الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية”.

وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة قد افتتح قبل ذلك وتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة حيث تفضل سموه بإزاحة الستار عن اللوح التذكاري معلناً بذلك تدشين المبنى.

ثم تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بإطلاق البوابة الإلكترونية للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.

وبهذه المناسبة ألقى الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة كلمة قدم خلالها أسمى آيات الشكر والعرفان، وعظيم الامتنان، إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على إيلاء اللغة العربية جل اهتمامه، وخلاصة اعتزازه، وعلى مكرمته السامية بإهدائه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج مبنى مستقلاً بكافة تجهيزاته في مقره الجديد بالمدينة الجامعية في الشارقة.

من جانبه قال الدكتور علي بن عبدالخالق القرني مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج في كلمة له بمناسبة افتتاح المركز: “هذه لحظة سيقبُسها التاريخ ليأنس بها قارئوه، هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة العزيزة، بقيادتها الرشيدة، قبلة الإنجازات، ومنبع العزائم، ورفّة القلوب، وهي تهفو دائماً إلى هذا الوطن الجميل، وهذا موقف ستذكره الأجيال، فتبهرهم هالته، هنا في الشارقة الزاهرة، بشيخها وأميرها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حيث يحق للعربية الجميلة أن تهنأ بعلاه.

 

الوسوم:

حول مؤلف المقالة



اترك ردًا