مجمع اللغة العربية بالشارقة يستعرض في ميلان رحلة “المعجم التاريخي للغة العربية” مع الذكاء الاصطناعي

خلال مشاركته في المهرجان الدولي السابع للغة والثقافة العربية

مجمع اللغة العربية بالشارقة يستعرض في ميلان رحلة “المعجم التاريخي للغة العربية” مع الذكاء الاصطناعي

شارك مجمع اللغة العربية بالشارقة في فعاليات الدورة السابعة من “المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية” في مدينة ميلان الإيطالية، الذي نظمته كلية العلوم اللغوية والآداب الأجنبية ومركز أبحاث اللغة العربية بالجامعة الكاثوليكية، تحت عنوان “اللغة والذكاء الاصطناعي: قيد للماضي أم أفق للمستقبل”، برعاية هيئة الشارقة للكتاب ممثلة في رئيسها سعادة أحمد بن ركاض العامري، وبحضور سعادة محمد حسن خلف عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربية في الشارقة مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة.

ونظّم المهرجان، الذي شارك فيه 35 باحثاً من 18 دولة، جلسة حوارية بعنوان “جهود رقمنة اللغة العربية” استعرض خلالها الدكتور امحمد صافي المستغانمي ورقة عمل حول “المعجم التاريخي للغة العربية والذكاء الاصطناعي: التقنيات المستعملة والنتائج المحققة”، إلى جانب الدكتور وليد غالي، من جامعة الآغا خان بلندن، والذي تناول في حديثه “الفيلولوجيا القديمة ورقمنة الإنسانيات”، وأدارتها ماريا تيريزا زانولا، رئيس المجلس الأوروبي للغات، في الجامعة الكاثوليكية.

نظام آلي يعزز فهم العربية

وثمَّن الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأيادي البيضاء لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في إخراج مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية” إلى النور، مشيداً بجهود سموه اللامحدودة في خدمة اللغة العربية ضمن حدودها الجغرافية وفي فضاءاتها العالمية، مشيراً إلى أن المعجم يعتمد على نظام ذكي يعزز فهم اللغة العربية بشكل أعمق، ويسهم في معالجة البيانات وتحليلها بكفاءة عالية، ويساعد الآلة على التفاعل بذكاء مع قواعد بيانات اللغة العربية.

وذكر المستغانمي أن الذكاء الاصطناعي يُسهم بشكل فعال في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، حيث تم تزويد المشروع بقارئ ذكي يتميز بخوارزميات متطورة وقدرة على التعلم الذاتي والتطوير المستمر، مما يُمكّنه من التعرف على الحروف العربية بدقة عالية. كما تم استخدام ماسح ضوئي ذكي بدقة تصل إلى 99.9%، وهو قادر على فهم الحروف بمختلف أشكالها، ويعمل على تنقية الصور الضوئية تلقائياً لضمان جودة المخرجات.

خوارزميات متطورة مع إشراف بشري

وأضاف المستغانمي أن منصة المعجم مجهزة بنظام بحث ذكي يعتمد على معطيات ديناميكية، مما يساعد في الوصول إلى نتائج دقيقة بأقل زمن ممكن، لافتاً إلى أن محرك التعلم الآلي للمشروع يركز على البيانات والخوارزميات لتقليد طريقة تعلم البشر وتحسين الدقة بشكل تدريجي، مع التأكيد على أهمية الإشراف البشري في جميع مراحل العمل لضمان الجودة والكفاءة.

ميدان بحثي ذو أبعاد تنموية

وفي سياق متصل، أضاء أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة خلال الجلسة، على ما يمثله الذكاء الاصطناعي اليوم من ميدان بحثي خصب، له أبعاد علمية واقتصادية وتنموية. وفي إجابته حول تساؤل “هل استطاعت الآلة فهم اللغة على كافة مستوياتها: تحليلاً وتوليداً، وإبداعاً للأنساق التعبيرية؟”، قال المستغانمي: “اللغة العربية قابلة للمعالجة الآلية، ومهيأة للوصول إلى مستويات متقدمة بشروط ومعايير، ذلك لأن العربية قياسية في كثير من ألفاظها وتراكيبها، وهي لغة معربة، بمعنى أن لها نظاماً اشتقاقياً توليدياً وكتابياً دقيقاً”.

تحديات الآلة في قطاع اللسانيات

وتحدث المستغانمي في الجلسة حول أهم التحديات التي تواجه اللغة في ميدان الذكاء الاصطناعي، فقال: “الخيال جزء أساسي في التفكير البشري، ويتمثل التحدي في كيفية استطاعة الآلة ملء هذه الفجوة، كما أن المجاز جزء أصيل من اللغة، وهو لا يخدم أغراضها الشعرية والإبداعية والتصوير الأدبي فقط، وإنما لا يكاد ينفصم عن صلب أي موضوع أو غرض، والمجاز يبعث في الرسالة اللغوية عاملاً من الالتباس المقصود، الذي لا سبيل إلى إزالته آلياً، أو نقله للمتلقي”.

وأضاف: “المتحدث بلغة طبيعية يضمّن رسالته التي يرسلها إلى المخاطب المعلومات المضافة إلى السياق العام؛ لأنه يفترض أن السامع يشترك معه في معرفة سياق رسالته، وتبقى المادة المكتوبة؛ نصاً كانت أو كلاماً منطوقاً، فارغة من السياق، وبذلك تكون المعلومات المتاحة للآلة، والتي تحاول معالجة اللغة الطبيعية ناقصة نقصاً فادحاً”.

لغة تعكس الفكر والمشاعر

وشدد المستغانمي على أن الإنسان مخلوق دقيق معقّد المواهب والمهارات، وهو أعقد الكائنات الحية على الإطلاق، ودراسة لغته ومحاكاتها ونمذجتها صعب يكاد يصل إلى المستحيل، نظراً لأن لغته تعكس فكره ومشاعره، وهي صدى لوجوده، موضحاً أن المتكلم عادة يفترض أن يكون المتلقي قادراً على استكمال كثير من المحذوفات في رسالته، وملء العديد من الفجوات لامتلاكه معرفة وتحليلاً فطريين، وهذا يعد بدوره تحدّياً كبيراً أمام الآلة.

وحول أهمية تزويد الحواسيب بالبيانات اللغوية القديمة الأصيلة، قال المستغانمي: “كثير من البيانات والنصوص التي تم تغذية الحواسيب بها مكتوبة بلغة معاصرة سهلة ممزوجة باللغات الدارجة والأجنبية، من صحافة وإعلام وأدب حديث، وهذا يجعل ما يتدرب عليه الذكاء الاصطناعي بعيداً عن فهم جماليات استعمال اللغة الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم، وقيل بها الشعر العربي القديم”. واختتم المستغانمي الجلسة بقوله: “البيان والإبانة والتبيين عطاء رباني للإنسان؛ لأن عمليات كبرى تقع في ذهن المتكلم وهو يختار بين البدائل المتاحة، ويتكلم ويصوغ الرسائل اللغوية، وإن طلبنا من الآلة أن تفصح وتبين فقد ظلمناها، وكلفناها عنتا، وحسبها أن تساعدنا في جمع المادة وتخزينها وتحسين وتسريع عرضها”.

مجمع اللغة العربية بالشارقة يستعرض في ميلان رحلة المعجم التاريخي للغة العربية مع الذكاء الاصطناعي

Image 1 of 4

اقـرأ الـمـزيـد

المجمع ينظم بالتّعاون مع مجلس اللّسان العربيّ في موريتانيا، مؤخّرًا، ندوة بعنوان “اللّغة العربيّة والإدارة”

نظّم مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة بالتّعاون مع مجلس اللّسان العربيّ في موريتانيا، مؤخّرًا، ندوة بعنوان “اللّغة العربيّة والإدارة… تجلّيات الوصل والفصل”، وذلك في إطار برنامج عمل أطلقه المجلس تحت عنوان “زيادة في المبنى… وريادة في المعنى”.

وقد شهدت القاعة القاسميّة بمقرّ المجلس أعمال النّدوة، حيث تحدّث فيها كلّ من الوزير السّابق صو آدما والدّكتور الخليل النحوي، رئيس مجلس اللّسان العربيّ، بحضور عدد من المسؤولين في دوائر حكوميّة موريتانيّة، والسّفراء والأمناء العامّين والولاة السّابقين، إلى جانب مجموعة من النّواب أعضاء الجمعية الوطنيّة في موريتانيا، وخبراء القانون، وقادة الهيئات العاملة على التمكين للّغة العربيّة.

اللّغة جسر التّواصل والتّفاهم

وفي تعليقه على تنظيم النّدوة، قال الدّكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة: “تأتي النّدوة في إطار تعزيز الوعي بإتقان اللّغة العربيّة والعناية بها على مختلف المستويات، انطلاقًا من مستهدفات إنشاء هذا الصّرح الكبير من قبل صاحب السّمو الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، بما يرسّخ مكانة اللّغة العربيّة في القارّة الإفريقيّة ويعزّز دورها”. مشيرًا إلى أنّ النّهوض بواقع اللّغة العربيّة يرتبط بمفاصل الحياة الأكاديميّة والاجتماعيّة والإداريّة والسياسيّة وغيرها؛ وأنّ إتقانها يُعَدّ أداة أساسيّة لنجاح القادة في تعزيز التّواصل البنّاء مع أعضاء الفِرق والجمهور العامّ، إذ تمثّل جسرًا رئيسًا للتّواصل والتّفاهم والإقناع.

دَور اللّغة في نجاح المسؤول الحكوميّ

وأشار الدّكتور الخليل النّحوي إلى أنّ القرآن الكريم يحتوي على مبادئ إداريّة، إذ إنّه يشير إلى أهمّيّة اللّغة كأداة للتّواصل مع النّاس، وذلك في قوله تعالى: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليُبيّن لهم﴾، ما يؤكّد أنّ التّواصل مع النّاس وخدمتهم وقيادتهم أمورٌ أساسيّةٌ في الإدارة، ولتحقيق ذلك، يجب أنّ يتمّ الحديث إليهم باللّغة الواضحة التي يفهمونها، لافتًا إلى أنّ اللّغة العربيّة تتمتّع بخصوصيّة إنسانيّة كونيّة، نابعة من حقيقة أنّها اللّغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لمخاطبة البشريّة جمعاء.

وقال: “إنّ عالميّة اللّغة العربيّة تأكّدت على مرِّ العصور، ومن شواهدها في عصرنا هذا أنّه من بين نحو 7200 لغة في العالم تتبوّأ اللّغة العربيّة المركز الرابع بمعيار عدد النّاطقين، والمركز الثّالث كلغة رسميّة، والمركز الثّاني من ناحية الانتشار الجغرافيّ، والمركز الأوّل بمعيار سرعة نموّ عدد المستخدمين على الإنترنت منذ مطلع القرن الحادي والعشرين”.

واقع استعمال العربيّة في الدّوائر الحكوميّة

وفي إطار النّدوة، قدّم الإداريّ واللّغوي الأستاذ محمد فال عبد اللّطيف، عضو ديوان مجلس اللّسان العربيّ، محاضرة عن واقع استعمال اللّغة العربيّة في الدّوائر الحكوميّة الموريتانيّة، عقّب عليها الوزير الأوّل الأسبق السّيد سيدي محمد بوبكر وعدد آخر من الشّخصيّات المشاركة. وفي ختام النّدوة، أصدر المشاركون عددًا من التوصيات المهمّة لتعزيز دور اللّغة العربيّة في الدّوائر الحكوميّة، والتي تهدف إلى تحقيق تطوّر إيجابيّ في استخدام اللّغة العربيّة وتعزيز حضورها في العمل الإداريّ. ومن التّوصيات تطوير برامج تدريبيّة متخصّصة لموظّفي الدّوائر الحكوميّة لتعزيز مهاراتهم في استخدام اللّغة العربيّة في الكتابة والتّواصل الرّسميّ، وتوجيه الجهود لزيادة الوعي بأهمية اللّغة العربيّة وتشجيع الموظّفين على استخدامها بشكل فعّال في الوثائق الرّسميّة والمراسلات.

المجمع ينظم بالتّعاون مع مجلس اللّسان العربيّ في موريتانيا، مؤخّرًا، ندوة بعنوان "اللّغة العربيّة والإدارة"

Image 1 of 7

اقـرأ الـمـزيـد

سلطان القاسمي يشهد انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدّولي الأوّل لدراسات اللغة العربيّة في أوروبا

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن الإمارة ماضيةُ في جهود دعم ونشر وتعليم وتدريس اللغة العربية في مختلف أنحاء العالم، وحفظها من الزوال، مشيراً سموه إلى تتابع المشروعات الخاصة بها مثل المعجم التاريخي للغة العربية الذي يتضمن تاريخ اللغة ومن تداولوها مما يثري من معرفة وثقافة المتعلم والمتحدث والدارس للغة العربية.

جاء ذلك خلال حضور سموه انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الأول لدراسات اللغة العربية في أوروبا، صباح اليوم الأحد، والذي ينظمه مجمع اللغة العربية بالشارقة، تحت شعار “الدراسات العربية في أوروبا: واقعٌ وآفاق”، وذلك في دارة الدكتور سلطان القاسمي، بمشاركة كبيرة من العلماء والمستشرقين والمستعربين من الدول الأوروبية المختلفة.

ورحب سموه بضيوف المؤتمر من العلماء وأساتذة اللغة العربية من مختلف الدول، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، قائلاً سموه // نرحب بكم في الشارقة، حيث تجدون أن اللغة العربية يُعتنى بها عنايةً كاملةً من تدريسها وحمايتها ووضعها في قاموسٍ يجمعها حتى لا نجد بعض الذين يعُربّون الكلمات الأجنبية فيختلط الأمر على الدارسين //.

وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة فكرة المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يعمل عليه 500 متخصص وعالم لغة، لافتاً سموه إلى استمرار مشروعات الحفاظ على اللغة العربية عبر العديد من المبادرات المتميزة مثل المؤتمرات وغيرها، قائلاً // منذ 5 سنوات بدأنا مشروع المعجم التاريخي للغة العربية وبإذن الله السنة المقبلة في مثل هذا التوقيت نكون قد أكملنا 110 مجلداً وكل مجلد فيه 750 صفحةً، والمعجم لا يُفسّر الكلمات فقط وإنما فيه من التاريخ والمعرفة وكل ما يحتاجه الإنسان، ليطلع على تاريخ هذه اللغة ومن تداولها من قبل، وكيف تم تداولها. وإن شاء الله بعد اكتمال مشروع المعجم سنبدأ مشروعاً آخر لا يقل أهمية عنه، حيث أننا كل فترة من الزمن ندعم العربية بمشروعات للحفاظ على هذه اللغة من الزوال. ونحن نحاول أن نصل إلى محبّي هذه اللغة والمتعطشين إليها، سواء أكان في أفريقيا، أو آسيا، أو أوروبا، ولكن أن نجد كل محبي اللغة يجتمعون هنا في الشارقة، فهذا وحده مكسبُ من مكاسب الحفاظ على هذه اللغة //.

واستعرض صاحب السمو حاكم الشارقة، في ختام كلمة سموه أهمية العناية باللغة العربية في العديد من الوجوه التي تتكامل مع بعضها البعض ضمن مراحل متعددة تهدف إلى الحفاظ عليها ونشرها، عبر الدعم المؤسسي، قائلاً سموه // هذه اللغة تريد العناية بها، ليس في حفظها فقط وإنما في تحدثها، والتحدث بها يتطلبُ تدريسها، وهذا التدريس يتطلب العون ونحن معكم في ذلك ونحن متأكدون أنكم جميعاً من مؤسساتٍ تعمل للرقيّ باللغة العربية سواء كنتم تعملون في المكتبات أو الجامعات وغيرها، ونحن سنعمل على دعمكم أدبياً ومادياً ومعنوياً حتى تستطيعون أن تنجزوا، سنكون عوناً لكم وعون لهذه اللغة //.

وكان افتتاح المؤتمر قد استهل بآيات بينات من القرآن الكريم تلاها الدكتور بهاء دنديس، ألقى بعدها الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، كلمة ترحيبية بالمشاركين في المؤتمر الأول من نوعه الذي يعني بدراسات اللغة العربية في أوروبا، والذي تلتقي فيه القلوب في حب اللغة العربية.

وتناول المستغانمي أهم ما يسعى إليه المؤتمر لدعم اللغة العربية وتدريسها وتعلمها في الدول الأوروبية المختلفة، وفحص ظروفها وتقديم الحلول لما يحول دون تطورها وتمكينها هناك، متمنياً التوفيق للمشاركين.

وقدمت الإعلامية انستاسيا أوستروخوفا من جمهورية روسيا الاتحادية، كلمة ضيوف المؤتمر أعربت فيها عن شكرهم وتقديرهم الكبير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموه اللامحدود للغة العربية ودارسيها في شتى بقاع العالم واهتمام سموه الشخصي بالدارسين وتشجيعهم ودعم دراستهم بمختلف الوسائل، في بلدانهم وفي إمارة الشارقة.

وأشادت انستاسيا في كلمتها بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها إمارة الشارقة في كل ما يختص باللغة العربية والمعرفة، مما جعلها تتبوأ مكانةً عاليةً في سماء الثقافة والمعرفة، ودعا القاصي والداني للمجيء إليها لتوجهاتها العلمية ورؤيتها الحضارية وهويتها الثقافية ودعمها للأدب والشعر والمسرح وغيرها من الفنون الأدبية، وأشارت إلى أهمية المؤتمر في تناول شؤون دراسات اللغة العربية في أوروبا، شرقها وغربها، والنظر في قضاياها والتعرف على واقعها والخروج بحلول ومقترحات تزيد من نشر العربية هناك، وتعليمها للأجيال الجديدة، متناولةً مقومات اللغة العربية كأحدي أهم اللغات الرئيسة في العالم والخصائص والمزايا التي جعلتها تتربع على عرش اللغات الإنسانية.

واستعرضت اناستاسيا في ختام كلمتها، حب اللغة العربية من الناطقين بغيرها كقرار واختيارٍ وافق هوى في نفوسهم بعد تعرفهم على جمالياتها، دراسةً وتواصلاً، واكتسابها الخلود بارتباطها بالقرآن الكريم والتراث العظيم من الشعر والأدب والمؤلفات الفلسفية والعلمية التي كتبت بها في عصر التدوين والانفتاح الحضاري.

وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، والحضور، الجلسة الأولى للمؤتمر والتي جاءت بعنوان: “واقع اللغة العربية في بولندا وكازاخستان وإيطاليا” وترأسها الدكتور عبد الله الوشمي الأمين العام لمجمع الملك سلمان للغة العربية في المملكة العربية السعودية.

وقدمت الدكتورة باربارا ميكالاك من بولندا الورقة الأولى بعنوان: “مائة عام من دراسات اللغة العربية وآدابها في جامعة ياجيلونسكي في كراكون بولندا”، تناولت فيها بداية انتشار الاهتمام باللغة العربية في أوروبا بشكل عام وفي بولندا عبر التوسع الجغرافي للعرب وأسفار الرحالة، متناولة أهم المستشرقين البولنديين الذين أحبوا اللغة العربية وتوسعوا فيها بجهود كبيرة منهم وألفوا عدداً من الكتب فيها، حيث أدى نمو العلوم الاستشراقية إلى تطور الأدب البولندي الذي تناول منطقة الشرق، وأشارت باربارا إلى اهتمام جامعة كراكوف باللغة العربية عبر قسم الاستشراق الذي يعود إلى العام 1919 م وجهود كبار العلماء والاستاذة في نشر اللغة العربية وسط الطلبة ومحبيها ودارسيها.

وقدم الدكتور اختيار بالتوري من كازاخستان ورقة بعنوان: “اللغة العربية في كازاخستان: الماضي والحاضر وآفاق التعاون مع المؤسسات الأوروبية”، أشار فيها إلى الارتباط الكبير لجمهورية كازخستان مع الدول العربية والإسلامية منذ أزمانٍ بعيدة، لافتاً إلى وجود العديد من المفردات والتراكيب العربية في اللغة الكازاخية تاريخياً، إلى جانب انتشار اللغة العربية، وأكد على أهمية المؤتمر الكبيرة في فتح قنوات التعاون لهم مع العديد من الجامعات والمؤسسات الأوروبية لدعم تعليم وتعلم اللغة العربية.

واختتمت الجلسة الدكتورة فرانشيسكا كوارو من إيطاليا بورقة حملت عنوان: “ترجمة وتدريس الشعر العربي في إيطاليا” استعرضت فيها تاريخ دخول اللغة العربية إلى جزيرة صقلية في القرن الثالث الهجري حيث بدأ تعليم اللغة العربية مع دخول ووجود المثقفون العرب هناك، وتناولت تجربتها مع العديد من الشعراء الإيطاليين من محبي اللغة العربية في ترجمة الشعر العربي إلى اللغة الإيطالية، وتنظيم العديد من الملتقيات.

ويسعى المؤتمر الذي ينظم في 29 و30 أكتوبر الجاري، إلى إلقاء الضوء على واقع اللغة العربية في الدّول الأوروبية، ويرصد الحضور العربي اللغوي في رحابها، وينظر في البحوث والدراسات التي كتبها المستعربون والمستشرقون في الشأن اللغوي والأدبي وفي مجال الدراسات العربيّة، انطلاقًا من رسالة مجمع اللغة العربية بالشارقة في دعم الجهود المبذولة والأعمال البحثيّة في هذا الإطار.

ويُشارك في جلسات المؤتمر أكثر من 22 مشاركاً من 11 دولة أوروبية، تشمل إيطاليا، وبولندا، وألمانيا، وإسبانيا، وفرنسا، وكازاخستان، وروسيا، وفرنسا، وتركيا، والنمسا، والدنمارك.

ويهدف المؤتمر إلى رصد واقع اللغة العربية في دول قارة أوروبا، وتشخيص الأحوال الراهنة للثّقافة العربية فيها، ومد جسور التعاون المعرفي والتبادل الثقافي بين المجمع والمؤسسات الدولية والمراكز العالمية التي تُعنى بتعليم اللغة العربية والدراسات اللغوية، وتوظيف الخبرات العالمية والأساليب المبتكرة في خدمة اللغة العربية ونشرها في دول قارة أوروبا، وتمكين الباحثين والدارسين في دول أوروبا مـن أساليب تدريس العربية، وكيفية تعليمها لدى الناطقين بغيرها، وفتح آفاق التعاون مع المراكز والمؤسسات التي تُعنى بذلك، وتبادل الخبرات والدّراسات والتجارب بين الباحثين العرب والدارسين المستعربين في أوروبا لإيجاد سبل أكثر نجاعة في تعليم العربية وتعميم نشرها تحدثًا وكتابة.

ويتناول المؤتمر في نسخته الأولى مجالات عديدة تتضمن: الدراسات العربية التي تجسد واقع اللغة العربية في أوروبا، والأبحاث المبتكرة في مجال تعلم اللغة العربية وتعليمها، والتجارب العملية والممارسات الحية في ميادين اللغة العربية والدّراسات الإسلاميّة.

 ويشهد اليوم الثّاني من المؤتمر 3 جلسات، الأولى بعنوان “تعليم اللغة العربية في فرنسا، كازاخستان، ألمانيا، وإسبانيا”، ويديرها الباحث في مجمع اللغة العربية بالشارقة الدكتور بهاء الدين دنديس، بمشاركة كل من الدكتور محمد باخوش من فرنسا، والدكتور يركنبيك شوقاي من كازاخستان، والدكتور سيبستيان غونتر من ألمانيا، والدّكتور عبد الهادي سعدون من إسبانيا.

وتناقش الجلسة الثانية “واقع الدراسات العربية في كازاخستان، تركيا، وإيطاليا”، بإدارة الدكتور عبد الفتاح الحجمري، مدير مركز تنسيق التّعريب بالرّباط، وتستضيف الدكتورة سامال توليوبايفا من كازاخستان، والدّكتور محمد حقي صوتشين من تركيا، ومن إيطاليا كل من الدّكتور عقيل مرعي والدّكتور جوليانو ميون.

وتختتم جلسات المؤتمر بالجلسة الثالثة بعنوان “واقع الدراسات العربيّة في النّمسا، الدّنمارك، روسيا، وإيطاليا”، وتديرها الأستاذة رشا أو جهين، مسؤول مركز اللسان العربي في مجمع اللغة العربية بالشارقة، وتشهد مشاركة كل من الدّكتور أومت فورال من النمسا، والدكتورة فاطمة اغبارية من الدنمارك، والدكتورة أناستاسيا أوستروخوفا من روسيا، والدكتورة أليساندرا بيرسيكتي من إيطاليا. حضر انطلاق فعاليات المؤتمر بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، والدكتورة خولة الملا رئيسة هيئة شؤون الأسرة، وجمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وعبدالله خليفة السبوسي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، وخالد بطي الهاجري مدير عام المدينة الجامعية، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ورؤساء وممثلي اتحادات ومجامع اللغة العربية، وعدد من المسؤولين والمختصين.

سلطان القاسمي يشهد انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدّولي الأوّل لدراسات اللغة العربيّة في أوروبا

Image 1 of 14

اقـرأ الـمـزيـد

مجمع الشّارقة” يناقش دور “المعجم التّاريخيّ” في إثراء الدراسات اللغوية والمعجمية العربية

استعرض الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الإنجازات التي حققها المجمع في المجال اللغوي والصناعة المعجمية العربية، وجهوده في إدارة اللجنة التنفيذية لـ”المعجم التاريخي للغة العربية”، المشروع الأضخم في تاريخ الحضارة العربية الذي يوثق مفردات العربية وتاريخها الثقافي والعلمي والحضاري.

جاء ذلك  في ندوة علمية بعنوان “المعجم التاريخي من الفكرة إلى التنفيذ” خلال “ملتقى الصناعة المعجمية العربية” الذي نظمه “مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية” في مقره بالعاصمة السعودية ضمن احتفاليته بإطلاق عدة مشاريع علمية ولغوية واستعراض تجارب معجمية محلية وإقليمية، بالتزامن مع فعاليات المعرض.

وتضمنت مشاركة “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في فعاليات “معرض الرياض الدولي للكتاب 2023” الذي يتواصل حتى 7 أكتوبر المقبل بـ”جامعة الملك سعود”، في الجناح (F22)، عرض المجلدات الـ36 التي تم تحريرها من “المعجم التاريخي للغة العربية”، بالإضافة إلى الأعداد الأخيرة من “مجلة مجمع اللغة العربية بالشارقة” التي تتضمن مجموعة من الدّراسات والبحوث والمقالات الأدبيّة واللّغويّة والمعجميّة، وتسلط الضوء على جهود المجمع في التواصل والتعاون مع أبرز المراكز اللغوية والبحثية والأكاديمية في الوطن العربي والعالم.

وقال الدكتور امحمد صافي المستغانمي: “إن حضارة أي أمة وإرثها العلمي ومنظومتها الثقافية تبدأ بلغتها، فاللغة هي الشاهدة على منجزات الأمم والشعوب وحاملة تراثها وماضيها ومستقبلها، ولهذا تعد الصناعة اللغوية والمعجمية من أهم مجالات الدراسات العلمية والأكاديمية المعنية بالحفاظ على اللغة وتتبع تطورها عبر العصور”، وتوجه بالشكر لصاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، على دعمه المتواصل ومتابعته الشخصية لجهود حماية اللّغة العربيّة ومشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”.

وأضاف: “لضمان الحفاظ على اللغة العربية والتغلب على التحديات التي تواجهها، وفي الوقت نفسه للمساهمة في الحضارة الإنسانية بشكل فعال، يمكن الاستفادة من التجربة الناجحة لمشروع الإمارة الثقافي والحضاري، لا سيما في مجال تعميم استخدام لغة الضاد، ولهذا نحرص على تقديم مشروع (المعجم التاريخي للغة العربية) خلال كبرى الأحداث والفعاليات الثقافية الإقليمية والدولية”.

وتضمن برنامج المجمع في الحدث لقاءات مع عدد من ممثلي “مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة”، و”مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية”، حيث تمت مناقشة الأهداف المشتركة المتمثلة بالمشاركة في تعزيز دور اللغة العربية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، والتأكيد على أهميتها في الحفاظ على الثقافة العربية والإسلامية. يشار إلى أن “مجمع اللغة العربية” بالشارقة حقق إنجازات كبيرة من خلال التنسيق بين المجامع اللغوية وتأسيس مظلة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها، بهدف تعزيز اللغة العربية وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللغات العالمية، بالإضافة إلى تأسيس “مركز اللسان العربي” لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإطلاق “المعجم التاريخي للغة العربية”؛ المشروع المعرفي الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضاد ويبين أساليبها وتطور دلالاتها عبر أكثر من 17 قرناً.

"مجمع الشّارقة" يناقش دور "المعجم التّاريخيّ" في إثراء الدراسات اللغوية والمعجمية العربية

Image 1 of 6

اقـرأ الـمـزيـد

ندوة علميّة لـ “مَجمع العربيّة بالشارقة” في “عمّان للكتاب”.

الشارقة، 22 سبتمبر 2023،

نظّم “مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة” ندوةً لغويّةً علميّةً بعنوان “اللغة العربيّة والعوالم الجديدة” بالتّعاون مع “مجمع اللّغة العربيّة الأردني” خلال مشاركته في الدّورة الـ22 من “معرض عمّان الدّولي للكتاب” الذي انطلق في 21 ويستمر حتّى 30 سبتمبر الجاري في العاصمة الأردنيّة، حيث ناقشت الندوة التّحدّيات الّتي تواجه تعميم استخدام اللّغة العربيّة في مختلف مناحي الحياة، والحلول العمليّة للتّغلّب عليها.

وشهدت النّدوة الّتي أقيمت بالتّعاون مع “مجمع اللّغة العربيّة الأردني” مشاركة كلٍّ من الدّكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة والمدير التّنفيذي لمشروع المعجم التّاريخي للّغة العربيّة، والدّكتور محمّد السّعودي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ، والدّكتور إبراهيم السّعّافين، عضو مجلس أمناء مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة وعضو مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ.

وناقشت الندوة سبل توثيق أواصر التّعاون العلميّ والمعرفيّ بين مجامع اللّغة العربيّة بشكل عام، لا سيّما بين “مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة”، و”مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ”، مسلّطةً الضوء على أهميّة استخدام اللّغة العربيّة في جميع المجالات وعلى كافّة المستويات العلميّة والطبيّة والبرمجيّة، وضرورة تعزيز دورها ومكانتها في الفضاء الرقمي والافتراضي وعلى منصّات التّواصل الاجتماعي.

وقال الدّكتور امحمد صافي المستغانمي: “اللّغة العربيّة مكوّنٌ أساسيٌ من مكوّنات الهويّة والثقافة العربيّة، والشاهدة على تاريخنا العريق وحضارتنا المجيدة التي استفادت من الإرث العلميّ والأدبيّ والثقافيّ العالميّ، ونجحت بتطويره وتسخيره لابتكار علوم وفنون واستكشاف عوالم جديدة، بالإضافة إلى ترك بصمتنا في تاريخ الحضارة البشريّة”.

وأضاف: “مع التحدّيات الّتي تعرقل تعميم استخدام لغة الضّاد، كان لا بدّ من تنظيم هذه النّدوة الّتي تؤكّد أنّ هذه اللّغة الأصيلة قادرة على مواكبة أحدث ما توصّلت إليه العلوم والمعارف الإنسانية والإضافة عليها وتطويرها، وفي هذا المقام، نشيد بالجهود المباركة لصاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، في دعم اللّغة العربيّة وحمايتها وتعزيز حضورها بين الأجيال الناشئة”.

بدوره، قال الدّكتور محمد السّعودي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ: “نرحب بمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة في (معرض عمّان الدّولي للكتاب) ويسعدنا التّنسيق المشترك لتنظيم هذه النّدوة العلميّة التي أثرت رؤى تعزيز استخدام اللّغة العربيّة وأكّدت على مكانتها ودورها الثقافيّ والمعرفيّ الرائد على المستوى العالمي”.

وعلى هامش مشاركته في الحدث الثّقافيّ الرائد، استعرض “مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة” مشروع الإمارة الثقافيّ وجهودها في حماية اللّغة العربيّة، مسلّطاً الضوء على أحد أبرز المنجزات اللغويّة والعلميّة في تاريخ الحضارة العربيّة؛ “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة” الذي يشرف المجمع على إدارة لجنته التنفيذيّة ويضمّ عشرة مجامع لغويّة حرّرت حتّى الآن 9 حروف في 36 مجلداً. يشار إلى أن “مجمع اللّغة العربيّة” بالشّارقة حقق إنجازات كبيرة من خلال التّنسيق بين المجامع اللغويّة وتأسيس مظلّة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها، بهدف تعزيز اللّغة العربيّة وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللّغات العالميّة، بالإضافة إلى تأسيس “مركز اللّسان العربيّ” لتعليم اللّغة العربيّة لغير النّاطقين بها، وإطلاق “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة”؛ المشروع المعرفيّ الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضّاد ويبيّن أساليبها وتطوّر دلالاتها عبر أكثر من 17 قرناً.

ندوة علميّة لـ "مَجمع العربيّة بالشارقة" في "عمّان للكتاب"

Image 1 of 5

اقـرأ الـمـزيـد

“مجمع اللغة العربية بالشارقة” يشارك في مؤتمر “اللغة العربية في المنظمات العالمية” بمدينة الرياض

خلال جلسة ضمن فعاليات مؤتمر “اللغة العربية في المنظمات الدولية”

“مجمع اللغة العربية بالشارقة” يشارك في مؤتمر “اللغة العربية في المنظمات العالمية” بمدينة الرياض

الرياض، 06 ديسمبر 2022،

أكدّ الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، المكانة السامية التي تتمتع بها اللغة العربية بين اللغات العالمية، لما تحمله من خصائص وسمات جعلتها تتميز عن نظيراتها، نظراً لما تتمتع به ألفاظها من إبداع بياني، واتساع مخزونها المعجمي وأسلوب البديع في استخدام العبارات، ما جعلها من بين اللّغات العالمية.

جاء ذلك في جلسة بعنوان “البعد الحضاري والثقافي للتعدد اللغوي ومسؤولية المنظمات الدولية حيال ذلك”، شارك خلالها “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في فعاليات مؤتمر “اللغة العربية في المنظمات الدولية” الذي نظّمه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، يومي 6-7 ديسمبر الجاري بمدينة الرياض.

وشارك في الجلسة إلى جانب الدكتور امحمد صافي المستغانمي كل من الأستاذ الدكتور صالح الشويرخ، أستاذ اللغويات التطبيقية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والأستاذ الدكتور عبدالله البريدي، أستاذ السلوك التنظيمي بجامعة القصيم، والأستاذة الدكتورة ماريا أفينو، أستاذة اللغة العربية والآداب العربية بجامعة نابولي الشرقية، والأستاذة الدكتورة نبيلة يون، رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة هانكوك للدراسات الإسلامية، وأدارها الأستاذ الدكتور صالح بن محمد السنيدي.

وقدّم المستغانمي، خلال الجلسة، إضاءات حول دور “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في تمكين اللسان العربي، وأهم الإنجازات التي حققها، مشيراً إلى أن المجمع نجح في التنسيق بين المجامع اللغوية، وأسس مظلة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها بهدف تعزيز اللغة العربية وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللغات العالمية، مستعرضاً جهود صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تبنّي ورعاية هذا المجمع منذ تأسيسه، بما يتماشى مع رؤيته الحضارية والفكرية.

وأشار المستغانمي إلى أن “المعجم التاريخي للغة العربية” يعدّ ضرورة حضارية تاريخية لغوية، والمشروع الثقافي الأضخم الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضاد وتحولّات استخدامها عبر أكثر من 17 قرناً، وأوضح أن الجهود لا تزال مستمرة لاستكمال الإنجاز الذي أنجز منه 36 مجلداً إلى الآن، بهدف تعزيز الاهتمام بقضايا اللغة العربية وتعريف الأجيال القادمة بتاريخ لغتهم الغنية وثقافتها الأصيلة. بدورهم، أشار المشاركون في الجلسة إلى أهمية التواصل الحضاري بين لغات العالم، مؤكدين أن الدعوة إلى حماية اللغة العربية لا تعني التخلي عن إتقان اللغات الأخرى، لافتين إلى أن إتقان لغتين يعني إدراك الآداب والفنون والثقافات المتنوعة التي تكتنز بها تلك اللغات. كما تحدث المشاركون حول رحلة الّلغة العربية عالميًّا، وتمكّنها من الحضور الكبير في الحضارات الأخرى، لما تمتلكه من كنوز معرفية أضاءت مكتبات العالم لقرون من الزمن، واستطاعت أن تمد حضارات العالم بمفاتيح الحداثة والتطور العلمي الذي لم تزل اللغة العربية راسخة فيه من خلال تجذر ألفاظها في مختلف اللغات العالمية حتى وقتنا الحاضر.

اقـرأ الـمـزيـد

الندوة الثانية في الشارقة للكتاب 41: أكاديميون ورؤساء مجامع: سلطان القاسمي الراعي الأول للغة العربية

خلال ندوة نظمها مجمع اللغة العربية في “الشارقة الدولي للكتاب”

أكاديميون ورؤساء مجامع: سلطان القاسمي الراعي الأول للغة العربية

أكد المتحدثون في ندوة “إنجازات مجمع اللغة العربية” على الدور الكبير الذي تلعبه الشارقة في دعم اللغة العربية بصورة غير مسبوقة، امتثالاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمتمثلة بشكل واضح في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أبصر النور أخيراً بعد سبعة عقود من وضع فكرته، نيابةً عن الأمة العربية.

جاء ذلك، في الجلسة الحوارية، التي استضافت كلاً من الدكتورة سارة ضاهر، رئيسة جمعية “بالعربية للغة والتحديث”، والأستاذ الدكتور بكري محمد الحاج، رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم، في اليوم الثاني من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي افتتحت دورته الحادية والأربعين تحت شعار “كلمة للعالم”.

وفي معرض حديثها عن التحديات المعاصرة التي تواجه اللغة العربية، شددت الدكتورة سارة ضاهر على ضرورة حل للأخطاء التي يرتكبها الكثير من المتحدثين بلغة الضاد، خاصةً من قبل الأشخاص الذين يخاطبون الرأي العام، من الإداريين والدبلوماسيين والإعلاميين، وما يتطلبه الأمر من وضع ضوابط لاستخدامهم للغة بغرض حمايتها وتعزيزها.

وأشارت ضاهر إلى خلل كبير، يتمثل في نفور الكثير من الطلاب في المدارس اللبنانية من مناهج النحو والصرف لشعورهم  بأنهم ينتقلون لعالم آخر خلال حصصها الدراسية، رغم قدرتهم على استخدام الفصحى التي يعاملونها كوسيلة لاجتياز الامتحانات دون الرغبة في استخدامها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تعززه جمعية “بالعربية للغة والتحديث” عبر وضعها اختبارات كفاءة لغوية، لعدة مستويات، عامة، وإعلامية لصناع المحتوى، وأخرى للتخصصات المختلفة، ورابعة لمدرسي اللغة العربية.

وأكدت ضاهر على قدرة هذه المشاريع على الاستمرار بسبب الدعم الذي يقدمه مجمع اللغة العربية في الشارقة، لتشجيع كافة الجهود التي ترسخ استخدام اللغة بصورة سليمة في الحياة العامة.

من جانبه، وضح رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم محمد بكري الحاج ، طبيعة الجهود التي أداها مجمع اللغة العربية في الشارقة على أكمل وجه، حتى بات حلقة وصل بين المجامع اللغوية في العالم العربي، مستدلاً على ذلك برعايته لمشروع المعجم التاريخي الذي توحدت فيه نشاط عشرة مجامع لغوية، في مشروع قومي كانت اللغة العربية بحاجة ماسة له، لتوثيق تاريخ مفرداتها، ومراحل تطور عبر العصور، وهو الحلم الذي نجحت الشارقة أخيراً في تحقيقه، بعد أن طرح فكرته المستشرق أوجست فيشر لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، قبل أن يحول اندلاع الحرب العالمية الثانية دون اكتماله. وأضاف الحاج: “هذا المعجم جسد رغبة وحلماً صارت واقعاً، استطاع صاحب السمو حاكم الشارقة على استكماله، ففيما فشلت الدول العربية باتساعها فيه لم يقدم اي دعم له سوى الشيخ سلطان نيابة عن الأمة العربية”. وختم الحاج مشاركته في الندوة بتقديم الشكر لمرسوم صاحب السمو بتقديم عضوية مجمع السودان في مجمع الشارقة، في تتويج معنوي للدعم المادي السخي الذي يسد به الصعوبات المالية التي واجهت مجمع اللغة العربية في السودان خلال الأعوام الأخيرة.

الندوة الثانية في الشارقة للكتاب 41: أكاديميون ورؤساء مجامع: سلطان القاسمي الراعي الأول للغة العربية

Image 1 of 10

اقـرأ الـمـزيـد

الندوة الأولى: خبراء لغويون وأعضاء مجامع خلال مشاركتهم في “الشارقة للكتاب” 41

المعجم التاريخي” يمثل صدارة معرفية عربية رائدة في الصناعة المعجمية

أعادت جلسة “المعجم التاريخي للغة العربية… رسالته الثقافية والحضارية” زوّار الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى ذاكرة 18 قرناً جمعها المعجم، ليتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي، ويربط أبناء العربية بلغتهم، ويمثّل عودة للعرب إلى صدارتهم العلمية والمعرفية في الصناعة المعجمية.

وتحدّث خلال الجلسة كلّ من الدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي للمعجم التاريخي، عضو مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة، والدكتور خليل النحوي، رئيس مجلس اللّسان العربي بموريتانيا، والدكتور محمد السعودي، أمين عام مجمع اللغة العربيّة بالأردن، وأدارها الدكتور امحمّد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربيّة بالشارقة، والرئيس التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي، وحضرها جمع من اللغويّين وخبراء اللغة العربيّة من دول عربيّة وأجنبيّة.

وفي تقديمه للجلسة، قال الدكتور امحمّد صافي المستغانمي: “إنّ الشارقة ترسم المشهد الثقافي العربي العالمي، بما تحظى به الثقافة العربية من رعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تكفّل بإخراج مشروع المعجم التاريخي للغة العربية” مهما كلّف من جهد ومال”.

وفي كلمة له حول ما يميّز المعجم التاريخي للغة العربية، أوضح الدكتور خليل النحوي، أنّ المعجم متميّز عن غيره من المعاجم بسمات، رئيسة تتمثّل في كون المشروع يمثّل عودة للعرب إلى صدارتهم العلميّة والمعرفيّة في الصناعة المعجميّة، بوصفهم مؤسّسي المنهج العلمي الرائد في علم المعاجم، والذي استفادت منه أمم العالم والحضارات المتقدمة، وهو مشروع عربي يتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي.

وأضاف: “يمتاز المعجم التاريخي بجمعه مجامع اللغة العربية تحت مظلّة واحدة تقودها إمارة الشارقة، حيث يمثّل وحدة عربية ثقافية تُحسب لإمارة الشارقة. إضافة إلى تفوّقه على المعاجم اللغوية التاريخية العالمية بسرعة وتيرة الإنجاز والعمل، ففي العام 2021، تمّ إنجاز 17 مجلّداً، تضمّنت ما يزيد على 2000 جذر، وهي حصيلة عمل عامين، وها نحن بعد عام واحد فقط نطلق 19 مجلّداً جديداً تشتمل على أكثر من 4200 جذر”.

وفي حديثه حول منهجية المعجم التاريخي للغة العربية، أكّد الدكتور مأمون وجيه أنّ العرب فقدت رصيداً كبيراً من تراثها المعجمي بانقطاع حركة التأليف في القرن الرابع الهجري، حيث حفلت الحضارة العربية بعد ذلك التاريخ بالتطوّر والتنوّع في مختلف القطاعات الحياتية والمعرفية والعلمية التي عبّروا عنها بألفاظ ومصطلحات أَثْرَت اللغة، ولم تُدوَّن في معاجم متخصّصة تتبع تاريخ مدلولاتها، وهذا ما يميّز المنهجية التي قام عليها المعجم.

وأشار الدكتور وجيه إلى أنّ المعجم التاريخي يعتمد على منهجية جمع النصوص الحيّة جمعاً جغرافياً يشمل مختلف مناطق استعمال اللغة العربية، عن طريق مدونة إلكترونية، ثمّ رصد المادّة اللغوية المتعلّقة بالجذر في آلاف الوثائق، والبحث في دلالات النصوص، ثمّ ردّ كلّ دلالة إلى عصرها، والتي يعود بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام، حتى عصرنا الحاضر.

وحول قيمة المعجم التاريخي للغة العربية في العصر الحديث، أوضح الدكتور محمد السعودي، أنّ المشروع له قيمة في حاضرنا من خلال إسهامه في رفع رصيد اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، التي غدت تقنيات الذكاء الاصطناعي مسهماً بارزاً في تحديد الألفاظ التي تحتويها لغات العالم عليها. وأكّد أنّ المعجم أبرز ألفاظاً في العربية تعود في تاريخها إلى لغات موغلة في القدم، مثل الحضارة الفينيقية القديمة، ومع ذلك فقد أمدّتها اللغة العربية بميزة البقاء، حتّى إنّها تستخدم في لهجات عربية عامية بنفس أصول دلالاتها القديمة، وهو ما يبرز قيمة المعجم التاريخي في حفظ التراث اللغوي العربي ومعرفة جذوره وامتداداته في حضارات الأمم الأخرى.

الندوة الأولى: خبراء لغويون وأعضاء مجامع خلال مشاركتهم في "الشارقة للكتاب" 41

Image 1 of 6

اقـرأ الـمـزيـد

مجمع اللغة العربية بالشارقة يضيء على “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري” في البرتغال

سلسلة حوارات أدبية حول “الروايات التاريخية” و”الترجمة” والموروث الشعبي ضمن “أيام الشارقة الأدبية”

“مجمع اللغة العربية” يضيء على “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري” في البرتغال

أكد المتحدثون في جلسة “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري”، التي شارك بها مجمع اللغة العربية بالشارقة ضمن فعاليات “أيام الشارقة الأدبية” في البرتغال، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، أن المعجم التاريخي للغة العربية سيكون أحد أكبر مراجع تعزيز التواصل الحضاري بين العرب والأمم كافة، من خلال منهجه العلمي الرائد في تتبع تاريخ الألفاظ، واكتشاف جذورها وارتباطاتها بالثقافات القديمة واللغات الأخرى.

وتحدث في الجلسة كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لـ”مجمع اللغة العربية بالشارقة”، والدكتور عبد الفتاح الحجمري، مسؤول مكتب تنسيق التعريب بالرباط، اللذين أكدا الدور الرائد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم علاقات التواصل الثقافي بين إمارة الشارقة والمراكز الأكاديمية والثقافية العالمية، والتي تعد جامعة كويمبرا من أبرزها.

وأكد المستغانمي أنّ المعجم التاريخي هو أعظم مشروع للغة العريية على مر التاريخ وأن الفوائد التي يشتمل عليها المعجم في البحث عن العلاقات بين ألفاظ اللغة العربية واللغات الأخرى، واكتشاف ما فيها صلات وروابط، يجعل منه شاهدًا على إسهام لغة الضاد في التعارف بين الأمم والحضارات، إذ يؤرخ للهجات السامية التي استقت أصولها من العربية واستقلت بضروب من التغيير في بعض الجوانب البنيوية والتراكيب عبر الزمن.

وأشار المستغانمي إلى واحدة من عناصر إسهام المعجم في التواصل الحضاري بين ثقافات العالم، وهي عنايته بالألفاظ الأعجمية التي نطقت بها العرب على مناهجها وقواعدها وأخضعتها لقياس اللغة العربية ونظامها.

بدوره أكد الدكتور عبد الفتاح الحجمري أن المعجم التاريخي للغة العربية ليس للعرب فقط وإنما للعالم أجمع وذلك لأن العربية على مر التاريخ لم يستخدمها العرب فقط بل استخدمتها أقوام وحضارات في حياتها ودراساتها وعلومها، ولفت إلى أن العربية لغة بذل وعطاء، فهي تستقي من الحضارات واللغات الأخرى المعرَّب من الألفاظ، وكذلك فإننا نرى الحضارات واللغات الأخرى استقت من العربية ما أصبح متجذراً في ألفاظها واستعمالاتها، وهذا وافر وواضح للدارسين في شتى اللغات العالمية.

وخلال الجلسات قال الدكتور دلفين لياو، نائب مدير جامعة كويمبرا “قبل أربع سنوات قدمت الجامعة شهادة الدكتوراة الفخرية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تقديراً لمجهوداته القيمة عالمياً في مجالات الثقافة والأدب والتواصل الحضاري، وما كان لافتاً لنا ذلك الوقت أن صاحب السمو حاكم الشارقة لم تكن الشهادة أكبر اهتماماته وكان ما يؤكد عليه هو ضرورة التواصل الحضاري بين الجانبين والحوار والتبادل الثقافي والعلمي والأدبي، ووقتها قمنا بغرس بذرة لشجرة نخيل في حرم الجامعة تكريماً لزيارة حاكم الشارقة ونعلم كم سيستغرق الوقت لنرى ثمار عرس تلك النخلة، ولكن الشارقة أرتنا اليوم وخلال السنوات الأربع الماضية غراس ثقافتها وانفتاحها العلمي بأكثر مما كنا نتوقع”.

وخلال النقاشات مع الحضور دعا البروفيسور خوسيه بيدرو، عميد كلية اللغات في جامعة كويمبرا إلى دعم تدريس اللغة العربية في الجامعة وأيضاً في مختلف الجامعات الأوروبية بوصفها لغة عالمية لا يمكن بدونها فهم التاريخ الحقيقي للمنطقة والعالم ولا التعرف على حضارة عريقة لنا معها كبرتغاليين وأوروبيين مشتركات تاريخية كبيرة.

الروايات التاريخية

وفي إطار برنامجها الثقافي ضمن “أيام الشارقة الأدبية” بالبرتغال، نظمت هيئة الشارقة للكتاب سلسلة جلسات حوارية حول “الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية” التي تحدث فيها آنا ماريا ماتشادو، والدكتورة مريم الهاشمي، و”ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية”، بمشاركة غيث الحوسني، وألبرتو سيسمونديني، إضافة إلى جلستي: “الهوية في النصوص المسرحية، بين المحلية والعالمية” شارك فيها سعيد الحناكي، وجواو جوفيا مونتيرو، و”الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال” تحث فيها إبراهيم الهاشمي، وباولو سيلفا بيريرا.

وأكد المتحدثون خلال جلسة “الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية” أن الروايات التاريخية هي عمل فني لا ينقل التاريخ حرفياً، بل ينقل رأي المؤلف، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الروائيون في الروايات التاريخية على دراية تامة بالماضي والحاضر، وأن يتوقعوا المستقبل، إضافة إلى وعيهم الكامل بالهدف من العودة إلى الوراء والتأمل في الماضي من خلال القدرة على تحليل الأحداث.

بدورهم، أشار المشاركون في جلسة “ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية” إلى المكانة الرائدة التي احتلها الأدب البرتغالي في الشارع الأدبي والثقافي العربي، حيث تحظى نخبة من المفكرين والأدباء البرتغاليين من أمثال خوسيه ساراماغو، الحائز على جائزة نوبل للأدب، بمنزلة رفيعة وتفضيل كبير بين المثقفين العرب.

وأشار سعيد الحناكي في جلسة “الهوية في النصوص المسرحية، بين المحلية والعالمية” إلى أن أي نص أدبي هو انعكاس لأحداث اجتماعية رئيسة يختبرها المؤلفون؛ وهي الظروف التي أثرت وتؤثر فيهم، لافتا إلى أن المواقف المجتمعية كثيراً ما تتحول إلى نتاجات أدبية بارزة تحدث أثراً عميقاً في الحراك الثقافي والأدبي العالمي.

من ناحيته، ناقش إبراهيم الهاشمي في جلسة “الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال” طبيعة العادات الموروثة في الثقافة الإماراتية وتنوعها، والبيئة التي نشأت فيها، مبرزاً من خلال الأمثلة ما تعكسه تلك الموروثات من قيم أخلاقية انتقلت عبر العصور.

مجمع اللغة العربية بالشارقة يضيء على “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري” في البرتغال

Image 1 of 32

اقـرأ الـمـزيـد

ندوة لغويّة نظمها “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في “أبو ظبي للكتاب”

خلال ندوة لغويّة نظمها “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في “أبو ظبي للكتاب”

خبراء متخصصون يثمنون دور حاكم الشارقة في استكمال مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”

      ثمّن المتحدثون في ندوة حوارية نظمها “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، ضمن مشاركته في الدورة الـ 31 من “معرض أبوظبي للكتاب”، الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لحماية اللغة العربية، مؤكدين أن دعمه الكبير يتجسد في مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”، الذي صدر منه 17 مجلداً، ويعمل عليه 300 خبير لغوي يمثلون 11 مجمعاً لغوياً تحت مظلة اتحاد مجامع اللغة العربية، وبإشراف تنفيذي مباشر من “مجمع اللغة العربية بالشارقة”.

وجاءت الندوة، التي عقدت في منصة الشباب بالمعرض، تحت عنوان “دور المعجم التاريخي للغة العربية في توثيق تطوّر المصطلحات عبر العصور والألفاظ المهاجرة”، وشارك فيها كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، والدكتور محمد الأمين السملالي، الخبير اللغوي بدائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور غسان الشيخ، أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله والخبير بالمعجم التاريخي، وأدارها الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.

واستهل الدكتور امحمد صافي المستغانمي، مشاركته في الندوة مشيراً إلى أن حيثيات العمل في المعجم التاريخي للغة العربية تميزه عن غيره من المعاجم القديمة؛ لأنه يؤرخ لألفاظ اللغة العربية وللسياق الذي تطورت عبره معانيها في مختلف العصور، ليشمل 18 قرناً، تبدأ بتتبع تاريخ ألفاظ العربية منذ ما قبل الإسلام بأربعة قرون، ليكشف مدى ثراء لغة الضاد التي تختزن أكثر من 12 مليون مفردة بيم المستعمل والمهمل.

وبدوره تحدث الدكتور محمد الأمين السملالي، في محور “أثر توثيق ولادة المصطلحات”، في إثباتِ ما تمتاز به اللغة العربية من مرونة وحيوية، من خلال أخذ اللغات الأخرى لتلك المصطلحات واستخدامها في لغاتها، وتطرق إلى تعريف المصطلح بوصفه لغة العلم، وأداة نقل المعنى من السياق العام إلى السياق الخاص لكل علم، ضمن دائرة المختصين به، وأن ثبوت استخدام المصطلح وشيوعه في اللغة يتطلب رسوخه واستقراره في الوسط العلمي الذي ظهر فيه.

أما الدكتور غسان الشيخ فتطرق، في مشاركته، إلى ما يمتاز به المعجم من خصائص متفردة تعزز من أهميته العلمية والمعرفية، وأبرزها الامتداد الزمني الذي يغطيه المعجم ليشمل الألفاظ العربية في مرحلة ما قبل الإسلام بـ 400 سنة، إضافةً إلى دلالة الاتساع الجغرافي للمشاركين في إعداد المعجم، وذلك يكسبه الإجماع لدى كافة العلماء واللغويين، ولدى مختلف مجامع اللغة العربية. يشار إلى أن مجمع اللغة العربية بالشارقة يشارك في الدورة الـ 31 من “معرض أبوظبي للكتاب” الذي يستمر حتى 29 مايو الجاري، ويعرّف رواد المعرض على أنشطته وجهوده من خلال منصة خاصة، يقدم عبرها شرحاً حول مراحل إنجاز مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وحول برامج المجمع في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ويعرض فيديوهات تعرّف جمهور المعرض بالصلات التي تربط المجمع بالمجامع العربية ومعاهد تدريس اللغة في المنطقة، ويتيح للجمهور اقتناء العدد الجديد من مجلة “العربية لساني” الفصلية، التي تعنى بتسليط الضوء على العديد من القضايا التي تهم اللغة العربية والأدب العربي المعاصر.

ندوة لغويّة نظمها "مجمع اللغة العربية بالشارقة" في معرض "أبو ظبي للكتاب"

Image 1 of 8

لمشاهدة الندوة بالكامل الرجاء اضغط هنا

اقـرأ الـمـزيـد