في جلسة ضمن فعاليات الدورة الخامسة من “المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية” بميلان
أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة: لغات العالم أدوات بناء حضاري بين الشعوب والأمم
“المعجم التاريخي للغة العربية” إنجاز حضاري يسهم في تفاعل الفكر الإنساني
الشارقة، 21 مارس، 2022
أكد الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن نشر اللغات يعتبر أهم أدوات القوة الناعمة، التي تمثل جسراً للتواصل بين الشعوب، ووسيلة للتلاحم الحضاري بين الأمم والدول والمؤسسات الثقافية والعلمية، مشيراً إلى أن الكلمات المهاجرة بين اللغات، والتي أصبحت مصطلحات تتحدث بها شعوب العالم، تمثل دليلاً على التلاقح بين الثقافات، والعوامل المشتركة التي تجمع الأمم فيما بينها.
جاء ذلك في جلسة بعنوان “المعجم التاريخي: تشابك اللغات والثقافات”، شارك من خلالها مجمع اللغة العربية بالشارقة في فعاليات الدورة الخامسة من “المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية”، الذي نظمته “جامعة القلب المقدس الكاثوليكية” في مدينة ميلان الإيطالية، وترعاه “هيئة الشارقة للكتاب”، ويحتفي في دورة هذا العام بالمعجم التاريخي للغة العربية.
وشارك في الجلسة إلى جانب الدكتور امحمد صافي المستغانمي كل من الدكتور جوفاني جوبر، من الجامعة الكاثولوكية بميلان، والدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والدكتور بيرنار سيركيليني، المتحدث عن الوكالة الجامعية للدول الناطقة بالفرنسية بوزارة الثقافة الفرنسية، وأدارتها الدكتورة إيزابيلا كاميرا دافليتو.
وأوضح المستغانمي خلال الجلسة أن المعجم التاريخي يعد همزة الوصل التي ربطت العالم باللغة العربية، ليكون معلماً حضارياً يسهم في تفاعل الفكر الإنساني، واستعرض جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تبنّي ورعاية المعجم التاريخي للغة العربية بكافة المراحل التي مرّ عليها المشروع الثقافي الأضخم الذي يؤرّخ لألفاظ اللغة العربية ويتتبّعُ تاريخ تطور استعمالاتها.
وأشار أن المنهج الذي عمل عليه “المعجم التاريخي للغة العربية” يسعى إلى إثبات الترابط والتلاحم بين لغات العالم كافة، حيث يتتبع اللفظ منذ ظهوره والتحولات والتطورات ومراحل الشيوع والانحسار التي طرأت عليه، إلى أن يصل إلى العصر الحديث، وفي الوقت نفسه يؤرخ المعجم للألفاظ التي أخذتها العربية من لغات أخرى، ويتتبع تلك الألفاظ، والتواريخ التي دخلت فيها على العربية حتى أصبحت جزءاً من كلمات لغة الضاد، والتي استخدم العديد منها في القرآن الكريم.
وأوضح الأمين العام للمجمع أن المعجم التاريخي للغة العربية سيفتح الباب واسعاً لدراسة الحضارات القديمة التي استفاد منها العرب، والحضارات المتوالية التي تفاعلت معها اللغة العربية في مسيرتها التطورية حتى وقتنا الحاضر، وهو فضاء واسع للتعرف على تاريخ العرب والمسلمين، إذ تمثل اللغة سجل الحضارات التي من خلالها تتعارف أمم العالم.
وفي جلسة أخرى بعنوان “المعجم التاريخي: نماذج ومناهج”، تحدث الدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي للمعجم التاريخي للغة العربية، حول مشروع المعجم واصفاً إياه بأنه إنجاز العصر للغة العربية، وهو مشروع علمي كبير يصدر لأول مرة في تاريخ اللغة العربية، مشيراً إلى أن فكرة المعجم كانت قديمة، وقامت محاولات عديدة لإنجازه، ولكنها سكنت للعديد من الأسباب، حتى اتحدت جهود مجامع العربية تحت راية مجمع اللغة العربية بالشارقة، ليتم إنجاز 17 جزءاً من المشروع، وستتوالى المجلدات الأخرى حتى يكتمل مشروع التأريخ العلمي المبني على أسس بحثية عالية الدقة لألفاظ العربية ودلالاتها وتاريخ ميلادها وتطورها.
وفي تعليقه حول الاحتفاء بالمعجم التاريخي للغة العربية في “المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية”، قال الدكتور الخليل النحوي، رئيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا: “الإحتفاء بالمعجم التاريخي للغة العربية في هذا المحفل العالمي يعد شهادة عرفان وإكبار بالجهود التي بذلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لإخراج هذا المشروع الحضاري إلى النور، واجتماعنا تحت سقف هذه الجامعة الإيطالية العريقة يمثل اعترافاً عالمياً بمكانة اللغة العربية ودورها الحضاري على مر العصور، ومنجزها الثقافي والمعرفي الذي رفدت به حضارات العالم”. وشهد المهرجان تنظيم عدة جلسات ناقشت مواضيع متعلقة بخطوات إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية ومنهجيته، إضافةً لمعرض الكتاب العربي ومعرض للخط العربي في ساحة الجامعة الكاثوليكية.
حول مؤلف المقالة