ضمن فعاليات “المجلس اللغوي” وبالتعاون مع “هيئة الشارقة للتعليم الخاص”
مجمع اللغة العربية بالشارقة ينظّم “وقفات تدبّرية مع البيان القرآني” ويستعرض تجربة 7 أعوام من برنامج “في رحاب سورة”
- محمد خلف: البرنامج جزء من رؤية تلفزيون الشارقة لإيجاد بيئة إعلامية هادفة ومعززة للفكر المجتمعي
- امحمد صافي المستغانمي: حرصنا خلال البرنامج على تقديم تعريفٍ دقيقٍ ووافٍ للسورة القرآنية
الشارقة، 21 أبريل، 2022
نظّم مجمع اللغة العربيّة بالشارقة، بالتعاون مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص، اللقاء الثاني من فعاليات “المجلس اللغوي” الشهري، تحت عنوان “وقفات تدبّرية مع البيان القرآني: من وحي تجربة برنامج في رحاب السورة”، احتفاءً بالشهر الفضيل، بمشاركة كلّ من سعادة محمد حسن خلف، المدير العام لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام للمجمع، وحضرها نخبة من الأكاديميين والمثقفين والباحثين، وعدد من طلاب الجامعات والجمهور.
وحول نشأة وتطور فكرة برنامج “في رحاب سورة” أوضح المشاركون في الجلسة أنها بدأت في الشهر السابع من عام 2015، ولا يزال البرنامج مستمراً حتى الآن، بإجمالي حلقات قاربت أن تصل إلى 400 حلقة، تناولت على مدى نحو سبعة أعوام محطات في بلاغة البيان القرآني وملامح حول تناسق السور وتناسبها وخصائصها ومعالم كل سورة ومميّزاتها.
إبراز الإعجاز البلاغي والبياني
وأوضح سعادة محمد خلف أن فكرة البرنامج بدأت بدراسة عدد من الأفكار التي تتلقاها “هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون” من الجمهور والنخب المثقفة والأكاديميين المهتمين بالشأن الثقافي والمعرفي، حيث تم اختيار فكرة برنامج “في رحاب سورة” لما لها من أهمية في إبراز الإعجاز البلاغي والبياني للقرآن الكريم، وحاجة الجمهور الماسة إلى استكشاف حقائق المعاني الدقيقة واللطائف التفسيرية التي تثري معارف المشاهدين بواحد من أهم وأشرف العلوم.
وأكد سعادته أن البرنامج يأتي ضمن رؤية تلفزيون الشارقة لإيجاد بيئة إعلامية هادفة ومعززة للفكر المجتمعي، الذي يسعى إلى إنشاء حالة مجتمعية مرتبطة بالمعارف الإسلامية والعربية، وهي رؤية استراتيجية تأسس عليها تلفزيون الشارقة، ولا يزل يسعى إلى تطويرها لتكون سمة من السمات التي أسهمت في التواصل البنّاء بينه وبين جمهور المشاهدين في كافة أنحاء العالم.
ولفت سعادة محمد خلف إلى أنّ النهج الذي يسير عليه تلفزيون الشارقة هو نتاج رؤية إعلامية واضحة تتلقى كل الدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يحرص على متابعة حلقات برنامج “في رحاب سورة”، ويثري موضوعاته بملاحظات قيّمة تبرز اهتمام سموه بعلوم اللغة العربية والقرآن الكريم، وعميق اطلاعه على المعارف البيانية والبلاغية في المخزون العلمي والمعرفي في التراث العربي.
دراسة السورة القرآنية
بدوره أكد الدكتور امحمد صافي المستغانمي أن البرنامج يقوم على فلسفة واضحة تقوم على تقديم رؤية تدبرية لسور القرآن الكريم، ومع كثرة البرامج التي تتناول تفسير القرآن الكريم، حرص البرنامج على أن يقدم تعريفاً دقيقاً ووافياً للسورة القرآنية، حيث تشكّل دراسة السورة القرآنية أساساً مهماً لمعرفة مدلولات الآيات التي اشتملت عليها، والتي تتضمن عنوان السورة ومحورها والموضوعات التي ترتبط بهذا المحور، ومعالمها ومميزاتها التي تميزها عن أخواتها في الأسر القرآنية. ولفت الدكتور المستغانمي إلى أهمية أن يتسلح المفسرون لآيات الكتاب العزيز بأدوات اللغة والمعرفة بعلوم القرآن الكريم، وأن ادعاء التفسير التجديدي والتنويري من غير امتلاك الوسائل وعلوم الآلة من نحو وصرف وبلاغة، إضافةً إلى علوم القرآن الكريم عامةً، والتي تؤهّل صاحبها للكتابة أو الحديث عن تفسير آيات القرآن الكريم، هو خطأ كبير في حق المنهج العلمي القائم على المعرفة والدراسة المبنية على الأسس العلمية الصحيحة، مؤكداً أن التنوير والتجديد هو في إيجاد طرائق ووسائل حديثة لفهم النصّ القرآني واستنباط الفوائد منه، لا في إنشاء فهم يتعارض مع أسس اللسان العربي الذي نزل به الذكر الحكيم.
حول مؤلف المقالة