ابن الديرة
مرة جديدة، تثبت الشارقة أنها قائدة ورافعة الثقافة العربية اليوم، حيث تقود بأفكار وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشروعاً ثقافياً وحضارياً متقدماً ومفارقاً ومغايراً، وهي بذلك، خطوة بعد خطوة، وسنة بعد سنة، تحقق حلم المثقف العربي، بل العربي مطلقاً، والإنسان العالم على وجه الإطلاق، ومن السمات اللافتة لهذا المشروع سمة التكامل والتناسق والاتساق بين عناصر المشروع، ولا عجب، فوراء المشروع عقلية حاكم مثقف، أو في الأصح، مثقف يحكم، كما عبر سموه بنفسه. اهتمام الدكتور سلطان بالفكرة العامة، ثم في التفاصيل الدقيقة، وهو ما يطبع المشروع، حتى في تفاصيله، بفكر صاحب السمو حاكم الشارقة.
اليوم الحديث عن المعجم التاريخي للغة العربية الذي يكتمل نحو إصداره في القريب، وفق ما أكد امحمد المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة في ميلانو، واصفاً ذلك بالعمل العظيم، وهو كذلك، حيث طموح سلطان الذي لا يحده حدود ملازم وملائم. لقد سمعنا من قبل دعوات ونداءات كثيرة لإنجاز شيء «مشابه» لهذا العمل الرائد، وظل الحلم معلقاً في أقصى العقل العربي من دون أن يتحقق، وها هو يتحقق، وبهذا الحجم المؤسسي، وباشتراك عدد كبير من علماء اللغة العرب، على يد الشيخ الدكتور سلطان، وهو واحد منهم، سلطان الموسوعي هو عالم لغة أيضاً، وعالم بتاريخ اللغة العربية واللغات عموماً، ولقد أذهل وألهم الناس وهو يحاول في اللغة العربية وما يجاورها من لغات حية ومنقرضة، ذاهباً إلى الجذور وشارحاً الأصول، ومستقصياً البحث إلى أمداد جديدة، متجددة، وغير مسبوقة.
هكذا، وعبر المؤسسة والاشتغال المؤسسي، وبوعي شديد، تعد الشارقة اليوم لإصدار أول معجم تاريخي للغة العربية، فتسد ثغرة كبيرة لم تتصد لها، خوفاً أو عجزاً، الجامعات ومراكز الأبحاث ومجامع اللغة العربية.. سلطان في هذا السياق أو السباق لا فرق، رجل يشغل موقعي العالم العارف والحاكم صاحب الإمكانية والقرار، ولدى الدكتور سلطان، إلى ذلك، محبة خاصة خالصة لوطنه وأمته ولغته وثقافته وإرثه الديني والثقافي والحضاري، سلطان، منذ البواكير والنوافذ الأولى، رجل عربي عروبي بامتياز، ومن هنا قدرته الهائلة على صناعة الفرق كلما تعلق الأمر بعنوان عربي. هكذا تكلم ويتكلم الدكتور سلطان. هكذا عمل ويعمل.
تاريخ الكلمات العربية، وأصول الألفاظ التي نستعملها اليوم، مستعمل اللغة ومهجورها، الكلام العميق لكن الشفيف الذي هو في متناول العلماء والعامة، حاضر اللغة بناء على ماضيها وتاريخها، ومستقبلها المبنية، بالضرورة على الحاضر. كل هذا، وأكثر منه، يوفره المعجم التاريخي للغة العربية الذي يكتمل الآن، ويصدر في القريب إن شاء الله، بإشراف مباشر من الأستاذ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، المثقف الذي يحكم، فيقدم الثقافة على ما عداها، ثم يحقق في التنمية الثقافية ما يحقق في التنمية الاقتصادية وغيرها.
الثقافة الثقافة، وفي التكرار تذكير بالأهمية، وبما أدركه وعرفه وطبقه سلطان منذ وقت مبكر، ومن بعدها، وبالتأكيد يحدث كل شيء، من الصدارة في الاقتصاد ومعيشة المواطنين، إلى الصدارة، وهذا جديد لافت، في كرة القدم.
ebnaldeera@gmail.com
حول مؤلف المقالة