



استعرض الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الإنجازات التي حققها المجمع في المجال اللغوي والصناعة المعجمية العربية، وجهوده في إدارة اللجنة التنفيذية لـ”المعجم التاريخي للغة العربية”، المشروع الأضخم في تاريخ الحضارة العربية الذي يوثق مفردات العربية وتاريخها الثقافي والعلمي والحضاري.
جاء ذلك في ندوة علمية بعنوان “المعجم التاريخي من الفكرة إلى التنفيذ” خلال “ملتقى الصناعة المعجمية العربية” الذي نظمه “مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية” في مقره بالعاصمة السعودية ضمن احتفاليته بإطلاق عدة مشاريع علمية ولغوية واستعراض تجارب معجمية محلية وإقليمية، بالتزامن مع فعاليات المعرض.
وتضمنت مشاركة “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في فعاليات “معرض الرياض الدولي للكتاب 2023” الذي يتواصل حتى 7 أكتوبر المقبل بـ”جامعة الملك سعود”، في الجناح (F22)، عرض المجلدات الـ36 التي تم تحريرها من “المعجم التاريخي للغة العربية”، بالإضافة إلى الأعداد الأخيرة من “مجلة مجمع اللغة العربية بالشارقة” التي تتضمن مجموعة من الدّراسات والبحوث والمقالات الأدبيّة واللّغويّة والمعجميّة، وتسلط الضوء على جهود المجمع في التواصل والتعاون مع أبرز المراكز اللغوية والبحثية والأكاديمية في الوطن العربي والعالم.
وقال الدكتور امحمد صافي المستغانمي: “إن حضارة أي أمة وإرثها العلمي ومنظومتها الثقافية تبدأ بلغتها، فاللغة هي الشاهدة على منجزات الأمم والشعوب وحاملة تراثها وماضيها ومستقبلها، ولهذا تعد الصناعة اللغوية والمعجمية من أهم مجالات الدراسات العلمية والأكاديمية المعنية بالحفاظ على اللغة وتتبع تطورها عبر العصور”، وتوجه بالشكر لصاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، على دعمه المتواصل ومتابعته الشخصية لجهود حماية اللّغة العربيّة ومشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”.
وأضاف: “لضمان الحفاظ على اللغة العربية والتغلب على التحديات التي تواجهها، وفي الوقت نفسه للمساهمة في الحضارة الإنسانية بشكل فعال، يمكن الاستفادة من التجربة الناجحة لمشروع الإمارة الثقافي والحضاري، لا سيما في مجال تعميم استخدام لغة الضاد، ولهذا نحرص على تقديم مشروع (المعجم التاريخي للغة العربية) خلال كبرى الأحداث والفعاليات الثقافية الإقليمية والدولية”.
وتضمن برنامج المجمع في الحدث لقاءات مع عدد من ممثلي “مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة”، و”مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية”، حيث تمت مناقشة الأهداف المشتركة المتمثلة بالمشاركة في تعزيز دور اللغة العربية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، والتأكيد على أهميتها في الحفاظ على الثقافة العربية والإسلامية. يشار إلى أن “مجمع اللغة العربية” بالشارقة حقق إنجازات كبيرة من خلال التنسيق بين المجامع اللغوية وتأسيس مظلة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها، بهدف تعزيز اللغة العربية وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللغات العالمية، بالإضافة إلى تأسيس “مركز اللسان العربي” لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإطلاق “المعجم التاريخي للغة العربية”؛ المشروع المعرفي الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضاد ويبين أساليبها وتطور دلالاتها عبر أكثر من 17 قرناً.
النّدوة التّكوينيّة للمعجم التّاريخيّ بولاية سيدي بلعباس
النّدوة تحت إشراف كل من:
– الأمين العامّ لمجمع الشّارقة، أمحمّد صافي المستغانمي.
– رئيس المجلس الأعلى للّغة العربيّة الپروفيسور صالح بلعيد.
– الأستاذ باسل عبد الرزاق حايك.
– الأستاذ رفيق سربيس.
سيدي بلعباس 25 ديسمبر 2022
أكد المشاركون في دورة تكوينية حول المعجم التاريخي للغة العربية التي عقدت يوم الأحد 25 ديسمبر بمدينة سيدي بلعباس على أهمية توسيع مشاركة الباحثين الجامعيين في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية من أجل إثراء البحث عن العلاقات بين ألفاظ اللغة العربية واللغات الأخرى.
وأبرز المتدخلون في هذا الملتقى أهمية إشراك محررين جدد في منصة المشروع لاكتشاف ما في اللغة العربية من صلات وروابط على مر التاريخ وإبراز إسهام لغة الضاد في التعارف بين الأمم والحضارات عبر الزمن.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد أهمية هذه الدورات التكوينية المتواصلة من أجل “تحيين المعلومات ومراعاة المستجدات على مستوى منصة المشروع والتحكم فيها” مُنوّها ب “إسهام المعجم التاريخي للغة العربية في التواصل الحضاري بين ثقافات العالم”. و أشار إلى أهمية المرافقة التي تقوم بها اللجنة التنفيذية لمجمع اللغة العربية بالشارقة واللجنة العلمية في القاهرة، مؤكدًا على ضرورة التزام جميع المحرّرين والخبراء بمعايير العمل المنصوص عليها في المنهج المقرّر لدى المجلس العلمي التّابع لاتحاد المجامع اللغويّة العلمية العربيّة.
و من جهته أبرز الأمين العام لمجمع اللغة العربية للشارقة والمدير التنفيذي للمعجم التاريخي للغة العربية الدكتور أمحمد صافي المستغانمي أن المجلدات ال 19 الجديدة من المعجم التاريخي للغة العربية تغطي أربعة أحرف هي الحاء والخاء والدال والذال ليصبح العدد الكلي للحروف التي تم تحريرها إلى حد الآن 9 أحرف من الهمزة إلى الذال.
و أضاف الدكتور امحمد صافي المستغانمي أن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي يمثل “إنجازا تاريخيا غير مسبوق” لا يزال متواصلا من أجل استكمال كافة الحروف وذلك بمشاركة كل القائمين على المشروع من أجل تعزيز الجهود المبذولة لدعم اللغة العربية.
للتذكير يمثل المعجم التاريخي للغة العربية ديوانا ضخما وسجّلا معجميّا لألفاظ العربية ويبين أساليبها وتاريخها وتطور دلالاتها ويُعنى بذكر الشواهد ومصادرها مع التوثيق العلمي لكل مصدر. و تشارك 12 دولة في هذا المشروع الذي يشرف مجمع اللغة العربية بالشارقة و تشارك الجزائر بسبعين محررا.
اقـرأ الـمـزيـدتسلّم ٣ نسخ من المعجم التاريخي للغة العربية
شيخ الأزهر يشيد بمشروع الشارقة الحضاري وجهودها في خدمة اللسان العربي
في زيارة إلى الأزهر تضمنت نقل رسالة من حاكم الشارقة إلى الإمام الأكبر
مجمع اللغة العربية بالشارقة يهدي شيخ الأزهر نسخاً من المعجم التاريخي للغة العربية
أهدى مجمع اللغة العربية بالشارقة، لفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، 3نسخ من الأجزاء المنجزة من المعجم التاريخي للغة العربية والبالغ عددها 36 مجلداً تغطي التسعة الحروف الأولى من حروف العربية، والذي يشرف المجمع على استكماله برعاية ودعم من صاحب السمو حاكم الشارقة، بالتعاون مع اتحاد مجامع اللغة العربية.
جاء ذلك خلال زيارة الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة إلى مشيخة الأزهر، في إطار السعي إلى المزيد من توثيق العلاقات بين مجمع اللغة العربية بالشارقة والأكاديميات والمؤسسات العلمية الرسمية التي تسهم بجهود وأدوار في خدمة اللغة العربية وتدريسها.
والتقى أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة خلال الزيارة ومعه عدد من كبار علماء اتحاد المجامع اللغوية العلميّة العربيّة، بفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ونقل لفضيلته رسالة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، أبلغه فيها عرفان سموه بالجهود العظيمة لفضيلة شيخ الأزهر في نشر الإسلام، والتعريف بسماحة الدين الإسلامي في المؤتمرات والمجامع الدّولية والملتقيات الرسمية العالمية.
وعبّر فضيلة الإمام الأكبر عن اعتزازه برسالة صاحب السمو حاكم الشارقة وأثنى على الجهود والإنجازات التي يرعاها سموه للتمكين اللسان العربي، ورفع راية الثقافة العربية في العصر الحديث، ضمن المشروع الحضاري للإمارة الذي يقوده سموه منذ أكثر من خمسين عاما، وعبّر عن سروره بتلقي نسخ من المعجم التاريخي للغة العربية.
وقال فضيلة شيخ الأزهر: “أصبحت الشارقة وجهة للعلماء والباحثين والأكاديميين، لما تمثله من منارة علمية وثقافية لها مشروعها الحضاري الذي يبشر بنهضة الأمة ورقيها من خلال رعاية المشاريع العلمية والبحثية الكبرى، مثل مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، ودعم المجامع اللغوية والعلمية، وإقامة صرح مجمع القرآن الكريم والجامعات ذات الكليات العلمية المتنوعة ومختلف صروح المعرفة والثقافة والعلم”.
وبدوره قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة: “حرصنا على إهداء نسخ من الأجزاء التي اكتملت من المعجم التاريخي للغة العربية لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، لما يمثله الأزهر من منارة بارزة على مستوى العالم الإسلامي، ولنضع أمام فضيلته وأمام علماء الأزهر الشريف هذا المشروع المعجمي الكبير الذي ترعاه الشارقة ليصبح من أهم وأبرز المراجع والمصادر والمعاجم في العصر الحديث وما سيأتي من عصور، لما فيه من شمول ولما تبذل في إنجازه من جهود علمية ومعرفية دقيقة، حيث تتضافر جهود المجامع اللغوية وتتآزر لإكمال المعجم التاريخي الذي بلغ إلى الحرف التاسع في 36 مجلداً”.
حضر اللقاء فضيلة العلامة الشيخ الدكتور حسن الشافعي رئيس اتحاد المجامع اللغوية، والأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور، أمين عام اتحاد المجامع اللغوية، والأستاذ الدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي لمشروع المعجم التاريخي.
اقـرأ الـمـزيـدفي إطار مسعاه لتعزيز حضوره في الفعاليات الثقافية المحلية والدولية
“مجمع اللغة العربية بالشارقة” يعرف زوار مهرجان العين للكتاب 2022 على مبادراته في خدمة لغة الضاد
اختتم مجمع اللغة العربية بالشارقة مشاركته في فعاليات الدورة الـ13 من مهرجان العين للكتاب 2022، الذي استمر حتى 20 نوفمبر الجاري تحت شعار “العين أوسع لك من الدار”، حيث يسعى المجمع من خلال المشاركة إلى تسليط الضوء على المبادرات والمشاريع العلمية الرائدة التي تعزز اللغة العربية ومكانتها على قائمة اللغات العالمية، في المناسبات الثقافية المحلية والعربية والدولية، وجهوده في تصنيف الإصدارات التي يشارك فيها نخبة من مجامع اللغة في العالم العربي، تحت إشراف مجمع اللغة العربية بالشارقة.
وعرض المجمع في جناحه الخاص الأجزاء الـ36 المنجزة من “المعجم التاريخي للغة العربية” والتي دشن منها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤخراً، 19 مجلداً، في إنجاز يضاف لجهود الشارقة الحضارية والثقافية ومشاريعها الرائدة، ويعزز حضور العربية لغةً تاريخية عالمية حيّة أثرت لغات العالم بالألفاظ، واعتمدت عليها الأمم المتحضرة في نهضتها المعرفية.
وتعرَّف زوار مهرجان العين للكتاب 2022 على ما يقدمه مجمع اللغة العربية بالشارقة من خدمات للطلاب والباحثين، واطلعوا من القائمين على جناح المجمع على الأقسام والمرافق التي يشتمل عليها، ومنها المكتبة التي تغني دارسي اللغة العربية بأهم المصادر المعرفية في اللغة والتفسير والأصول والحديث.
كما تعرف جمهور المهرجان على الخدمات التي يقدمها “مركز اللسان العربي” التابع للمجمع من خدمات لغير الناطقين باللغة العربية، ومبادراته في تعزيزها بين الجاليات الأجنبية المقيمة في دولة الإمارات، وتصفحوا أعداداً من مجلة “العربية لساني” الفصلية الصادرة عن المجمع، والتي تسلط الضوء على سلسلة من الأبحاث والدراسات والمقالات العربية المتنوعة. وكان مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي قد أطلق الهوية المتجددة للحدث الذي كان سابقاً «معرض العين للكتاب»، ليصبح مهرجاناً ثقافياً مبتكراً يُعزز الأجندة الثقافية لإمارة أبوظبي، ويحتفي بأعمال الكُتاب والمبدعين الإماراتيين والعرب في الماضي والحاضر.
اقـرأ الـمـزيـدخلال ندوة نظمها مجمع اللغة العربية في “الشارقة الدولي للكتاب”
أكاديميون ورؤساء مجامع: سلطان القاسمي الراعي الأول للغة العربية
أكد المتحدثون في ندوة “إنجازات مجمع اللغة العربية” على الدور الكبير الذي تلعبه الشارقة في دعم اللغة العربية بصورة غير مسبوقة، امتثالاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمتمثلة بشكل واضح في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أبصر النور أخيراً بعد سبعة عقود من وضع فكرته، نيابةً عن الأمة العربية.
جاء ذلك، في الجلسة الحوارية، التي استضافت كلاً من الدكتورة سارة ضاهر، رئيسة جمعية “بالعربية للغة والتحديث”، والأستاذ الدكتور بكري محمد الحاج، رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم، في اليوم الثاني من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي افتتحت دورته الحادية والأربعين تحت شعار “كلمة للعالم”.
وفي معرض حديثها عن التحديات المعاصرة التي تواجه اللغة العربية، شددت الدكتورة سارة ضاهر على ضرورة حل للأخطاء التي يرتكبها الكثير من المتحدثين بلغة الضاد، خاصةً من قبل الأشخاص الذين يخاطبون الرأي العام، من الإداريين والدبلوماسيين والإعلاميين، وما يتطلبه الأمر من وضع ضوابط لاستخدامهم للغة بغرض حمايتها وتعزيزها.
وأشارت ضاهر إلى خلل كبير، يتمثل في نفور الكثير من الطلاب في المدارس اللبنانية من مناهج النحو والصرف لشعورهم بأنهم ينتقلون لعالم آخر خلال حصصها الدراسية، رغم قدرتهم على استخدام الفصحى التي يعاملونها كوسيلة لاجتياز الامتحانات دون الرغبة في استخدامها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تعززه جمعية “بالعربية للغة والتحديث” عبر وضعها اختبارات كفاءة لغوية، لعدة مستويات، عامة، وإعلامية لصناع المحتوى، وأخرى للتخصصات المختلفة، ورابعة لمدرسي اللغة العربية.
وأكدت ضاهر على قدرة هذه المشاريع على الاستمرار بسبب الدعم الذي يقدمه مجمع اللغة العربية في الشارقة، لتشجيع كافة الجهود التي ترسخ استخدام اللغة بصورة سليمة في الحياة العامة.
من جانبه، وضح رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم محمد بكري الحاج ، طبيعة الجهود التي أداها مجمع اللغة العربية في الشارقة على أكمل وجه، حتى بات حلقة وصل بين المجامع اللغوية في العالم العربي، مستدلاً على ذلك برعايته لمشروع المعجم التاريخي الذي توحدت فيه نشاط عشرة مجامع لغوية، في مشروع قومي كانت اللغة العربية بحاجة ماسة له، لتوثيق تاريخ مفرداتها، ومراحل تطور عبر العصور، وهو الحلم الذي نجحت الشارقة أخيراً في تحقيقه، بعد أن طرح فكرته المستشرق أوجست فيشر لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، قبل أن يحول اندلاع الحرب العالمية الثانية دون اكتماله. وأضاف الحاج: “هذا المعجم جسد رغبة وحلماً صارت واقعاً، استطاع صاحب السمو حاكم الشارقة على استكماله، ففيما فشلت الدول العربية باتساعها فيه لم يقدم اي دعم له سوى الشيخ سلطان نيابة عن الأمة العربية”. وختم الحاج مشاركته في الندوة بتقديم الشكر لمرسوم صاحب السمو بتقديم عضوية مجمع السودان في مجمع الشارقة، في تتويج معنوي للدعم المادي السخي الذي يسد به الصعوبات المالية التي واجهت مجمع اللغة العربية في السودان خلال الأعوام الأخيرة.
المعجم التاريخي” يمثل صدارة معرفية عربية رائدة في الصناعة المعجمية
أعادت جلسة “المعجم التاريخي للغة العربية… رسالته الثقافية والحضارية” زوّار الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى ذاكرة 18 قرناً جمعها المعجم، ليتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي، ويربط أبناء العربية بلغتهم، ويمثّل عودة للعرب إلى صدارتهم العلمية والمعرفية في الصناعة المعجمية.
وتحدّث خلال الجلسة كلّ من الدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي للمعجم التاريخي، عضو مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة، والدكتور خليل النحوي، رئيس مجلس اللّسان العربي بموريتانيا، والدكتور محمد السعودي، أمين عام مجمع اللغة العربيّة بالأردن، وأدارها الدكتور امحمّد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربيّة بالشارقة، والرئيس التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي، وحضرها جمع من اللغويّين وخبراء اللغة العربيّة من دول عربيّة وأجنبيّة.
وفي تقديمه للجلسة، قال الدكتور امحمّد صافي المستغانمي: “إنّ الشارقة ترسم المشهد الثقافي العربي العالمي، بما تحظى به الثقافة العربية من رعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تكفّل بإخراج مشروع المعجم التاريخي للغة العربية” مهما كلّف من جهد ومال”.
وفي كلمة له حول ما يميّز المعجم التاريخي للغة العربية، أوضح الدكتور خليل النحوي، أنّ المعجم متميّز عن غيره من المعاجم بسمات، رئيسة تتمثّل في كون المشروع يمثّل عودة للعرب إلى صدارتهم العلميّة والمعرفيّة في الصناعة المعجميّة، بوصفهم مؤسّسي المنهج العلمي الرائد في علم المعاجم، والذي استفادت منه أمم العالم والحضارات المتقدمة، وهو مشروع عربي يتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي.
وأضاف: “يمتاز المعجم التاريخي بجمعه مجامع اللغة العربية تحت مظلّة واحدة تقودها إمارة الشارقة، حيث يمثّل وحدة عربية ثقافية تُحسب لإمارة الشارقة. إضافة إلى تفوّقه على المعاجم اللغوية التاريخية العالمية بسرعة وتيرة الإنجاز والعمل، ففي العام 2021، تمّ إنجاز 17 مجلّداً، تضمّنت ما يزيد على 2000 جذر، وهي حصيلة عمل عامين، وها نحن بعد عام واحد فقط نطلق 19 مجلّداً جديداً تشتمل على أكثر من 4200 جذر”.
وفي حديثه حول منهجية المعجم التاريخي للغة العربية، أكّد الدكتور مأمون وجيه أنّ العرب فقدت رصيداً كبيراً من تراثها المعجمي بانقطاع حركة التأليف في القرن الرابع الهجري، حيث حفلت الحضارة العربية بعد ذلك التاريخ بالتطوّر والتنوّع في مختلف القطاعات الحياتية والمعرفية والعلمية التي عبّروا عنها بألفاظ ومصطلحات أَثْرَت اللغة، ولم تُدوَّن في معاجم متخصّصة تتبع تاريخ مدلولاتها، وهذا ما يميّز المنهجية التي قام عليها المعجم.
وأشار الدكتور وجيه إلى أنّ المعجم التاريخي يعتمد على منهجية جمع النصوص الحيّة جمعاً جغرافياً يشمل مختلف مناطق استعمال اللغة العربية، عن طريق مدونة إلكترونية، ثمّ رصد المادّة اللغوية المتعلّقة بالجذر في آلاف الوثائق، والبحث في دلالات النصوص، ثمّ ردّ كلّ دلالة إلى عصرها، والتي يعود بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام، حتى عصرنا الحاضر.
وحول قيمة المعجم التاريخي للغة العربية في العصر الحديث، أوضح الدكتور محمد السعودي، أنّ المشروع له قيمة في حاضرنا من خلال إسهامه في رفع رصيد اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، التي غدت تقنيات الذكاء الاصطناعي مسهماً بارزاً في تحديد الألفاظ التي تحتويها لغات العالم عليها. وأكّد أنّ المعجم أبرز ألفاظاً في العربية تعود في تاريخها إلى لغات موغلة في القدم، مثل الحضارة الفينيقية القديمة، ومع ذلك فقد أمدّتها اللغة العربية بميزة البقاء، حتّى إنّها تستخدم في لهجات عربية عامية بنفس أصول دلالاتها القديمة، وهو ما يبرز قيمة المعجم التاريخي في حفظ التراث اللغوي العربي ومعرفة جذوره وامتداداته في حضارات الأمم الأخرى.
اقـرأ الـمـزيـدأطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مقر “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، صباح اليوم الثلاثاء، 19 مجلداً جديداً من “المعجم التاريخي للغة العربية”، وذلك بحضور أعضاء مجلس الأمناء وأعضاء المجمع من رؤساء اتحادات ومجامع 14 مجمعاً لغوياً من 12 دولة.
وتغطي المجلدات الـ 19 الجديدة من المعجم التاريخي للغة العربية أربعة أحرف هي (الحاء والخاء والدال والذال)، ليصبح العدد الكلي للحروف التي تمّ تحريرها إلى حدّ الآن 9 أحرف، من الهمزة إلى الذال، وبذلك ارتفع عدد المجلدات المنجزة من المشروع إلى 36 مجلداً، تم إصدارهم وتجليدهم وإخراجهم وطباعتهم في منشورات القاسمي بالشارقة، وذلك في إنجاز تاريخي غير مسبوقٍ يضاف إلى جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم اللغة العربية.
ورحّب صاحب السمو حاكم الشارقة بالحضور من أعضاء المجمع من مختلف الدول، مشيداً بما قدموه من جهود كبيرة في العمل على المعجم التاريخي الذي يعتبر أحد الإنجازات القيّمة التي يجب العمل والبناء عليها لنشر وتعلم وتعليم اللغة العربية، وتناول سموه أهمية المجامع اللغوية في الحفاظ على اللغة العربية، وقيادتها للأفكار التي تجعل العربية في مكانها الصحيح دراسةً وحفظاً وتعلماً وتعليماً.
وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن وقفٍ يُخصصُّ لدعم هذه المجامع على أداء رسالتها على الوجه الأكمل، على أن يكون الوقفُ بإمارة الشارقة، لافتاً سموه إلى أهمية إقامة مراكز خاصة تعود ملكيتها للمجمع الذي فيه، حيث أن هذا نوعٌ من المدّ لإبقاء هذه اللغة موجودة في الواقع العربي، وهو جزء من المسؤولية التي يضطلع بها سموه على نحو خاص.
وتناول سموه الجهود الكبيرة في دعم تعلم اللغة العربية بالشارقة، متناولاً سموه رؤية وفكرة إقامة الجامعة القاسمية التي جاءت تتويجاً لجهود سموه في دعم اللغة العربية والإسلام قائلاً // قمنا هنا في الشارقة بإنشاء الجامعة القاسمية، وهذه جامعةٌ خاصةٌ بي أنا، وهي تخرّج أعداداً كثيرة من الطلبة من اليابان إلى الأميركيتين //.
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية الحفاظ على التقاليد العربية والأصالة في أي مكان وزمان من كافة أفراد المجتمع، لأن ذلك جزء يتكامل مع التحدث باللغة العربية ويظهر الانتماء والأصالة، لافتاً سموه إلى أنه يجب أن تكون اللغة العربية ظاهرةً وواضحةً في مظهرنا وإيماننا وعقيدتنا.
وقال سموه // لقد عملنا على إقامة المؤسسات الخاصة باللغة العربية، وثبتناها بمراسيم وقوانين وذلك للمحافظة عليها، وحتى لا نجعلها في مهب الريح، ونجعل العاشقين لهذه اللغة هم المسؤولون عنها //.
واختتم سموه كلمته بالحديث عن تاريخ الشارقة العريق، حيث جاء ذكرها في تقرير القائد الذي بعثه الأسكندر الأكبر عند مجيئه الى فارس سنة 331 ق. م، مشيراً سموه إلى اهتمام الشارقة وأهلها باللغة والأدب والشعر، وأدوارهم في دعم ونشر العلم والمعرفة.
ومن جانبهم، تحدث عدد من الحضور من أعضاء المجمع، مقدمين شكرهم وتقديرهم الكبيرين إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على ما ظل يقدمه لدعم جهود اللغة العربية والارتقاء بها، عبر متابعة سموه الدائمة، وتوجيهات سموه الثاقبة، مما جعل المعجم التاريخي للغة العربية يرى النور بعد أن كان حلماً، وجعل الشارقة قبلةً للثقافة واللغة ولكل أهل العلم.
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد أطلق الأجزاء الـ17 الأولى من “المعجم التاريخي للغة العربية” في افتتاح الدورة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2021، مع إطلاق سموه الموقع الرسمي للمعجم، ليكون متاحاً أمام الجمهور، والذي يمكن من خلاله للباحثين والمهتمين تصفُّح المجلدات المنجزة، والبحث عن الجذور والمداخل، بالإضافة إلى إمكانية تصفُّح المدونة الرقمية للمعجم، وما تحويه من كتب وعناوين تم الاعتماد عليها لإعداد الأجزاء الأولى من المعجم، وأسماء المحررين والخبراء ورؤساء المجامع اللغوية العربية المشاركين في المشروع.
اقـرأ الـمـزيـدسلسلة حوارات أدبية حول “الروايات التاريخية” و”الترجمة” والموروث الشعبي ضمن “أيام الشارقة الأدبية”
“مجمع اللغة العربية” يضيء على “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري” في البرتغال
أكد المتحدثون في جلسة “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري”، التي شارك بها مجمع اللغة العربية بالشارقة ضمن فعاليات “أيام الشارقة الأدبية” في البرتغال، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، أن المعجم التاريخي للغة العربية سيكون أحد أكبر مراجع تعزيز التواصل الحضاري بين العرب والأمم كافة، من خلال منهجه العلمي الرائد في تتبع تاريخ الألفاظ، واكتشاف جذورها وارتباطاتها بالثقافات القديمة واللغات الأخرى.
وتحدث في الجلسة كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لـ”مجمع اللغة العربية بالشارقة”، والدكتور عبد الفتاح الحجمري، مسؤول مكتب تنسيق التعريب بالرباط، اللذين أكدا الدور الرائد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم علاقات التواصل الثقافي بين إمارة الشارقة والمراكز الأكاديمية والثقافية العالمية، والتي تعد جامعة كويمبرا من أبرزها.
وأكد المستغانمي أنّ المعجم التاريخي هو أعظم مشروع للغة العريية على مر التاريخ وأن الفوائد التي يشتمل عليها المعجم في البحث عن العلاقات بين ألفاظ اللغة العربية واللغات الأخرى، واكتشاف ما فيها صلات وروابط، يجعل منه شاهدًا على إسهام لغة الضاد في التعارف بين الأمم والحضارات، إذ يؤرخ للهجات السامية التي استقت أصولها من العربية واستقلت بضروب من التغيير في بعض الجوانب البنيوية والتراكيب عبر الزمن.
وأشار المستغانمي إلى واحدة من عناصر إسهام المعجم في التواصل الحضاري بين ثقافات العالم، وهي عنايته بالألفاظ الأعجمية التي نطقت بها العرب على مناهجها وقواعدها وأخضعتها لقياس اللغة العربية ونظامها.
بدوره أكد الدكتور عبد الفتاح الحجمري أن المعجم التاريخي للغة العربية ليس للعرب فقط وإنما للعالم أجمع وذلك لأن العربية على مر التاريخ لم يستخدمها العرب فقط بل استخدمتها أقوام وحضارات في حياتها ودراساتها وعلومها، ولفت إلى أن العربية لغة بذل وعطاء، فهي تستقي من الحضارات واللغات الأخرى المعرَّب من الألفاظ، وكذلك فإننا نرى الحضارات واللغات الأخرى استقت من العربية ما أصبح متجذراً في ألفاظها واستعمالاتها، وهذا وافر وواضح للدارسين في شتى اللغات العالمية.
وخلال الجلسات قال الدكتور دلفين لياو، نائب مدير جامعة كويمبرا “قبل أربع سنوات قدمت الجامعة شهادة الدكتوراة الفخرية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تقديراً لمجهوداته القيمة عالمياً في مجالات الثقافة والأدب والتواصل الحضاري، وما كان لافتاً لنا ذلك الوقت أن صاحب السمو حاكم الشارقة لم تكن الشهادة أكبر اهتماماته وكان ما يؤكد عليه هو ضرورة التواصل الحضاري بين الجانبين والحوار والتبادل الثقافي والعلمي والأدبي، ووقتها قمنا بغرس بذرة لشجرة نخيل في حرم الجامعة تكريماً لزيارة حاكم الشارقة ونعلم كم سيستغرق الوقت لنرى ثمار عرس تلك النخلة، ولكن الشارقة أرتنا اليوم وخلال السنوات الأربع الماضية غراس ثقافتها وانفتاحها العلمي بأكثر مما كنا نتوقع”.
وخلال النقاشات مع الحضور دعا البروفيسور خوسيه بيدرو، عميد كلية اللغات في جامعة كويمبرا إلى دعم تدريس اللغة العربية في الجامعة وأيضاً في مختلف الجامعات الأوروبية بوصفها لغة عالمية لا يمكن بدونها فهم التاريخ الحقيقي للمنطقة والعالم ولا التعرف على حضارة عريقة لنا معها كبرتغاليين وأوروبيين مشتركات تاريخية كبيرة.
الروايات التاريخية
وفي إطار برنامجها الثقافي ضمن “أيام الشارقة الأدبية” بالبرتغال، نظمت هيئة الشارقة للكتاب سلسلة جلسات حوارية حول “الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية” التي تحدث فيها آنا ماريا ماتشادو، والدكتورة مريم الهاشمي، و”ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية”، بمشاركة غيث الحوسني، وألبرتو سيسمونديني، إضافة إلى جلستي: “الهوية في النصوص المسرحية، بين المحلية والعالمية” شارك فيها سعيد الحناكي، وجواو جوفيا مونتيرو، و”الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال” تحث فيها إبراهيم الهاشمي، وباولو سيلفا بيريرا.
وأكد المتحدثون خلال جلسة “الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية” أن الروايات التاريخية هي عمل فني لا ينقل التاريخ حرفياً، بل ينقل رأي المؤلف، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الروائيون في الروايات التاريخية على دراية تامة بالماضي والحاضر، وأن يتوقعوا المستقبل، إضافة إلى وعيهم الكامل بالهدف من العودة إلى الوراء والتأمل في الماضي من خلال القدرة على تحليل الأحداث.
بدورهم، أشار المشاركون في جلسة “ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية” إلى المكانة الرائدة التي احتلها الأدب البرتغالي في الشارع الأدبي والثقافي العربي، حيث تحظى نخبة من المفكرين والأدباء البرتغاليين من أمثال خوسيه ساراماغو، الحائز على جائزة نوبل للأدب، بمنزلة رفيعة وتفضيل كبير بين المثقفين العرب.
وأشار سعيد الحناكي في جلسة “الهوية في النصوص المسرحية، بين المحلية والعالمية” إلى أن أي نص أدبي هو انعكاس لأحداث اجتماعية رئيسة يختبرها المؤلفون؛ وهي الظروف التي أثرت وتؤثر فيهم، لافتا إلى أن المواقف المجتمعية كثيراً ما تتحول إلى نتاجات أدبية بارزة تحدث أثراً عميقاً في الحراك الثقافي والأدبي العالمي.
من ناحيته، ناقش إبراهيم الهاشمي في جلسة “الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال” طبيعة العادات الموروثة في الثقافة الإماراتية وتنوعها، والبيئة التي نشأت فيها، مبرزاً من خلال الأمثلة ما تعكسه تلك الموروثات من قيم أخلاقية انتقلت عبر العصور.