الندوة الثانية في الشارقة للكتاب 41: أكاديميون ورؤساء مجامع: سلطان القاسمي الراعي الأول للغة العربية

خلال ندوة نظمها مجمع اللغة العربية في “الشارقة الدولي للكتاب”

أكاديميون ورؤساء مجامع: سلطان القاسمي الراعي الأول للغة العربية

أكد المتحدثون في ندوة “إنجازات مجمع اللغة العربية” على الدور الكبير الذي تلعبه الشارقة في دعم اللغة العربية بصورة غير مسبوقة، امتثالاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمتمثلة بشكل واضح في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أبصر النور أخيراً بعد سبعة عقود من وضع فكرته، نيابةً عن الأمة العربية.

جاء ذلك، في الجلسة الحوارية، التي استضافت كلاً من الدكتورة سارة ضاهر، رئيسة جمعية “بالعربية للغة والتحديث”، والأستاذ الدكتور بكري محمد الحاج، رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم، في اليوم الثاني من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي افتتحت دورته الحادية والأربعين تحت شعار “كلمة للعالم”.

وفي معرض حديثها عن التحديات المعاصرة التي تواجه اللغة العربية، شددت الدكتورة سارة ضاهر على ضرورة حل للأخطاء التي يرتكبها الكثير من المتحدثين بلغة الضاد، خاصةً من قبل الأشخاص الذين يخاطبون الرأي العام، من الإداريين والدبلوماسيين والإعلاميين، وما يتطلبه الأمر من وضع ضوابط لاستخدامهم للغة بغرض حمايتها وتعزيزها.

وأشارت ضاهر إلى خلل كبير، يتمثل في نفور الكثير من الطلاب في المدارس اللبنانية من مناهج النحو والصرف لشعورهم  بأنهم ينتقلون لعالم آخر خلال حصصها الدراسية، رغم قدرتهم على استخدام الفصحى التي يعاملونها كوسيلة لاجتياز الامتحانات دون الرغبة في استخدامها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تعززه جمعية “بالعربية للغة والتحديث” عبر وضعها اختبارات كفاءة لغوية، لعدة مستويات، عامة، وإعلامية لصناع المحتوى، وأخرى للتخصصات المختلفة، ورابعة لمدرسي اللغة العربية.

وأكدت ضاهر على قدرة هذه المشاريع على الاستمرار بسبب الدعم الذي يقدمه مجمع اللغة العربية في الشارقة، لتشجيع كافة الجهود التي ترسخ استخدام اللغة بصورة سليمة في الحياة العامة.

من جانبه، وضح رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم محمد بكري الحاج ، طبيعة الجهود التي أداها مجمع اللغة العربية في الشارقة على أكمل وجه، حتى بات حلقة وصل بين المجامع اللغوية في العالم العربي، مستدلاً على ذلك برعايته لمشروع المعجم التاريخي الذي توحدت فيه نشاط عشرة مجامع لغوية، في مشروع قومي كانت اللغة العربية بحاجة ماسة له، لتوثيق تاريخ مفرداتها، ومراحل تطور عبر العصور، وهو الحلم الذي نجحت الشارقة أخيراً في تحقيقه، بعد أن طرح فكرته المستشرق أوجست فيشر لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، قبل أن يحول اندلاع الحرب العالمية الثانية دون اكتماله. وأضاف الحاج: “هذا المعجم جسد رغبة وحلماً صارت واقعاً، استطاع صاحب السمو حاكم الشارقة على استكماله، ففيما فشلت الدول العربية باتساعها فيه لم يقدم اي دعم له سوى الشيخ سلطان نيابة عن الأمة العربية”. وختم الحاج مشاركته في الندوة بتقديم الشكر لمرسوم صاحب السمو بتقديم عضوية مجمع السودان في مجمع الشارقة، في تتويج معنوي للدعم المادي السخي الذي يسد به الصعوبات المالية التي واجهت مجمع اللغة العربية في السودان خلال الأعوام الأخيرة.

الندوة الثانية في الشارقة للكتاب 41: أكاديميون ورؤساء مجامع: سلطان القاسمي الراعي الأول للغة العربية

Image 1 of 10

اقـرأ الـمـزيـد

الندوة الأولى: خبراء لغويون وأعضاء مجامع خلال مشاركتهم في “الشارقة للكتاب” 41

المعجم التاريخي” يمثل صدارة معرفية عربية رائدة في الصناعة المعجمية

أعادت جلسة “المعجم التاريخي للغة العربية… رسالته الثقافية والحضارية” زوّار الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى ذاكرة 18 قرناً جمعها المعجم، ليتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي، ويربط أبناء العربية بلغتهم، ويمثّل عودة للعرب إلى صدارتهم العلمية والمعرفية في الصناعة المعجمية.

وتحدّث خلال الجلسة كلّ من الدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي للمعجم التاريخي، عضو مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة، والدكتور خليل النحوي، رئيس مجلس اللّسان العربي بموريتانيا، والدكتور محمد السعودي، أمين عام مجمع اللغة العربيّة بالأردن، وأدارها الدكتور امحمّد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربيّة بالشارقة، والرئيس التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي، وحضرها جمع من اللغويّين وخبراء اللغة العربيّة من دول عربيّة وأجنبيّة.

وفي تقديمه للجلسة، قال الدكتور امحمّد صافي المستغانمي: “إنّ الشارقة ترسم المشهد الثقافي العربي العالمي، بما تحظى به الثقافة العربية من رعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تكفّل بإخراج مشروع المعجم التاريخي للغة العربية” مهما كلّف من جهد ومال”.

وفي كلمة له حول ما يميّز المعجم التاريخي للغة العربية، أوضح الدكتور خليل النحوي، أنّ المعجم متميّز عن غيره من المعاجم بسمات، رئيسة تتمثّل في كون المشروع يمثّل عودة للعرب إلى صدارتهم العلميّة والمعرفيّة في الصناعة المعجميّة، بوصفهم مؤسّسي المنهج العلمي الرائد في علم المعاجم، والذي استفادت منه أمم العالم والحضارات المتقدمة، وهو مشروع عربي يتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي.

وأضاف: “يمتاز المعجم التاريخي بجمعه مجامع اللغة العربية تحت مظلّة واحدة تقودها إمارة الشارقة، حيث يمثّل وحدة عربية ثقافية تُحسب لإمارة الشارقة. إضافة إلى تفوّقه على المعاجم اللغوية التاريخية العالمية بسرعة وتيرة الإنجاز والعمل، ففي العام 2021، تمّ إنجاز 17 مجلّداً، تضمّنت ما يزيد على 2000 جذر، وهي حصيلة عمل عامين، وها نحن بعد عام واحد فقط نطلق 19 مجلّداً جديداً تشتمل على أكثر من 4200 جذر”.

وفي حديثه حول منهجية المعجم التاريخي للغة العربية، أكّد الدكتور مأمون وجيه أنّ العرب فقدت رصيداً كبيراً من تراثها المعجمي بانقطاع حركة التأليف في القرن الرابع الهجري، حيث حفلت الحضارة العربية بعد ذلك التاريخ بالتطوّر والتنوّع في مختلف القطاعات الحياتية والمعرفية والعلمية التي عبّروا عنها بألفاظ ومصطلحات أَثْرَت اللغة، ولم تُدوَّن في معاجم متخصّصة تتبع تاريخ مدلولاتها، وهذا ما يميّز المنهجية التي قام عليها المعجم.

وأشار الدكتور وجيه إلى أنّ المعجم التاريخي يعتمد على منهجية جمع النصوص الحيّة جمعاً جغرافياً يشمل مختلف مناطق استعمال اللغة العربية، عن طريق مدونة إلكترونية، ثمّ رصد المادّة اللغوية المتعلّقة بالجذر في آلاف الوثائق، والبحث في دلالات النصوص، ثمّ ردّ كلّ دلالة إلى عصرها، والتي يعود بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام، حتى عصرنا الحاضر.

وحول قيمة المعجم التاريخي للغة العربية في العصر الحديث، أوضح الدكتور محمد السعودي، أنّ المشروع له قيمة في حاضرنا من خلال إسهامه في رفع رصيد اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، التي غدت تقنيات الذكاء الاصطناعي مسهماً بارزاً في تحديد الألفاظ التي تحتويها لغات العالم عليها. وأكّد أنّ المعجم أبرز ألفاظاً في العربية تعود في تاريخها إلى لغات موغلة في القدم، مثل الحضارة الفينيقية القديمة، ومع ذلك فقد أمدّتها اللغة العربية بميزة البقاء، حتّى إنّها تستخدم في لهجات عربية عامية بنفس أصول دلالاتها القديمة، وهو ما يبرز قيمة المعجم التاريخي في حفظ التراث اللغوي العربي ومعرفة جذوره وامتداداته في حضارات الأمم الأخرى.

الندوة الأولى: خبراء لغويون وأعضاء مجامع خلال مشاركتهم في "الشارقة للكتاب" 41

Image 1 of 6

اقـرأ الـمـزيـد

سلطان القاسمي يطلق 19 مجلداً جديداً من المعجم التاريخي للغة العربية

أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مقر “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، صباح اليوم الثلاثاء، 19 مجلداً جديداً من “المعجم التاريخي للغة العربية”، وذلك بحضور أعضاء مجلس الأمناء وأعضاء المجمع من رؤساء اتحادات ومجامع 14 مجمعاً لغوياً من 12 دولة.

وتغطي المجلدات الـ 19 الجديدة من المعجم التاريخي للغة العربية أربعة أحرف هي (الحاء والخاء والدال والذال)، ليصبح العدد الكلي للحروف التي تمّ تحريرها إلى حدّ الآن 9 أحرف، من الهمزة إلى الذال، وبذلك ارتفع عدد المجلدات المنجزة من المشروع إلى 36 مجلداً، تم إصدارهم وتجليدهم وإخراجهم وطباعتهم في منشورات القاسمي بالشارقة، وذلك في إنجاز تاريخي غير مسبوقٍ يضاف إلى جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم اللغة العربية.

ورحّب صاحب السمو حاكم الشارقة بالحضور من أعضاء المجمع من مختلف الدول، مشيداً بما قدموه من جهود كبيرة في العمل على المعجم التاريخي الذي يعتبر أحد الإنجازات القيّمة التي يجب العمل والبناء عليها لنشر وتعلم وتعليم اللغة العربية، وتناول سموه أهمية المجامع اللغوية في الحفاظ على اللغة العربية، وقيادتها للأفكار التي تجعل العربية في مكانها الصحيح دراسةً وحفظاً وتعلماً وتعليماً.

وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن وقفٍ يُخصصُّ لدعم هذه المجامع على أداء رسالتها على الوجه الأكمل، على أن يكون الوقفُ بإمارة الشارقة، لافتاً سموه إلى أهمية إقامة مراكز خاصة تعود ملكيتها للمجمع الذي فيه، حيث أن هذا نوعٌ من المدّ لإبقاء هذه اللغة موجودة في الواقع العربي، وهو جزء من المسؤولية التي يضطلع بها سموه على نحو خاص.

وتناول سموه الجهود الكبيرة في دعم تعلم اللغة العربية بالشارقة، متناولاً سموه رؤية وفكرة إقامة الجامعة القاسمية التي جاءت تتويجاً لجهود سموه في دعم اللغة العربية والإسلام قائلاً // قمنا هنا في الشارقة بإنشاء الجامعة القاسمية، وهذه جامعةٌ خاصةٌ بي أنا، وهي تخرّج أعداداً كثيرة من الطلبة من اليابان إلى الأميركيتين //.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية الحفاظ على التقاليد العربية والأصالة في أي مكان وزمان من كافة أفراد المجتمع، لأن ذلك جزء يتكامل مع التحدث باللغة العربية ويظهر الانتماء والأصالة، لافتاً سموه إلى أنه يجب أن تكون اللغة العربية ظاهرةً وواضحةً في مظهرنا وإيماننا وعقيدتنا.

وقال سموه // لقد عملنا على إقامة المؤسسات الخاصة باللغة العربية، وثبتناها بمراسيم وقوانين وذلك للمحافظة عليها، وحتى لا نجعلها في مهب الريح، ونجعل العاشقين لهذه اللغة هم المسؤولون عنها //.

واختتم سموه كلمته بالحديث عن تاريخ الشارقة العريق، حيث جاء ذكرها في تقرير القائد الذي بعثه الأسكندر الأكبر عند مجيئه الى فارس سنة 331 ق. م، مشيراً سموه إلى اهتمام الشارقة وأهلها باللغة والأدب والشعر، وأدوارهم في دعم ونشر العلم والمعرفة.

ومن جانبهم، تحدث عدد من الحضور من أعضاء المجمع، مقدمين شكرهم وتقديرهم الكبيرين إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على ما ظل يقدمه لدعم جهود اللغة العربية والارتقاء بها، عبر متابعة سموه الدائمة، وتوجيهات سموه الثاقبة، مما جعل المعجم التاريخي للغة العربية يرى النور بعد أن كان حلماً، وجعل الشارقة قبلةً للثقافة واللغة ولكل أهل العلم.

وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد أطلق الأجزاء الـ17 الأولى من “المعجم التاريخي للغة العربية” في افتتاح الدورة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2021، مع إطلاق سموه الموقع الرسمي للمعجم، ليكون متاحاً أمام الجمهور، والذي يمكن من خلاله للباحثين والمهتمين تصفُّح المجلدات المنجزة، والبحث عن الجذور والمداخل، بالإضافة إلى إمكانية تصفُّح المدونة الرقمية للمعجم، وما تحويه من كتب وعناوين تم الاعتماد عليها لإعداد الأجزاء الأولى من المعجم، وأسماء المحررين والخبراء ورؤساء المجامع اللغوية العربية المشاركين في المشروع.

سلطان القاسمي يطلق 19 مجلداً جديداً من المعجم التاريخي للغة العربية

Image 1 of 20

اقـرأ الـمـزيـد

مجمع اللغة العربية بالشارقة يضيء على “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري” في البرتغال

سلسلة حوارات أدبية حول “الروايات التاريخية” و”الترجمة” والموروث الشعبي ضمن “أيام الشارقة الأدبية”

“مجمع اللغة العربية” يضيء على “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري” في البرتغال

أكد المتحدثون في جلسة “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري”، التي شارك بها مجمع اللغة العربية بالشارقة ضمن فعاليات “أيام الشارقة الأدبية” في البرتغال، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، أن المعجم التاريخي للغة العربية سيكون أحد أكبر مراجع تعزيز التواصل الحضاري بين العرب والأمم كافة، من خلال منهجه العلمي الرائد في تتبع تاريخ الألفاظ، واكتشاف جذورها وارتباطاتها بالثقافات القديمة واللغات الأخرى.

وتحدث في الجلسة كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لـ”مجمع اللغة العربية بالشارقة”، والدكتور عبد الفتاح الحجمري، مسؤول مكتب تنسيق التعريب بالرباط، اللذين أكدا الدور الرائد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم علاقات التواصل الثقافي بين إمارة الشارقة والمراكز الأكاديمية والثقافية العالمية، والتي تعد جامعة كويمبرا من أبرزها.

وأكد المستغانمي أنّ المعجم التاريخي هو أعظم مشروع للغة العريية على مر التاريخ وأن الفوائد التي يشتمل عليها المعجم في البحث عن العلاقات بين ألفاظ اللغة العربية واللغات الأخرى، واكتشاف ما فيها صلات وروابط، يجعل منه شاهدًا على إسهام لغة الضاد في التعارف بين الأمم والحضارات، إذ يؤرخ للهجات السامية التي استقت أصولها من العربية واستقلت بضروب من التغيير في بعض الجوانب البنيوية والتراكيب عبر الزمن.

وأشار المستغانمي إلى واحدة من عناصر إسهام المعجم في التواصل الحضاري بين ثقافات العالم، وهي عنايته بالألفاظ الأعجمية التي نطقت بها العرب على مناهجها وقواعدها وأخضعتها لقياس اللغة العربية ونظامها.

بدوره أكد الدكتور عبد الفتاح الحجمري أن المعجم التاريخي للغة العربية ليس للعرب فقط وإنما للعالم أجمع وذلك لأن العربية على مر التاريخ لم يستخدمها العرب فقط بل استخدمتها أقوام وحضارات في حياتها ودراساتها وعلومها، ولفت إلى أن العربية لغة بذل وعطاء، فهي تستقي من الحضارات واللغات الأخرى المعرَّب من الألفاظ، وكذلك فإننا نرى الحضارات واللغات الأخرى استقت من العربية ما أصبح متجذراً في ألفاظها واستعمالاتها، وهذا وافر وواضح للدارسين في شتى اللغات العالمية.

وخلال الجلسات قال الدكتور دلفين لياو، نائب مدير جامعة كويمبرا “قبل أربع سنوات قدمت الجامعة شهادة الدكتوراة الفخرية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تقديراً لمجهوداته القيمة عالمياً في مجالات الثقافة والأدب والتواصل الحضاري، وما كان لافتاً لنا ذلك الوقت أن صاحب السمو حاكم الشارقة لم تكن الشهادة أكبر اهتماماته وكان ما يؤكد عليه هو ضرورة التواصل الحضاري بين الجانبين والحوار والتبادل الثقافي والعلمي والأدبي، ووقتها قمنا بغرس بذرة لشجرة نخيل في حرم الجامعة تكريماً لزيارة حاكم الشارقة ونعلم كم سيستغرق الوقت لنرى ثمار عرس تلك النخلة، ولكن الشارقة أرتنا اليوم وخلال السنوات الأربع الماضية غراس ثقافتها وانفتاحها العلمي بأكثر مما كنا نتوقع”.

وخلال النقاشات مع الحضور دعا البروفيسور خوسيه بيدرو، عميد كلية اللغات في جامعة كويمبرا إلى دعم تدريس اللغة العربية في الجامعة وأيضاً في مختلف الجامعات الأوروبية بوصفها لغة عالمية لا يمكن بدونها فهم التاريخ الحقيقي للمنطقة والعالم ولا التعرف على حضارة عريقة لنا معها كبرتغاليين وأوروبيين مشتركات تاريخية كبيرة.

الروايات التاريخية

وفي إطار برنامجها الثقافي ضمن “أيام الشارقة الأدبية” بالبرتغال، نظمت هيئة الشارقة للكتاب سلسلة جلسات حوارية حول “الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية” التي تحدث فيها آنا ماريا ماتشادو، والدكتورة مريم الهاشمي، و”ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية”، بمشاركة غيث الحوسني، وألبرتو سيسمونديني، إضافة إلى جلستي: “الهوية في النصوص المسرحية، بين المحلية والعالمية” شارك فيها سعيد الحناكي، وجواو جوفيا مونتيرو، و”الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال” تحث فيها إبراهيم الهاشمي، وباولو سيلفا بيريرا.

وأكد المتحدثون خلال جلسة “الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية” أن الروايات التاريخية هي عمل فني لا ينقل التاريخ حرفياً، بل ينقل رأي المؤلف، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الروائيون في الروايات التاريخية على دراية تامة بالماضي والحاضر، وأن يتوقعوا المستقبل، إضافة إلى وعيهم الكامل بالهدف من العودة إلى الوراء والتأمل في الماضي من خلال القدرة على تحليل الأحداث.

بدورهم، أشار المشاركون في جلسة “ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية” إلى المكانة الرائدة التي احتلها الأدب البرتغالي في الشارع الأدبي والثقافي العربي، حيث تحظى نخبة من المفكرين والأدباء البرتغاليين من أمثال خوسيه ساراماغو، الحائز على جائزة نوبل للأدب، بمنزلة رفيعة وتفضيل كبير بين المثقفين العرب.

وأشار سعيد الحناكي في جلسة “الهوية في النصوص المسرحية، بين المحلية والعالمية” إلى أن أي نص أدبي هو انعكاس لأحداث اجتماعية رئيسة يختبرها المؤلفون؛ وهي الظروف التي أثرت وتؤثر فيهم، لافتا إلى أن المواقف المجتمعية كثيراً ما تتحول إلى نتاجات أدبية بارزة تحدث أثراً عميقاً في الحراك الثقافي والأدبي العالمي.

من ناحيته، ناقش إبراهيم الهاشمي في جلسة “الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال” طبيعة العادات الموروثة في الثقافة الإماراتية وتنوعها، والبيئة التي نشأت فيها، مبرزاً من خلال الأمثلة ما تعكسه تلك الموروثات من قيم أخلاقية انتقلت عبر العصور.

مجمع اللغة العربية بالشارقة يضيء على “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري” في البرتغال

Image 1 of 32

اقـرأ الـمـزيـد

ندوة حوارية بعنوان المعجم التاريخي للغة العربية تحدّيات وحلول – معرض عمّان الدولي

تعرّف خلالها جمهور “عمّان الدّولي للكتاب” على أهميّة المعجم التاريخي للغة العربية

“مجمع اللغة العربية بالشّارقة” يسلّط الضوء على أهمّ التّحدّيات والحلول في مشروع العربيّة الأكبر.

     شارك مجمع اللغة العربية بالشارقة في الدورة الـ 21 من “معرض عَمّان الدولي للكتاب” الذي يستمر إلى العاشر من الشهر الجاري، في ندوة حوارية ضمن فعاليات المعرض، نظّمها المجمع الأردني للغة العربية تحت عنوان “المعجم التاريخي للغة العربية: تحدّيات وحلول”.

وتحدث الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، والدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي لمشروع المعجم، في الندوة التي أدارها الدكتور محمد السعودي، أمين عام المجمع الأردني  للغة العربية.

    وسلطت الندوة أضواء على دور المعجم التاريخي للغة العربية في بلورة علم المصطلحات في شتّى الفنون والعلوم، والفوائد والمقاصد التي يحقّقها المعجم ومراحل إعداده وعدد العاملين فيه من باحثين وخبراء، وأهمّ التّحدّيات التي برزت في مسيرة العمل والحلول التي تم اقتراحها لتذليل الصّعوبات وفق خطة زمنية لاستكمال إنجاز المعجم التاريخي الذي أُنجز منه سبعة عشر مجلّداً للحروف الخمسة الأولى من أحرف اللغة العربيّة.

     وبيّن الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي الدور الكبير للدعم الذي يوليه صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لمشروع المعجم وأثره في سير العمل بهمّة كبيرة، إضافةً إلى حماس المشاركين في إعداد المعجم انطلاقا من إدراكهم لما يمثله من قيمة حضارية وعلمية وضرورة تاريخيّة؛ لأنه سيكون ديواناً لألفاظ الأمّة وتعابيرها، وديوانا لأشعارها ونصوصها الأدبيّة واللغوية، وسجلاّ لتاريخها العريق المجيد.

وأشار أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة إلى أن المعجم يغطي مختلف عصور اللغة العربية ويفيد الباحثين في معرفة الكلمات والعبارات التي كانت رائجة في كل عصر وكانت توظف في كلام العرب اليومي وفي إبداعاتهم الأدبية من شعر ونثر في مختلف حقول التأليف.

واستطرد الدكتور المستغانمي متحدثاً حول مزايا اللغة العربية وخصائصها، لافتاً إلى أنها تمتلك من المميزات ما يجعلها تحتل مكانة مرموقة بين اللغات العالمية لما تتمتع به لغة الضاد من تقنيات وخصائص توليد المفردات واشتقاق المعاني والألفاظ، بالإضافة إلى مرونتها وتنوع أوزانها وصيغها وقدرتها على التطور ومواكبة مستجدات العلوم الحديثة.

وفي سياق تقديمه للندوة أشاد الدكتور محمد السعودي، أمين عام المجمع الأردني للغة العربية، بمبادرة ومتابعة صاحب السّمو حاكم الشارقة لسير مراحل إعداد مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، مشيرا إلى أن هذا المعجم سيصبح بعد استكماله مرجعا لعشّاق اللغة العربية والراغبين في التعمق في فنونها وتراثها وجذورها التراثية الغنية، وقد أصبح فعليا واقعا بعد عقود من التّنظير والتّسويف.

وبدوره تحدث الدكتور مأمون وجيه حول مزايا المعجم العديدة، وأبرزها رصده لتاريخ الكلمات العربية وتتبعه لميلاد الألفاظ من خلال البحث في مراجع تشمل أقدم النصوص، ومنها تلك التي وردت في النقوش العربية القديمة الجنوبية المكتوبة بالخط المسند، والنقوش الشمالية الثمودية، حيث يتتبع المعجم استعمالات الألفاظ القديمة وتطور دلالاتها وما طرأ عليها في جميع العصور، وكذا يحفل المعجم بنظرات مقارنة بين اللفظ العربيّ ونظائره في الساميات مع ضرب أمثلة وشواهد لذلك.

      وأشار إلى أن المعجم يمثل ضرورة حضارية لخدمة لغة الأمة وذاكرتها وضرورة لغويّة لأنّه يتتبع ألفاظ العربيّة المستعملة منذ نشأتها الأولى إلى الوقت الحاضر، وضرورة تاريخية، لأنه يؤرّخ لأحداث الأمة العربية في مختلف عصورها، منذ عصر النقوش القديمة على جدران الكهوف والجبال والمغارات مروراً بالعصر الجاهلي حتى عصر التدوين وكتابة العلوم وتوثيق الفنون والآداب والمعارف التي أثرت لغة الضاد ومفرداتها.

      وتطرق المتحدثون في الندوة إلى أربعة تحديات ضمن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، تتمثل في كيفية الإحاطة بمخزون التراث العربي، وتحدي الاستفادة من الجانب التّكنولوجي الذي تم من خلال توثيق المراجع التي يعتمد عليها المعجم في مدوّنة لغوية تحتوي على أكثر من مليار كلمة، يسهل على الباحثين العاملين في إنجاز المعجم البحث فيها وفق منهج التحرير المعجمي. وأشار المتحدثون أيضا إلى تحدي التكلفة المالية الكبيرة للمشروع والتي تم تجاوزها بفضل رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة للمشروع، وأخيرا تحدي توحيد الجهود من خلال التنسيق بين المجامع اللغوية العربيّة وجمع كلمتها في الشارقة ومصر والأردن وسوريا والجزائر وتونس والسودان وموريتانيا والمملكة السعودية وليبيا، وتشكيل فريق من اللغويين في العالم العربي والإسلامي، للقيام بمهمة التحرير المعجمي التي تسير بصورة منظمة وفقا لخطة العمل والمنهج المرسوم لها.

ندوة حوارية بعنوان المعجم التاريخي للغة العربية تحدّيات وحلول – معرض عمّان الدولي

Image 1 of 5

اقـرأ الـمـزيـد

مسؤولون وأكاديميون موريتانيون يثمّنون دور حاكم الشارقة في رعاية اللغة العربية وتطوير علومها

في ندوة شارك بها “مجمع اللغة العربية” بالشارقة

مسؤولون وأكاديميون موريتانيون يثمّنون دور حاكم الشارقة في رعاية اللغة العربية وتطوير علومها

     ثمّن عدد من المسؤولين والأكاديميين وقادة الفكر العربي في العاصمة الموريتانية نواكشوط، جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم سموه للغة العربية، ورعايته لإنجاز “المعجم التاريخي للغة العربية”، وكل ما يختص بالشأن الثقافي الذي يرسخ مكانة العربية بوصفها لغة عالمية تحفل بتاريخ معرفي وحضاري عريق.

جاء ذلك في الندوة التي شارك فيها مجمع اللغة العربية بالشارقة، ونظّمها مركز اللسان العربي في موريتانيا، حول مشاركة موريتانيا في إنجاز “المعجم التاريخي للغة العربية”، والتي تحدث خلالها معالي ختار ولد الشيباني، وزير الثقافة والشباب والرياضة في موريتانيا، والدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور الخليل النحوي، رئيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا، والدكتور عبدالحميد مدكور، أمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعدد من رؤساء المجامع العربية والأكاديميين والمفكرين المتخصصين بالدراسات اللغوية والمعجمية.

واستحضرت الندوة مجموعة المكاسب التي تم تحصيلها من الإنجاز التاريخي العلمي الكبير، والإجراءات التي اتخذها مجمع اللغة العربية بالشارقة مع شركائه من المجامع العربية لتجاوز التحديات التي اعترضت المشروع، ما نتج عنه إصدار المجلدات ال17 الأولى، كما استعرض المشاركون ما يميز “المعجم التاريخي للغة العربية” في إنجازه عن باقي المعاجم التاريخية للغات الأخرى.

وفي مشاركته خلال الندوة، عبر معالي وزير الثقافة والرياضة والشباب الموريتاني عن تقدير بلاده لجهود الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في النهوض باللغة العربية ورعاية الأدباء والعلماء والشعراء. وقال: “نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية، معربين عن استعدادنا الدائم لمؤازرة “مركز اللسان العربي” في موريتانيا، كما أننا نشد على أيدي الباحثين والعلماء الذين بذلوا الكثير من علومهم ووافر اجتهادهم ليقدموا لنا مساهمة مقدرة في هذا الإنجاز العلمي غير المسبوق، والذي ستكون آثاره المستقبلية عظيمة الأثر على اللغة العربية”.  

من جهته، أشاد الدكتور امحمد صافي المستغانمي بالدعم اللامحدود والرعاية الفائقة التي حظي ويحظى بها مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية” من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كما ثمن الدور الكبير الذي لعبته موريتانيا في المشاركة الفاعلة بإنجاز المعجم، من خلال مركز اللسان العربي، حيث انضمت إلى جهود كبار علماء اللغة العربية والمعجميين من دول عربية شتى، الذين استطاعت إمارة الشارقة أن توحد جهودهم وتستفيد من خبراتهم ومعارفهم في إنجاز المشروع الحضاري والثقافي والعلمي الأبرز في علوم اللغة العربية.

واستعرض الخبراءُ اللّغويّون والمحررون المشاركون عن بعد في الندوة، دور المعجم في مساعدة الباحثين واللغويين في المستقبل على تتبع تاريخ تطور المصطلحات والألفاظ العربية ودلالاتها منذ نشأتها حتى الوقت الحاضر، لإثبات ما تمتاز بها اللغة العربية من مرونة وحيوية على مر العصور. وفي ختام الندوة، نظم مركز اللسان العربي في موريتانيا دورة تدريبية لتحسين مهارات المشاركين في تحرير  المعجم، في مجالي التحرير والمراجعة، استفاد منها عشرات الباحثين والعاملين في المشروع الأبرز الذي تتبناه وترعاه إمارة الشارقة، والذي من شأنه خدمة حاضر اللغة العربية ومستقبلها.


اقـرأ الـمـزيـد

ندوة لغويّة نظمها “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في “أبو ظبي للكتاب”

خلال ندوة لغويّة نظمها “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في “أبو ظبي للكتاب”

خبراء متخصصون يثمنون دور حاكم الشارقة في استكمال مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”

      ثمّن المتحدثون في ندوة حوارية نظمها “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، ضمن مشاركته في الدورة الـ 31 من “معرض أبوظبي للكتاب”، الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لحماية اللغة العربية، مؤكدين أن دعمه الكبير يتجسد في مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”، الذي صدر منه 17 مجلداً، ويعمل عليه 300 خبير لغوي يمثلون 11 مجمعاً لغوياً تحت مظلة اتحاد مجامع اللغة العربية، وبإشراف تنفيذي مباشر من “مجمع اللغة العربية بالشارقة”.

وجاءت الندوة، التي عقدت في منصة الشباب بالمعرض، تحت عنوان “دور المعجم التاريخي للغة العربية في توثيق تطوّر المصطلحات عبر العصور والألفاظ المهاجرة”، وشارك فيها كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، والدكتور محمد الأمين السملالي، الخبير اللغوي بدائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور غسان الشيخ، أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله والخبير بالمعجم التاريخي، وأدارها الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.

واستهل الدكتور امحمد صافي المستغانمي، مشاركته في الندوة مشيراً إلى أن حيثيات العمل في المعجم التاريخي للغة العربية تميزه عن غيره من المعاجم القديمة؛ لأنه يؤرخ لألفاظ اللغة العربية وللسياق الذي تطورت عبره معانيها في مختلف العصور، ليشمل 18 قرناً، تبدأ بتتبع تاريخ ألفاظ العربية منذ ما قبل الإسلام بأربعة قرون، ليكشف مدى ثراء لغة الضاد التي تختزن أكثر من 12 مليون مفردة بيم المستعمل والمهمل.

وبدوره تحدث الدكتور محمد الأمين السملالي، في محور “أثر توثيق ولادة المصطلحات”، في إثباتِ ما تمتاز به اللغة العربية من مرونة وحيوية، من خلال أخذ اللغات الأخرى لتلك المصطلحات واستخدامها في لغاتها، وتطرق إلى تعريف المصطلح بوصفه لغة العلم، وأداة نقل المعنى من السياق العام إلى السياق الخاص لكل علم، ضمن دائرة المختصين به، وأن ثبوت استخدام المصطلح وشيوعه في اللغة يتطلب رسوخه واستقراره في الوسط العلمي الذي ظهر فيه.

أما الدكتور غسان الشيخ فتطرق، في مشاركته، إلى ما يمتاز به المعجم من خصائص متفردة تعزز من أهميته العلمية والمعرفية، وأبرزها الامتداد الزمني الذي يغطيه المعجم ليشمل الألفاظ العربية في مرحلة ما قبل الإسلام بـ 400 سنة، إضافةً إلى دلالة الاتساع الجغرافي للمشاركين في إعداد المعجم، وذلك يكسبه الإجماع لدى كافة العلماء واللغويين، ولدى مختلف مجامع اللغة العربية. يشار إلى أن مجمع اللغة العربية بالشارقة يشارك في الدورة الـ 31 من “معرض أبوظبي للكتاب” الذي يستمر حتى 29 مايو الجاري، ويعرّف رواد المعرض على أنشطته وجهوده من خلال منصة خاصة، يقدم عبرها شرحاً حول مراحل إنجاز مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وحول برامج المجمع في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ويعرض فيديوهات تعرّف جمهور المعرض بالصلات التي تربط المجمع بالمجامع العربية ومعاهد تدريس اللغة في المنطقة، ويتيح للجمهور اقتناء العدد الجديد من مجلة “العربية لساني” الفصلية، التي تعنى بتسليط الضوء على العديد من القضايا التي تهم اللغة العربية والأدب العربي المعاصر.

ندوة لغويّة نظمها "مجمع اللغة العربية بالشارقة" في معرض "أبو ظبي للكتاب"

Image 1 of 8

لمشاهدة الندوة بالكامل الرجاء اضغط هنا

اقـرأ الـمـزيـد

المجمع يشارك في “معرض أبو ظبي للكتاب” الـ 31 بمنصة تعرض برامجه وإصداراته

ينظم جلسة حوارية حول المعجم التاريخي للغة العربية

“مجمع اللغة العربية بالشارقة” يشارك في “معرض أبو ظبي للكتاب” الـ 31 بمنصة تعرض برامجه وإصداراته

يشارك “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، في الدورة الـ 31 من “معرض أبوظبي للكتاب”، الذي تنطلق فعالياته في الفترة من 23 وحتى 29 مايو الجاري، ويعرف من خلال منصته، رقم D28، بأنشطته التعليمية والبحثية، وأبرزها مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وبرامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

وخلال مشاركته في المعرض، ينظم المجمع ندوة حوارية تحت عنوان: “دور المعجم التاريخي للغة العربية في توثيق تطور المصطلحات عبر العصور والألفاظ المهاجرة”، في منصة الشباب في المعرض، وذلك يوم الثلاثاء 24 مايو الجاري، عند الساعة 3:00 عصراً، ويشارك فيها كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور محمد الأمين السملالي، الخبير اللغوي بدائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور غسان الشيخ، أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله، ويديرها الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.

وتشمل الندوة سبعة محاور تتناول رحلة مشروع المعجم التاريخي للغة العربية منذ تبلور الفكرة وحتى الشروع في تنفيذها، ودور المعجم في مساعدة الباحثين اللغويين في المستقبل على تتبع تاريخ تطور المصطلحات ودلالاتها منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر، وأثر توثيق “ولادة المصطلحات” في إثبات ما تمتاز به اللغة العربية من مرونة وحيوية، وغيرها. ويقدّم المجمع لضيوف جناحه في المعرض، إصدارات من العدد الجديد لمجلة “العربية لساني” الفصلية، التي تعنى بتسليط الضوء على العديد من القضايا التي تهم اللغة العربية والمشتغلين فيها، إلى جانب عرض سلسلة من الفيديوهات المرئية التي تعرّف بأعمال المجمع وتعاونه مع المجامع العربية ومعاهد تدريس اللغة في المنطقة.

اقـرأ الـمـزيـد

المجمع يعرض جهود إنجاز “المعجم التاريخي للغة العربية” وآليّاته أمام طلبة جامعة الوصل

نظم ندوة تعريفيّة حول المعجم وآلية إنجازه

“مجمع اللغة العربية” يعرض جهود إنجاز “المعجم التاريخي للغة العربية” وآليّاته أمام طلبة جامعة الوصل

  • امحمد صافي المستغانمي: حاكم الشارقة لمّ شمل المجامع العربية  ورأب الصّدع العربي.

في إطار التّعريف بالمعجم التّاريخيّ، استضاف “مجمع اللغة العربية بالشّارقة” في مقرّه بالشارقة وفدًا طلابيًّا وأكاديميًّا من جامعة الوصل، ترأّسته الأستاذة رقيّة الجناحي، مساعد عميد شؤون الطلّاب، والأستاذة نوف الصّيعريّ، مسؤول الفعاليّات، وكان في استقبال الوفد الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام للمجمع، ورافقه عدد من مسؤولي الإدارات في المجمع في جولة تعرّفوا من خلالها على أقسام المجمع وإداراته.

ونظّم المجمع ضمن الزّيارة، ندوة تعريفيّة عن “المعجم التّاريخيّ للغة العربية”، تحدث خلالها الدكتور امحمد المستغانمي، حول الآلية التي يعمل من خلالها القائمون على المعجم، من محررين وفنيين، وعرض وآلية إنشاء المدونة الحاسوبيّة لقاعدة بيانات المعجم، ودوره في تنمية الآفاق البحثية للطلاب والباحثين.

وتطرّق الدكتور المستغانمي خلال النّدوة إلى الفرق بين “المعجم التّاريخي للغة العربيّة” وغيره من المعاجم التّقليديّة التّراثيّة، إذ قال: “إن المعاجم عادة تُعنى بشرح معاني الألفاظ، أمّا المعجم التّاريخيّ فإنّه يؤرّخ لجميع ألفاظ اللغة العربيّة بالعودة إلى تاريخها القديم ، إذ يعود إلى تاريخ كتابة تلك الألفاظ، والنّقوش القديمة التي كُتبت فيها، والأقوام أو البلاد التي تمت كتابتها في عصرهم، وأنواع الخطوط التي كُتبت بها، ومن ثمَّ البحث عن نظائر ذلك اللفظ في اللغات الساميّة الأخرى كالسّريانيّة والآراميّة والعبريّة والحبشيّة، وكيفيّة كتابته ونطقه في تلك اللغات، ثم يبحث بعد ذلك في استعمال اللّفظ في العربيّة، وأوّل من استعمل تلك الكلمة، وتطوّر استعمالاتها إلى العصر الحديث”.

وأشار الدّكتور المستغانمي إلى جهود صاحب السّموّ الشّيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، في رعاية هذا المشروع ولمّ شمل المجامع العربيّة لإنجازه، مؤكدًا أن إنجاز المعجم يُعَدُّ إضافة معرفيّة للمختصّين في اللغة العربية والباحثين في مختلف مجالات الآداب والعلوم الإنسانية، كما ينتفع منه كل مثقّف محبّ للعربية، يريد الاستزادة من علوم العربيّة ودقائق  أسرارها.

بدوره قدّم المهندس باسل حايك، المهندس الفنّي في المجمع  مداخلة خلال النّدوة، تناول فيها الآليّة التقنيّة التي تعمل مدونة المعجم التاريخيّ وِفْقها، شارحًا كيفية البحث في محتوى المعجم، ثمّ الطّريقة التي يتعامل بها المتخصصون مع المدوّنة، التي تحتوي حوالي 12 ألف كتاب ومجموعة من الوثائق اللغويّة.

واطلع الوفد خلال الزّيارة على المكتبة التي تحتوي أكثر من 4000 عنوان في علوم العربية والقرآن والتفسير والحديث والفقه، إضافة إلى العلوم الأخرى، كما تعرفوا على المطبوعات النادرة التي تحتويها المكتبة من إصدارات لمجلات عربية أصلية يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من قرن من الزمن. وتأتي زيارة الوفد الطلابي والأكاديميّ من جامعة الوصل، في إطار سعي المجمع للتّعريف بمشروع “المعجم التاريخيّ للغة العربية”، الذي يشارك في إعداده عدد كبير من الباحثين والمتخصصين والتّقنيين، ويسهم في إنجازه أكثر من 11 مجمعاً عربياً، يعملون تحت مظلّة مجمع اللغة العربيّة بالشّارقة.

المجمع يعرض جهود إنجاز "المعجم التاريخي للغة العربية" وآليّاته أمام طلبة جامعة الوصل

Image 1 of 14

اقـرأ الـمـزيـد

سلطان يترأس الاجتماع الدوري لمجمع اللغة العربية

الشارقة (وام)

ترأس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، صباح أمس الأثنين، الاجتماع الدوري للمجمع وذلك في مقره بالمدينة الجامعية في الشارقة.

تناول الاجتماع عددًا من الموضوعات المعنية بأنشطة وجهود المجمع في تنفيذ اختصاصاته الرئيسية للحفاظ على اللغة العربية ودعم كافة مجالاتها وأركانها.

واعتمد صاحب السمو الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة عددًا من المشروعات الجديدة، التي سيعمل على تنفيذها المجمع بالتنسيق مع الشركاء من المؤسسات المعنية باللغة العربية من مختلف أقطار العالم. واستمع سموه إلى شرحٍ مفصل حول سير العمل في المجمع وشؤونه الإدارية المتنوعة حرصًا على توفير البيئة المحفزة للعاملين فيه، وتوفير الخدمات اللازمة لتأدية أدوارهم، وتنفيذ الأنشطة المتنوعة.

وتضمن الاجتماع مناقشة سبل دعم مجامع اللغة العربية في سبيل تحقيق التكامل بين المجامع اللغوية للنهوض بلغة الضاد، والعمل على تعزيز انتشارها العالمي، وللخروج بأفضل المنجزات على مستوى إصدارات المعاجم والدراسات والبحوث. وبحث الاجتماع دعم جهود اللغة العربية في القارتين الأفريقية والأوروبية، بالتزامن مع الانتشار الكبير للغة في الكثير من الدول والإقبال عليها من قبل مختلف الأفراد والمهتمين.

واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على آخر المستجدات في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، الذي كان سموه قد أطلق الأجزاء الـ17 الأولى منه في نوفمبر الماضي خلال افتتاح النسخة الأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ووجه بالحرص على إنجاز أكبر قدر ممكن خلال الفترة القادمة مع الحفاظ على دقة التأريخ والتوثيق. وناقش الاجتماع خطط تطوير مجلة «العربية لساني» التي يصدرها المجمع من حيث المحتوى المعرفي واللغوي وتنويع المجالات والأساليب اللغوية والإعلامية. حضر الاجتماع محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة.

سلطان يترأس الاجتماع الدوري لمجمع اللغة العربية

Image 1 of 11

اقـرأ الـمـزيـد