“مجمع اللغة العربية بالشارقة” يستعرض في دمشق أهمية المعجم التاريخي وتأثيره على المكانة الحضارية للأمة
خلال ندوة حضرها وزراء ورؤساء مجامع لغوية وعلمية ونخبة من الأكاديميين
“مجمع اللغة العربية بالشارقة” يستعرض في دمشق أهمية المعجم التاريخي وتأثيره على المكانة الحضارية للأمة
نظّم “مجمع اللغة العربية بالشارقة” بالتعاون مع “مجمع اللغة العربية” في دمشق ندوة نقاشية بعنوان “المعجم التاريخي للغة العربية بين الواقع والمأمول”، تناولت أهمية “المعجم” الذي أطلقه ويرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودوره في حماية اللغة العربية وتأصيل جذورها التاريخية، وتوقفت عند دوره في تشكيل الهوية الثقافية العربية وترسيخ مكانة الأمة الثقافية والعلمية والحضارية على مستوى العالم.
وجاءت الندوة التي استضافتها مكتبة الأسد الوطنية في دمشق، بحضور وزيرة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، الدكتورة لبانة مشوح ووزير التربية الدكتور محمد عامر مارديني، و وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام ابراهيم، والمستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان وممثلين عن مجمع اللغة العربية بالشارقة وأعضاء من مجمع اللغة العربية بدمشق وعدد من رؤساء الجامعات الحكومية والخاصة وعدد من السفراء والمثقفين وذوي الاختصاص.
وثمّن معالي الدكتور بسّام إبراهيم في كلمته خلال الندوة، جهود مجمع اللغة العربية بدمشق في ترسيخ مكانة اللغة العربية في منظومة التعليم السوري عبر تعريب العلوم والمصطلحات العلمية، وتأليف المناهج باللغة العربية، وأشاد بدور وجهود علماء العربية الذين وصفهم بأنهم مثال وقدوة في الحرص على سلامة اللغة.
منجز حضاري ضخم
بدوره قال رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية الدكتور حسن الشافعي في كلمة له “عن بعد”: “إن إعداد المعجم التاريخي للغة العربية يمثل عملاً حضاريًا علميًا ليس لنا نحن الناطقين بالعربية وحسب، وإنما لسائر اللغات العالمية في عالمنا الحاضر”، مبيناً أهمية تنسيق الجهود ومواصلة العمل لاستكمال المعجم التاريخي للغة العربية.
وتناول الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة الدكتور امحمد صافي المستغانمي خطوات مسار تنفيذ مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”، مشيرًا إلى التعاون بين مجمع الشارقة ونظرائه في المجامع العربية وتدريب العاملين فيها، وتشكيل لجنتين علميّة وتنفيذيّة تضم كبار الخبراء لوضع الخطط ورسم المسار الزمني للمشروع، وأكد أن المعجم التاريخي للغة العربية العربية سيكون معجم المعاجم ومرجع المراجع للأكاديميين والباحثين واللغويين.
مرجعية عالمية كبرى
وبيّن الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية الدكتور عبد الحميد مدكور أن هذا المعجم سيمثل عند اكتماله درة المجامع اللغوية قديمها وحديثها، وقال إنه “يحقق جمعًا كبيرًا لم تشهد اللغة العربية له مثيلًا من قبل، وسيكون مرجعيّة كبرى في مختلف صنوف الإبداع على مستوى العالم”.
ومن جانبه أشار رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق الدكتور محمود السيد إلى أن المعجم التاريخي للغة العربية جمع كلمات اللغة، وصيغها وتراكيبها من منابعها الحيّة في جميع العصور، وفي ميادين المعرفة كافة، متتبعاً الأصول اللغوية العربية في النقوش العربية القديمة، ولغات الممالك القديمة في بلاد الشام والعراق وغيرهما كالأكادية والآرامية والسريانية، ما يجعل هذا المعجم مصدرًا لدراسات في الدلالات والألفاظ والتراكيب والدراسات المهتمة بإغناء اللغة وزيادة رصيدها ويفسح المجال لإجراء المزيد من البحوث.
إنجاز القرن
واعتبر المدير العلمي للمعجم التاريخي للغة العربية الدكتور مأمون وجيه أن المعجم إنجاز القرن الذي انتظره اللغويون والمثقفون العرب في كل مكان، ولاسيما بعد تعثر عدة محاولات في هذا المجال، قبل أن يتبنى المبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي رعى هذا المشروع من الألف إلى الياء ودعمه بشتى السبل، مشيرًا إلى أن أبرز ما تميّز به هذا المعجم تفردّه بالتأريخ، فهو سجل لغويٌّ يؤرخ قصة اللغة ويبيّن شجرة النسب اللغويَة لكل كلمة وكيف تفرّعت الأصول وتطورت وانجبت أجيالًا من الألفاظ والدلالات عبر العصور. وصدر عن “المعجم التاريخي للغة العربية حتى اليوم 67 جزءًا تغطي 15 حرفًا من حروف اللغة العربية، وشارك في إعداده نحو 500 باحث ولغوي وأكاديمي من 13 مجمعًا لغويًا، ويشمل آلاف البحوث والدراسات المتعلقة باللغة والنحو والبلاغة والأدب والفكر والفنون وشؤون الاجتماع وجوانب الحضارة وسائر مواطن الإبداع العلمي التي شهدتها اللغة العربية.