



الشارقة، 22 سبتمبر 2023،
نظّم “مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة” ندوةً لغويّةً علميّةً بعنوان “اللغة العربيّة والعوالم الجديدة” بالتّعاون مع “مجمع اللّغة العربيّة الأردني” خلال مشاركته في الدّورة الـ22 من “معرض عمّان الدّولي للكتاب” الذي انطلق في 21 ويستمر حتّى 30 سبتمبر الجاري في العاصمة الأردنيّة، حيث ناقشت الندوة التّحدّيات الّتي تواجه تعميم استخدام اللّغة العربيّة في مختلف مناحي الحياة، والحلول العمليّة للتّغلّب عليها.
وشهدت النّدوة الّتي أقيمت بالتّعاون مع “مجمع اللّغة العربيّة الأردني” مشاركة كلٍّ من الدّكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة والمدير التّنفيذي لمشروع المعجم التّاريخي للّغة العربيّة، والدّكتور محمّد السّعودي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ، والدّكتور إبراهيم السّعّافين، عضو مجلس أمناء مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة وعضو مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ.
وناقشت الندوة سبل توثيق أواصر التّعاون العلميّ والمعرفيّ بين مجامع اللّغة العربيّة بشكل عام، لا سيّما بين “مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة”، و”مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ”، مسلّطةً الضوء على أهميّة استخدام اللّغة العربيّة في جميع المجالات وعلى كافّة المستويات العلميّة والطبيّة والبرمجيّة، وضرورة تعزيز دورها ومكانتها في الفضاء الرقمي والافتراضي وعلى منصّات التّواصل الاجتماعي.
وقال الدّكتور امحمد صافي المستغانمي: “اللّغة العربيّة مكوّنٌ أساسيٌ من مكوّنات الهويّة والثقافة العربيّة، والشاهدة على تاريخنا العريق وحضارتنا المجيدة التي استفادت من الإرث العلميّ والأدبيّ والثقافيّ العالميّ، ونجحت بتطويره وتسخيره لابتكار علوم وفنون واستكشاف عوالم جديدة، بالإضافة إلى ترك بصمتنا في تاريخ الحضارة البشريّة”.
وأضاف: “مع التحدّيات الّتي تعرقل تعميم استخدام لغة الضّاد، كان لا بدّ من تنظيم هذه النّدوة الّتي تؤكّد أنّ هذه اللّغة الأصيلة قادرة على مواكبة أحدث ما توصّلت إليه العلوم والمعارف الإنسانية والإضافة عليها وتطويرها، وفي هذا المقام، نشيد بالجهود المباركة لصاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، في دعم اللّغة العربيّة وحمايتها وتعزيز حضورها بين الأجيال الناشئة”.
بدوره، قال الدّكتور محمد السّعودي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ: “نرحب بمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة في (معرض عمّان الدّولي للكتاب) ويسعدنا التّنسيق المشترك لتنظيم هذه النّدوة العلميّة التي أثرت رؤى تعزيز استخدام اللّغة العربيّة وأكّدت على مكانتها ودورها الثقافيّ والمعرفيّ الرائد على المستوى العالمي”.
وعلى هامش مشاركته في الحدث الثّقافيّ الرائد، استعرض “مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة” مشروع الإمارة الثقافيّ وجهودها في حماية اللّغة العربيّة، مسلّطاً الضوء على أحد أبرز المنجزات اللغويّة والعلميّة في تاريخ الحضارة العربيّة؛ “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة” الذي يشرف المجمع على إدارة لجنته التنفيذيّة ويضمّ عشرة مجامع لغويّة حرّرت حتّى الآن 9 حروف في 36 مجلداً. يشار إلى أن “مجمع اللّغة العربيّة” بالشّارقة حقق إنجازات كبيرة من خلال التّنسيق بين المجامع اللغويّة وتأسيس مظلّة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها، بهدف تعزيز اللّغة العربيّة وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللّغات العالميّة، بالإضافة إلى تأسيس “مركز اللّسان العربيّ” لتعليم اللّغة العربيّة لغير النّاطقين بها، وإطلاق “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة”؛ المشروع المعرفيّ الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضّاد ويبيّن أساليبها وتطوّر دلالاتها عبر أكثر من 17 قرناً.
اقـرأ الـمـزيـدخلال جلسة ضمن فعاليات مؤتمر “اللغة العربية في المنظمات الدولية”
“مجمع اللغة العربية بالشارقة” يشارك في مؤتمر “اللغة العربية في المنظمات العالمية” بمدينة الرياض
الرياض، 06 ديسمبر 2022،
أكدّ الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، المكانة السامية التي تتمتع بها اللغة العربية بين اللغات العالمية، لما تحمله من خصائص وسمات جعلتها تتميز عن نظيراتها، نظراً لما تتمتع به ألفاظها من إبداع بياني، واتساع مخزونها المعجمي وأسلوب البديع في استخدام العبارات، ما جعلها من بين اللّغات العالمية.
جاء ذلك في جلسة بعنوان “البعد الحضاري والثقافي للتعدد اللغوي ومسؤولية المنظمات الدولية حيال ذلك”، شارك خلالها “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في فعاليات مؤتمر “اللغة العربية في المنظمات الدولية” الذي نظّمه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، يومي 6-7 ديسمبر الجاري بمدينة الرياض.
وشارك في الجلسة إلى جانب الدكتور امحمد صافي المستغانمي كل من الأستاذ الدكتور صالح الشويرخ، أستاذ اللغويات التطبيقية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والأستاذ الدكتور عبدالله البريدي، أستاذ السلوك التنظيمي بجامعة القصيم، والأستاذة الدكتورة ماريا أفينو، أستاذة اللغة العربية والآداب العربية بجامعة نابولي الشرقية، والأستاذة الدكتورة نبيلة يون، رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة هانكوك للدراسات الإسلامية، وأدارها الأستاذ الدكتور صالح بن محمد السنيدي.
وقدّم المستغانمي، خلال الجلسة، إضاءات حول دور “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في تمكين اللسان العربي، وأهم الإنجازات التي حققها، مشيراً إلى أن المجمع نجح في التنسيق بين المجامع اللغوية، وأسس مظلة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها بهدف تعزيز اللغة العربية وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللغات العالمية، مستعرضاً جهود صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تبنّي ورعاية هذا المجمع منذ تأسيسه، بما يتماشى مع رؤيته الحضارية والفكرية.
وأشار المستغانمي إلى أن “المعجم التاريخي للغة العربية” يعدّ ضرورة حضارية تاريخية لغوية، والمشروع الثقافي الأضخم الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضاد وتحولّات استخدامها عبر أكثر من 17 قرناً، وأوضح أن الجهود لا تزال مستمرة لاستكمال الإنجاز الذي أنجز منه 36 مجلداً إلى الآن، بهدف تعزيز الاهتمام بقضايا اللغة العربية وتعريف الأجيال القادمة بتاريخ لغتهم الغنية وثقافتها الأصيلة. بدورهم، أشار المشاركون في الجلسة إلى أهمية التواصل الحضاري بين لغات العالم، مؤكدين أن الدعوة إلى حماية اللغة العربية لا تعني التخلي عن إتقان اللغات الأخرى، لافتين إلى أن إتقان لغتين يعني إدراك الآداب والفنون والثقافات المتنوعة التي تكتنز بها تلك اللغات. كما تحدث المشاركون حول رحلة الّلغة العربية عالميًّا، وتمكّنها من الحضور الكبير في الحضارات الأخرى، لما تمتلكه من كنوز معرفية أضاءت مكتبات العالم لقرون من الزمن، واستطاعت أن تمد حضارات العالم بمفاتيح الحداثة والتطور العلمي الذي لم تزل اللغة العربية راسخة فيه من خلال تجذر ألفاظها في مختلف اللغات العالمية حتى وقتنا الحاضر.
اقـرأ الـمـزيـدخلال ندوة نظمها مجمع اللغة العربية في “الشارقة الدولي للكتاب”
أكاديميون ورؤساء مجامع: سلطان القاسمي الراعي الأول للغة العربية
أكد المتحدثون في ندوة “إنجازات مجمع اللغة العربية” على الدور الكبير الذي تلعبه الشارقة في دعم اللغة العربية بصورة غير مسبوقة، امتثالاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمتمثلة بشكل واضح في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أبصر النور أخيراً بعد سبعة عقود من وضع فكرته، نيابةً عن الأمة العربية.
جاء ذلك، في الجلسة الحوارية، التي استضافت كلاً من الدكتورة سارة ضاهر، رئيسة جمعية “بالعربية للغة والتحديث”، والأستاذ الدكتور بكري محمد الحاج، رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم، في اليوم الثاني من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي افتتحت دورته الحادية والأربعين تحت شعار “كلمة للعالم”.
وفي معرض حديثها عن التحديات المعاصرة التي تواجه اللغة العربية، شددت الدكتورة سارة ضاهر على ضرورة حل للأخطاء التي يرتكبها الكثير من المتحدثين بلغة الضاد، خاصةً من قبل الأشخاص الذين يخاطبون الرأي العام، من الإداريين والدبلوماسيين والإعلاميين، وما يتطلبه الأمر من وضع ضوابط لاستخدامهم للغة بغرض حمايتها وتعزيزها.
وأشارت ضاهر إلى خلل كبير، يتمثل في نفور الكثير من الطلاب في المدارس اللبنانية من مناهج النحو والصرف لشعورهم بأنهم ينتقلون لعالم آخر خلال حصصها الدراسية، رغم قدرتهم على استخدام الفصحى التي يعاملونها كوسيلة لاجتياز الامتحانات دون الرغبة في استخدامها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تعززه جمعية “بالعربية للغة والتحديث” عبر وضعها اختبارات كفاءة لغوية، لعدة مستويات، عامة، وإعلامية لصناع المحتوى، وأخرى للتخصصات المختلفة، ورابعة لمدرسي اللغة العربية.
وأكدت ضاهر على قدرة هذه المشاريع على الاستمرار بسبب الدعم الذي يقدمه مجمع اللغة العربية في الشارقة، لتشجيع كافة الجهود التي ترسخ استخدام اللغة بصورة سليمة في الحياة العامة.
من جانبه، وضح رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم محمد بكري الحاج ، طبيعة الجهود التي أداها مجمع اللغة العربية في الشارقة على أكمل وجه، حتى بات حلقة وصل بين المجامع اللغوية في العالم العربي، مستدلاً على ذلك برعايته لمشروع المعجم التاريخي الذي توحدت فيه نشاط عشرة مجامع لغوية، في مشروع قومي كانت اللغة العربية بحاجة ماسة له، لتوثيق تاريخ مفرداتها، ومراحل تطور عبر العصور، وهو الحلم الذي نجحت الشارقة أخيراً في تحقيقه، بعد أن طرح فكرته المستشرق أوجست فيشر لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، قبل أن يحول اندلاع الحرب العالمية الثانية دون اكتماله. وأضاف الحاج: “هذا المعجم جسد رغبة وحلماً صارت واقعاً، استطاع صاحب السمو حاكم الشارقة على استكماله، ففيما فشلت الدول العربية باتساعها فيه لم يقدم اي دعم له سوى الشيخ سلطان نيابة عن الأمة العربية”. وختم الحاج مشاركته في الندوة بتقديم الشكر لمرسوم صاحب السمو بتقديم عضوية مجمع السودان في مجمع الشارقة، في تتويج معنوي للدعم المادي السخي الذي يسد به الصعوبات المالية التي واجهت مجمع اللغة العربية في السودان خلال الأعوام الأخيرة.
المعجم التاريخي” يمثل صدارة معرفية عربية رائدة في الصناعة المعجمية
أعادت جلسة “المعجم التاريخي للغة العربية… رسالته الثقافية والحضارية” زوّار الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى ذاكرة 18 قرناً جمعها المعجم، ليتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي، ويربط أبناء العربية بلغتهم، ويمثّل عودة للعرب إلى صدارتهم العلمية والمعرفية في الصناعة المعجمية.
وتحدّث خلال الجلسة كلّ من الدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي للمعجم التاريخي، عضو مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة، والدكتور خليل النحوي، رئيس مجلس اللّسان العربي بموريتانيا، والدكتور محمد السعودي، أمين عام مجمع اللغة العربيّة بالأردن، وأدارها الدكتور امحمّد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربيّة بالشارقة، والرئيس التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي، وحضرها جمع من اللغويّين وخبراء اللغة العربيّة من دول عربيّة وأجنبيّة.
وفي تقديمه للجلسة، قال الدكتور امحمّد صافي المستغانمي: “إنّ الشارقة ترسم المشهد الثقافي العربي العالمي، بما تحظى به الثقافة العربية من رعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تكفّل بإخراج مشروع المعجم التاريخي للغة العربية” مهما كلّف من جهد ومال”.
وفي كلمة له حول ما يميّز المعجم التاريخي للغة العربية، أوضح الدكتور خليل النحوي، أنّ المعجم متميّز عن غيره من المعاجم بسمات، رئيسة تتمثّل في كون المشروع يمثّل عودة للعرب إلى صدارتهم العلميّة والمعرفيّة في الصناعة المعجميّة، بوصفهم مؤسّسي المنهج العلمي الرائد في علم المعاجم، والذي استفادت منه أمم العالم والحضارات المتقدمة، وهو مشروع عربي يتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي.
وأضاف: “يمتاز المعجم التاريخي بجمعه مجامع اللغة العربية تحت مظلّة واحدة تقودها إمارة الشارقة، حيث يمثّل وحدة عربية ثقافية تُحسب لإمارة الشارقة. إضافة إلى تفوّقه على المعاجم اللغوية التاريخية العالمية بسرعة وتيرة الإنجاز والعمل، ففي العام 2021، تمّ إنجاز 17 مجلّداً، تضمّنت ما يزيد على 2000 جذر، وهي حصيلة عمل عامين، وها نحن بعد عام واحد فقط نطلق 19 مجلّداً جديداً تشتمل على أكثر من 4200 جذر”.
وفي حديثه حول منهجية المعجم التاريخي للغة العربية، أكّد الدكتور مأمون وجيه أنّ العرب فقدت رصيداً كبيراً من تراثها المعجمي بانقطاع حركة التأليف في القرن الرابع الهجري، حيث حفلت الحضارة العربية بعد ذلك التاريخ بالتطوّر والتنوّع في مختلف القطاعات الحياتية والمعرفية والعلمية التي عبّروا عنها بألفاظ ومصطلحات أَثْرَت اللغة، ولم تُدوَّن في معاجم متخصّصة تتبع تاريخ مدلولاتها، وهذا ما يميّز المنهجية التي قام عليها المعجم.
وأشار الدكتور وجيه إلى أنّ المعجم التاريخي يعتمد على منهجية جمع النصوص الحيّة جمعاً جغرافياً يشمل مختلف مناطق استعمال اللغة العربية، عن طريق مدونة إلكترونية، ثمّ رصد المادّة اللغوية المتعلّقة بالجذر في آلاف الوثائق، والبحث في دلالات النصوص، ثمّ ردّ كلّ دلالة إلى عصرها، والتي يعود بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام، حتى عصرنا الحاضر.
وحول قيمة المعجم التاريخي للغة العربية في العصر الحديث، أوضح الدكتور محمد السعودي، أنّ المشروع له قيمة في حاضرنا من خلال إسهامه في رفع رصيد اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، التي غدت تقنيات الذكاء الاصطناعي مسهماً بارزاً في تحديد الألفاظ التي تحتويها لغات العالم عليها. وأكّد أنّ المعجم أبرز ألفاظاً في العربية تعود في تاريخها إلى لغات موغلة في القدم، مثل الحضارة الفينيقية القديمة، ومع ذلك فقد أمدّتها اللغة العربية بميزة البقاء، حتّى إنّها تستخدم في لهجات عربية عامية بنفس أصول دلالاتها القديمة، وهو ما يبرز قيمة المعجم التاريخي في حفظ التراث اللغوي العربي ومعرفة جذوره وامتداداته في حضارات الأمم الأخرى.
اقـرأ الـمـزيـدسلسلة حوارات أدبية حول “الروايات التاريخية” و”الترجمة” والموروث الشعبي ضمن “أيام الشارقة الأدبية”
“مجمع اللغة العربية” يضيء على “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري” في البرتغال
أكد المتحدثون في جلسة “دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري”، التي شارك بها مجمع اللغة العربية بالشارقة ضمن فعاليات “أيام الشارقة الأدبية” في البرتغال، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، أن المعجم التاريخي للغة العربية سيكون أحد أكبر مراجع تعزيز التواصل الحضاري بين العرب والأمم كافة، من خلال منهجه العلمي الرائد في تتبع تاريخ الألفاظ، واكتشاف جذورها وارتباطاتها بالثقافات القديمة واللغات الأخرى.
وتحدث في الجلسة كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لـ”مجمع اللغة العربية بالشارقة”، والدكتور عبد الفتاح الحجمري، مسؤول مكتب تنسيق التعريب بالرباط، اللذين أكدا الدور الرائد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم علاقات التواصل الثقافي بين إمارة الشارقة والمراكز الأكاديمية والثقافية العالمية، والتي تعد جامعة كويمبرا من أبرزها.
وأكد المستغانمي أنّ المعجم التاريخي هو أعظم مشروع للغة العريية على مر التاريخ وأن الفوائد التي يشتمل عليها المعجم في البحث عن العلاقات بين ألفاظ اللغة العربية واللغات الأخرى، واكتشاف ما فيها صلات وروابط، يجعل منه شاهدًا على إسهام لغة الضاد في التعارف بين الأمم والحضارات، إذ يؤرخ للهجات السامية التي استقت أصولها من العربية واستقلت بضروب من التغيير في بعض الجوانب البنيوية والتراكيب عبر الزمن.
وأشار المستغانمي إلى واحدة من عناصر إسهام المعجم في التواصل الحضاري بين ثقافات العالم، وهي عنايته بالألفاظ الأعجمية التي نطقت بها العرب على مناهجها وقواعدها وأخضعتها لقياس اللغة العربية ونظامها.
بدوره أكد الدكتور عبد الفتاح الحجمري أن المعجم التاريخي للغة العربية ليس للعرب فقط وإنما للعالم أجمع وذلك لأن العربية على مر التاريخ لم يستخدمها العرب فقط بل استخدمتها أقوام وحضارات في حياتها ودراساتها وعلومها، ولفت إلى أن العربية لغة بذل وعطاء، فهي تستقي من الحضارات واللغات الأخرى المعرَّب من الألفاظ، وكذلك فإننا نرى الحضارات واللغات الأخرى استقت من العربية ما أصبح متجذراً في ألفاظها واستعمالاتها، وهذا وافر وواضح للدارسين في شتى اللغات العالمية.
وخلال الجلسات قال الدكتور دلفين لياو، نائب مدير جامعة كويمبرا “قبل أربع سنوات قدمت الجامعة شهادة الدكتوراة الفخرية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تقديراً لمجهوداته القيمة عالمياً في مجالات الثقافة والأدب والتواصل الحضاري، وما كان لافتاً لنا ذلك الوقت أن صاحب السمو حاكم الشارقة لم تكن الشهادة أكبر اهتماماته وكان ما يؤكد عليه هو ضرورة التواصل الحضاري بين الجانبين والحوار والتبادل الثقافي والعلمي والأدبي، ووقتها قمنا بغرس بذرة لشجرة نخيل في حرم الجامعة تكريماً لزيارة حاكم الشارقة ونعلم كم سيستغرق الوقت لنرى ثمار عرس تلك النخلة، ولكن الشارقة أرتنا اليوم وخلال السنوات الأربع الماضية غراس ثقافتها وانفتاحها العلمي بأكثر مما كنا نتوقع”.
وخلال النقاشات مع الحضور دعا البروفيسور خوسيه بيدرو، عميد كلية اللغات في جامعة كويمبرا إلى دعم تدريس اللغة العربية في الجامعة وأيضاً في مختلف الجامعات الأوروبية بوصفها لغة عالمية لا يمكن بدونها فهم التاريخ الحقيقي للمنطقة والعالم ولا التعرف على حضارة عريقة لنا معها كبرتغاليين وأوروبيين مشتركات تاريخية كبيرة.
الروايات التاريخية
وفي إطار برنامجها الثقافي ضمن “أيام الشارقة الأدبية” بالبرتغال، نظمت هيئة الشارقة للكتاب سلسلة جلسات حوارية حول “الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية” التي تحدث فيها آنا ماريا ماتشادو، والدكتورة مريم الهاشمي، و”ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية”، بمشاركة غيث الحوسني، وألبرتو سيسمونديني، إضافة إلى جلستي: “الهوية في النصوص المسرحية، بين المحلية والعالمية” شارك فيها سعيد الحناكي، وجواو جوفيا مونتيرو، و”الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال” تحث فيها إبراهيم الهاشمي، وباولو سيلفا بيريرا.
وأكد المتحدثون خلال جلسة “الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية” أن الروايات التاريخية هي عمل فني لا ينقل التاريخ حرفياً، بل ينقل رأي المؤلف، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الروائيون في الروايات التاريخية على دراية تامة بالماضي والحاضر، وأن يتوقعوا المستقبل، إضافة إلى وعيهم الكامل بالهدف من العودة إلى الوراء والتأمل في الماضي من خلال القدرة على تحليل الأحداث.
بدورهم، أشار المشاركون في جلسة “ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية” إلى المكانة الرائدة التي احتلها الأدب البرتغالي في الشارع الأدبي والثقافي العربي، حيث تحظى نخبة من المفكرين والأدباء البرتغاليين من أمثال خوسيه ساراماغو، الحائز على جائزة نوبل للأدب، بمنزلة رفيعة وتفضيل كبير بين المثقفين العرب.
وأشار سعيد الحناكي في جلسة “الهوية في النصوص المسرحية، بين المحلية والعالمية” إلى أن أي نص أدبي هو انعكاس لأحداث اجتماعية رئيسة يختبرها المؤلفون؛ وهي الظروف التي أثرت وتؤثر فيهم، لافتا إلى أن المواقف المجتمعية كثيراً ما تتحول إلى نتاجات أدبية بارزة تحدث أثراً عميقاً في الحراك الثقافي والأدبي العالمي.
من ناحيته، ناقش إبراهيم الهاشمي في جلسة “الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال” طبيعة العادات الموروثة في الثقافة الإماراتية وتنوعها، والبيئة التي نشأت فيها، مبرزاً من خلال الأمثلة ما تعكسه تلك الموروثات من قيم أخلاقية انتقلت عبر العصور.
خلال ندوة لغويّة نظمها “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في “أبو ظبي للكتاب”
خبراء متخصصون يثمنون دور حاكم الشارقة في استكمال مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”
ثمّن المتحدثون في ندوة حوارية نظمها “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، ضمن مشاركته في الدورة الـ 31 من “معرض أبوظبي للكتاب”، الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لحماية اللغة العربية، مؤكدين أن دعمه الكبير يتجسد في مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”، الذي صدر منه 17 مجلداً، ويعمل عليه 300 خبير لغوي يمثلون 11 مجمعاً لغوياً تحت مظلة اتحاد مجامع اللغة العربية، وبإشراف تنفيذي مباشر من “مجمع اللغة العربية بالشارقة”.
وجاءت الندوة، التي عقدت في منصة الشباب بالمعرض، تحت عنوان “دور المعجم التاريخي للغة العربية في توثيق تطوّر المصطلحات عبر العصور والألفاظ المهاجرة”، وشارك فيها كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، والدكتور محمد الأمين السملالي، الخبير اللغوي بدائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور غسان الشيخ، أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله والخبير بالمعجم التاريخي، وأدارها الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.
واستهل الدكتور امحمد صافي المستغانمي، مشاركته في الندوة مشيراً إلى أن حيثيات العمل في المعجم التاريخي للغة العربية تميزه عن غيره من المعاجم القديمة؛ لأنه يؤرخ لألفاظ اللغة العربية وللسياق الذي تطورت عبره معانيها في مختلف العصور، ليشمل 18 قرناً، تبدأ بتتبع تاريخ ألفاظ العربية منذ ما قبل الإسلام بأربعة قرون، ليكشف مدى ثراء لغة الضاد التي تختزن أكثر من 12 مليون مفردة بيم المستعمل والمهمل.
وبدوره تحدث الدكتور محمد الأمين السملالي، في محور “أثر توثيق ولادة المصطلحات”، في إثباتِ ما تمتاز به اللغة العربية من مرونة وحيوية، من خلال أخذ اللغات الأخرى لتلك المصطلحات واستخدامها في لغاتها، وتطرق إلى تعريف المصطلح بوصفه لغة العلم، وأداة نقل المعنى من السياق العام إلى السياق الخاص لكل علم، ضمن دائرة المختصين به، وأن ثبوت استخدام المصطلح وشيوعه في اللغة يتطلب رسوخه واستقراره في الوسط العلمي الذي ظهر فيه.
أما الدكتور غسان الشيخ فتطرق، في مشاركته، إلى ما يمتاز به المعجم من خصائص متفردة تعزز من أهميته العلمية والمعرفية، وأبرزها الامتداد الزمني الذي يغطيه المعجم ليشمل الألفاظ العربية في مرحلة ما قبل الإسلام بـ 400 سنة، إضافةً إلى دلالة الاتساع الجغرافي للمشاركين في إعداد المعجم، وذلك يكسبه الإجماع لدى كافة العلماء واللغويين، ولدى مختلف مجامع اللغة العربية. يشار إلى أن مجمع اللغة العربية بالشارقة يشارك في الدورة الـ 31 من “معرض أبوظبي للكتاب” الذي يستمر حتى 29 مايو الجاري، ويعرّف رواد المعرض على أنشطته وجهوده من خلال منصة خاصة، يقدم عبرها شرحاً حول مراحل إنجاز مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وحول برامج المجمع في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ويعرض فيديوهات تعرّف جمهور المعرض بالصلات التي تربط المجمع بالمجامع العربية ومعاهد تدريس اللغة في المنطقة، ويتيح للجمهور اقتناء العدد الجديد من مجلة “العربية لساني” الفصلية، التي تعنى بتسليط الضوء على العديد من القضايا التي تهم اللغة العربية والأدب العربي المعاصر.
لمشاهدة الندوة بالكامل الرجاء اضغط هنا
اقـرأ الـمـزيـدينظم جلسة حوارية حول المعجم التاريخي للغة العربية
“مجمع اللغة العربية بالشارقة” يشارك في “معرض أبو ظبي للكتاب” الـ 31 بمنصة تعرض برامجه وإصداراته
يشارك “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، في الدورة الـ 31 من “معرض أبوظبي للكتاب”، الذي تنطلق فعالياته في الفترة من 23 وحتى 29 مايو الجاري، ويعرف من خلال منصته، رقم D28، بأنشطته التعليمية والبحثية، وأبرزها مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وبرامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وخلال مشاركته في المعرض، ينظم المجمع ندوة حوارية تحت عنوان: “دور المعجم التاريخي للغة العربية في توثيق تطور المصطلحات عبر العصور والألفاظ المهاجرة”، في منصة الشباب في المعرض، وذلك يوم الثلاثاء 24 مايو الجاري، عند الساعة 3:00 عصراً، ويشارك فيها كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور محمد الأمين السملالي، الخبير اللغوي بدائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور غسان الشيخ، أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله، ويديرها الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.
وتشمل الندوة سبعة محاور تتناول رحلة مشروع المعجم التاريخي للغة العربية منذ تبلور الفكرة وحتى الشروع في تنفيذها، ودور المعجم في مساعدة الباحثين اللغويين في المستقبل على تتبع تاريخ تطور المصطلحات ودلالاتها منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر، وأثر توثيق “ولادة المصطلحات” في إثبات ما تمتاز به اللغة العربية من مرونة وحيوية، وغيرها. ويقدّم المجمع لضيوف جناحه في المعرض، إصدارات من العدد الجديد لمجلة “العربية لساني” الفصلية، التي تعنى بتسليط الضوء على العديد من القضايا التي تهم اللغة العربية والمشتغلين فيها، إلى جانب عرض سلسلة من الفيديوهات المرئية التي تعرّف بأعمال المجمع وتعاونه مع المجامع العربية ومعاهد تدريس اللغة في المنطقة.
اقـرأ الـمـزيـد