



أشاد وفد من الأكاديميّين الأوروبيّين المهتمّين باللّغة العربيّة بالجهود التي يقودها مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة في الحفاظ على لغة الضّاد، وتيسير السّبل لتعليم غير الناطقين بها، مؤكّدين أنّ “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة” الذي صدر من الشّارقة برعاية ودعم صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يمثّل إنجازًا غير مسبوق في جهود حماية العربيّة وتوفير مصدر شامل ومتكامل لتاريخ مفرداتها وعلومها ومعارفها.
جاء ذلك خلال زيارة الوفد لمقرّ “مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة”، استقبلهم خلالها الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربية بالشّارقة، وعدد من أعضاء الهيئتين العلميّة والإداريّة في المجمع، حيث بحث المجمع مع أعضاء الوفد الخطّة العلميّة لمحاور الدّورة المقبلة والثّالثة من “مؤتمر الدّراسات العربيّة في أوروبّا” الذي ينظّمه المجمع سنويًّا في “دارة الدّكتور سلطان القاسمي”.
وضمّ الوفد أكاديميّين من جامعات إيطاليّة وإسبانيّة وصربيّة، إذ أتاح المجمع لأعضاء الوفد فرصة المشاركة العلميّة في المؤتمر الدّوليّ في اللّغة العربيّة وآدابها الذي نظّمته الجامعة القاسميّة بالتعاون مع المجمع بعنوان: “تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها (المنهج والخصوصيّة)”، وذلك في إطار جهود المجمع لمدّ جسور التّواصل وتعزيز فرص التّعاون والعمل المشترك مع الجامعات الأوروبيّة التي تعنى بدراسة وتدريس اللّغة العربية في جامعاتها وكلّيّاتها.
إضافة رائدة لتاريخ وراهن العربيّة
واستعرض الدكتور امحمد صافي المستغانمي -خلال الزّيارة- رؤية صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجاه إنجاز المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة، وقدّم شرحًا حول المنهج المتّبع وحجم الجهود التي بذلت لإتمامه، مشيرًا إلى أنّ المجمع يفتح أبوابه أمام كلّ المعنيّين بدراسة وتعلّم العربيّة من مختلف المؤسّسات والهيئات الأكاديميّة في العالم.
وقال المستغانمي: “إنّ اهتمام الأكاديميّين في كبرى الجامعات العربيّة والأجنبيّة بالمعجم التّاريخي للّغة العربيّة يؤكّد حجم الإضافة التي قدّمها المعجم لتاريخ العربية وراهنها، وفي الوقت نفسه يحمل مجمع اللّغة العربية بالشارقة مسؤوليّات جديدة تجاه توسيع نطاق جهوده، وتوفير كافّة السّبل الممكنة لتيسير خيارات تعلّم العربيّة والبحث في علومها للنّاطقين بها وغير النّاطقين بها على حد سواء”.
فرصة لمناقشة آفاق تعليم العربيّة
ومن جانبه، عبّر أعضاء الوفد الزّائر عن سعادتهم بزيارة الشّارقة والمشاركة في فعاليّاتها العلميّة، وتوجّهوا بالشّكر إلى صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على جهوده في خدمة الثّقافة العربيّة، ومساندته للأعمال العلميّة الرّائدة والرّصينة التي تخدم لغة الضّاد، خاصّة جهوده سموّه في دعم المراكز اللّغويّة وأقسام اللّغة العربيّة في الجامعات الأوروبيّة.
وفي هذا السياق قال الأستاذ الدكتور جوليانو ميون، أستاذ كرسي اللّغة العربيّة بجامعة كالياري في إيطاليا: “أتاحت لي زيارة الشّارقة الفرصة للمشاركة في المؤتمر العلميّ الدّوليّ الذي يهتمّ بتعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها، وشاركت بورقة بحثيّة، وأسعدني اكتمال المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة، فقد اطّلعت على مجلّدات المعجم المطبوعة، وأنا الآن أجري دراسة حول (مفهوم الدّهر في اللّغة العربيّة وفي الأدب العربيّ)، وقد بحثت في طيّات المعجم عن لفظ الدّهر ومعانيه، ووجدت معاني ودلالات كثيرة ستفيدني كثيرًا في دراستي”.
من جانب آخر قالت الدكتورة لورا غاغو غوميث، المتخصّصة في الدّراسات العربيّة وآدابها، والمحاضرة بجامعة ساملانكا، في إسبانيا: “حضرت إلى الشّارقة بدعوة من مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة للمشاركة في المؤتمر العلميّ حول اللّغة العربيّة وتعليمها للنّاطقين بغيرها، وقد أعددت ورقة بحثيّة بعنوان: مناهج اللّغة العربيّة للناطقين باللّغة الإسبانيّة في القرن العشرين”.
وفي حديثها عن أهمّيّة المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة قالت غوميث: “المعجم التّاريخيّ إنجاز كبير، وأنا الآن أنصح طلابي في الدّراسات العليا بضرورة الرّجوع إلى المعجم التّاريخيّ ودراسة محتواه العلميّ، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك مناقشة رسالة دكتوراه أنجزت حول المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة”.
بدورها، عبّرت الدكتورة دراغانا جورجيفيتش، أستاذة اللّغة العربيّة في قسم الاستشراق بجامعة بلغراد في صربيا عن سعادتها بزيارة الشارقة، ومشاركتها في المؤتمر بقولها: “هذه المرّة الثّانية التي أزور فيها الشّارقة ومجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، وشاركت في الجلسة الحواريّة الافتتاحيّة وتناولت طرق تدريس اللّغة العربيّة في جامعة بلغراد، وقد سعدت كثيرًا بزيارة المجمع وخاصّة المكتبة، فالمكتبة مكاني المفضل في حياتي، وأشعر هنا كأنّي في بيتي، وأقدّر جدًّا ما تفعلونه من أجل اللّغة العربيّة، ومن أجلنا نحن الذين ندرّس بها لغير النّاطقين”. وأشاد الوفد بالجهود التي يبذلها المجمع للحفاظ على اللّغة العربيّة وتمكين غير النّاطقين بها ونشرها.
اقـرأ الـمـزيـدسلطان القاسمي يكرّم الفائزين بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية في دروتها السابعة
الشارقة – من الشفيع عمر
المكتب الإعلامي لصاحب السمو حاكم الشارقة
المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة
في 18 ديسمبر 2024/ أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن العمل المعرفي المتميز من العلماء والعارفين ومواصلة البحث العلمي في مختلف العلوم وتوثيقها ونشرها هو كسبٌ كبير للأمة وللأجيال المقبلة، وهو ما ظلت تعمل عليه الشارقة منذ عقود وكذلك حرصها على تكريم الباحثين الذين يعملون بجدٍ واجتهاد والاحتفاء بهم.
جاء ذلك، خلال تكريم سموّه، صباح اليوم الأربعاء، في مجمع اللغة العربية بالشارقة، الفائزين بالدورة السابعة من جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن الشارقة تعمل وفق برامجٍ مدروسة توفّر الوسائل والإمكانيات لكل من يجتهد ويعمل، وتُقدّم كل ذلك جهداً خالصاً لكل طالب عملٍ ومستفيد منه، في مختلف العلوم والدراسات التاريخية والجغرافية وفي اللغة العربية، مشيراً سموه إلى ضرورة التأكد من المعلومات والبحث الدقيق والتحليل والتفسير مما يسهم في تقديم العلم الصحيح بنيةٍ خالصة وعلميةٍ كاملة.
وهنّأ صاحب السمو حاكم الشارقة الفائزين بجوائز الدورة السابعة على مشاركتهم القيّمة وأفكارهم النيّرة التي أنتجت أبحاثاً علمية رصينة متميزة لإثراء المكتبة العربية في حقول اللغة العربية المتنوعة.
وفاز بالمركز الأول في محور اللغويات: “كتب التراث اللغوية المحققة في جميع فروع علوم اللغة العربية”، الدكتور أحمد خليف الأعرج عن تحقيق كتاب “الجنى الداني في حروف المعاني للحسن بن قاسم المرادي”، وفازت بالمركز الثاني الدكتورة هالة جمال القاضي عن تحقيق كتاب “كتاب الأفعال لابن القوطية”.
وفاز بالمركز الأول في محور المعجميّات: “المعاجم المتخصصة في العلوم الإنسانية والشرعية” الدكتور فيصل الحفيان عن كتابه “قاموس القرآن الكريم؛ معجم الأخلاق”، بينما فاز الدكتور محمد عبد الرزاق بالمركز الثاني عن كتابه “معجم التأويل”.
وقدم الدكتور فيصل الحفيان، في كلمة إنابةً عن زملائه الفائزين في هذه الدورة، الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على رعاية سموه وتحفيزه للعلماء، واهتمام إمارة الشارقة دوماً وارتباطها بالعلم والمعرفة وتكريم المتميزين في مختلف الحقول العلمية والأدبية والفنية وغيرها، وأعرب عن سعادتهم بالفوز والتكريم من صاحب السمو حاكم الشارقة، مشيراً إلى أن كل من يحصل على التكريم من الشارقة يشعر بالفخر والفرح وخصوصية التكريم، حيث إن قيَمة الجوائز التي تقدمها إمارة العلم والمعرفة تكمنُ في حياديتها وإعطاء الحق لأصحابه من المتفوقين والبارزين مما يشجعهم على مزيدٍ من العمل الدؤوب والتفوق.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة، في ختام حفل التكريم، بالتقاط الصور التذكارية مع الفائزين، ومجلس أمناء الجائزة واللجنة العلمية.
وأعلن الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، في ختام حفل التكريم عن محاور جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية في دورتها الثامنة المقبلة، وهي: محور اللغويات: الدراسات اللسانيّة النصّية، ومحور المعجميات: المعاجم المؤلفة في مصطلحات علوم اللغة العربية.
حاكم الشارقة يتسلم شهادة موسوعة غينيس للمعجم التاريخي للغة العربية كأكبر وأضخم مشروع لغوي تاريخي على مستوى العالم
الشارقة – من الشفيع عمر
المكتب الإعلامي لصاحب السمو حاكم الشارقة
المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة
في 18 ديسمبر 2024/ تسلّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، صباح اليوم الأربعاء، شهادة من موسوعة غينيس للأرقام القياسية بمناسبة حصول المعجم التاريخي للغة العربية على لقب أكبر وأضخم مشروع لغوي تاريخي على مستوى العالم بعدد 127 مجلداً.
وبارك صاحب السمو حاكم الشارقة الحصول على هذا اللقب الذي يثبت أهمية العمل الكبير والقيمة العلمية غير المسبوقة التي قدمها المعجم التاريخي للغة العربية، مشيراً سموه إلى أن هذا التكريم هو شكرٌ وعرفان لكل من عمل في المعجم من الباحثين والدارسين والمراجعين والمحررين والمدققين ودار النشر ومجمع اللغة العربية بالشارقة، وغيرهم، وكذلك العلماء في المعاجم اللغوية العربية في كل الوطن العربي.
وأضاف سموه أن الشارقة دوماً تفخرُ بما تقدمه من علومٍ موثقة ومشروعات علمية وثقافية لكل الأمة العربية والعالم، خاصةً أنه يتم فيها تعاونٌ كبير بين العلماء من مختلف البلدان وهو ما يزيدُ من قيمة هذه المؤلفات الضخمة التي تحفظ تاريخ وعلوم ولغة الأمة العربية، لافتاً سموه إلى أن المشروعات الموسوعية ستتواصل لتقدم مزيداً من العلمِ والمعرفة في الحقول المتنوعة.
حضر التكريم كل من: محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة، وخالد بن بطي الهاجري، مدير عام المدينة الجامعية بالشارقة، والدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والمستشارة ايما لويس، القاضية الدولية المعتمدة للأرقام القياسية في المملكة المتحدة، وكامل ياسين، المدير الإقليمي لموسوعة غينيس في الشرق الأوسط وتركيا، وعدد من المسؤولين والعلماء.
اقـرأ الـمـزيـدخلال جلسة في الدّورة 43 من معرض الشارقة الدوليّ للكتاب
“مجمع اللّغة العربيّة” يضيء على تجربة تعلّم الطلّاب البولنديّين اللّغة العربيّة في الشارقة
أو
خلال الدّورة الـ43 من الشارقة الدوليّ للكتاب
طلّاب بولنديّون يستعرضون تجربة تعلّمهم العربيّة في “مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة”
شهدت فعاليّات اليوم الافتتاحيّ من “معرض الشارقة الدوليّ للكتاب” في دورته الـ43، ندوة حواريّة بعنوان “اللّغة العربيّة في عيون الطلّاب البولنديّين”، للإضاءة على تجربة الطلّاب البولنديّين في تعلّم اللّغة العربيّة في مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، بمشاركة الدّكتورة بربارا ميخالاك بيكولسكا، رئيسة قسم اللّغة العربيّة ومديرة معهد الاستشراق في جامعة ياجيلونسكي بمدينة كراكوف، بولندا، وعدد من الطلّاب البولنديّين، وقدّمتها الأستاذة هبة هشام، الباحثة اللغويّة في مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة.
وشهدت الندوة حضور نخبة من الكوادر الإدارية في جامعة ياجيلونسكي، وأبرزهم البروفيسور ياروسواف جورنياك، رئيس جامعة ياجيلونسكي للعلاقات الدوليّة، والبروفيسور وادسيفا فيتاليش، عميد كلية الآداب في الجامعة، والدكتورة أغنيشكا بالكالاسيك، بروفيسورة قسم اللّغة العربيّة في الجامعة، إلى جانب ثلاثة من الطلاب البولنديّين الموفدين إلى الشارقة.
واستهلّت الدكتورة بربارا النّدوة باستعراض العلاقات الوثيقة بين جامعة ياجيلونسكي ومجمع اللّغة العربيّة بالشارقة، التي بدأت في عام 2018م، وأضاءت على تاريخ تأسيس قسم اللّغة العربيّة في جامعة ياجيلونسكي، الذي يعود إلى عام 1919م، ممّا يجعله واحدًا من أقدم مراكز اللّغة العربيّة في أوروبّا وأقدمها في بولندا.
وحول أسباب تعلّم اللّغة العربيّة، أكّد الطلّاب المشاركون في النّدوة أنّ اهتمامهم باللّغة العربيّة يعود إلى اهتمامهم بلغات الشرق الأوسط والدراسات الاستشراقيّة، وغنى اللّغة العربيّة وثرائها الثقافيّ والمعرفيّ، مشيرين إلى أنّ أبرز المعالم التي نالت إعجابهم في الشارقة تشمل مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة، ومجمع القرآن الكريم بالشارقة، والمخطوطات النّادرة التي يحتضنها من قرون مختلفة، إلى جانب المدينة الجامعيّة بالشارقة.
وتناول الطلّاب التّحدّيات الّتي واجهتهم خلال تعلّم اللّغة العربيّة، ومنها الاستماع، واختلاف الحروف الأبجديّة العربيّة عن حروف اللّغات الأوروبّيّة، ومخارج نطق حروف اللّغة العربيّة، وكثرة المفردات المترادفة عمومًا والتي تختلف بمعانيها الدّقيقة، واختلاف اللّهجات العربيّة العاميّة، التي تعلّموا منها اللّهجتين السوريّة والمصريّة، مؤكّدين أنّهم يفضّلون العربيّة الفصحى.
وعمّا يميّز اللّغة العربيّة عن غيرها، أشار الطلّاب إلى بلاغة اللّغة العربيّة كالتّعبير عن درجات الصّداقة الّتي تشمل: رفيق، وصديق، وصاحب، وجليس، ونديم، وقرين، وغيرها، إلى جانب القدرة على التّعبير عن النّفس بشكل أفضل بسبب دقّة معاني المفردات، مؤكّدين أنّ علاقة العرب مع لغتهم لا تقتصر على التّواصل والكتابة كنظرائهم الأوروبّيّين، وإنّما تصل إلى الشّغف والاحترام والتقدير.
وشدّد الطلّاب على أنّ اللّغة العربيّة شكّلت مفتاحًا لفهم الثّقافة العربيّة، وأنّ بعض المفردات العربيّة وجدت طريقها إلى اللّغة البولنديّة، مثل كلمة “أدميرال”، والتي تعني “أمير الـ”، مشيرين إلى تأثير اللّغة العربيّة على الثّقافات الأوروبّيّة، حيث لعبت عملية التّرجمة في “بيت الحكمة” التّاريخيّ ببغداد دورًا بارزًا في تطوّر الفلسفة والعلوم الأوروبّيّة.
وحول النّصائح التي يقدمونها لمن يرغب في تعلّم اللّغة العربيّة، أشار الطلّاب إلى أهمّيّة دراسة التّواصل مع المعلّم وعدم الاعتماد على التطبيقات، وضرورة الممارسة العمليّة وعدم الاكتفاء بالتعلّم النّظريّ، ومحاولة السفر إلى دول عربيّة لممارسة اللّغة العربيّة مع العرب، وتطوير مهارات الاستماع من خلال مشاهدة الأفلام والمسلسلات ونشرات الأخبار باللّغة العربيّة، وتعزيز التّجارب مع الجمعيّات الطلّابيّة في الجامعات، والمشاركة في الأنشطة والفعاليّات المتعلّقة باللّغة العربيّة. يشار إلى أنّ هذه الزيارة هي الثّالثة لطلّاب بولنديّين من جامعة ياجيلونسكي إلى مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، في إطار التّعاون بين الجانبين، والذي يجسّد إيمان المجمع برؤية الشّارقة ومشروعها الثّقافيّ والحضاريّ الّذي يهدف إلى ترسيخ قيم الإنسانيّة وإرساء أسس الحوار الحضاريّ بين الأمم، وتعزيز مكانة الثّقافة، حيث تسعى الشّارقة إلى حماية اللّغة العربيّة والتمكين لها باعتبارها إحدى أهمّ أدوات التواصل والتعبير الثقافيّ، وجسرًا للتّواصل بين الحضارات.
اقـرأ الـمـزيـد“المعجم التاريخيّ للّغة العربيّة” مشروع يجمع شتات التّراث ويعيد إحياء ذاكرة الأمّة
أكّد الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربيّة بالشارقة، أنّ “المعجم التاريخيّ للّغة العربيّة” هو مشروع العصر الحديث، وأكبر مشروع أنجزته الأمة العربية، واستعرض الدكتور معتز المحتسب، الخبير اللغوي والباحث في المعجم التاريخيّ للّغة العربيّة، منهج المعجم في تتبّع معاني الألفاظ تاريخيًّا واستدراكه على المعاجم السابقة ما فاتها من ألفاظ لم ترصدها.
جاء ذلك في ندوة علميّة بعنوان “المعجم التّاريخي”، أدارها الدكتور بهاء الدين دنديس، خبير دراسات وبحوث في مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة، ضمن فعاليات الدورة الـ43 من “معرض الشارقة الدوليّ للكتاب”.
وأشار المستغانمي إلى أنّ فكرة المعجم بدأت عام 1932م عندما أنشأ الملك فؤاد الأول في مصر مجمع اللّغة العربيّة في القاهرة، الذي استضاف العالم اللّغوي الألماني أوغست فيشر، المستعرب المحبّ للّغة العربيّة، الذي خرج بفكرة إنشاء المعجم التّاريخي للّغة العربيّة، وبدأ بجمع 150 ديوانًا من دواوين الشّعر العربيّ، بإرادة جبّارة، لكن جهوده تبعثرت وتوقّف المشروع بسبب الحرب العالميّة الثانية.
وقال الدكتور المستغانمي: “أنشأت “الجامعة العربيّة” اتّحاد المجامع اللّغويّة في القاهرة كمظلّة ثقافيّة لغويّة حاولت العمل على المعجم، وحاول كبار الشّخصيّات الثّقافيّة إكماله، لكنّ الله قضى وقدّر أن يقيّض هذا العمل لصاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رجل الثقافة في العصر الحديث، الذي استطاع أن يجمع شتات العرب وجمع شمل المجامع اللغوية على كلمة سواء”.
وشدد الأمين العامّ على أنّ المعجم التاريخيّ جمع اللّغة العربيّة وكتب ذاكرتها وسيرتها من خلال العودة إلى النّصوص والسياقات التاريخيّة لدراسة الكلمة، وفق منهج دقيق يؤرّخ للجذر ويرتّب كلّ الأسماء والأفعال المشتقة من هذا الجذر ويرصد الأوزان والمصادر في 14 طريقة لاستنباط الفعل.
من جانبه أشار الدكتور معتز المحتسب إلى أنّ اللّغة العربيّة يطرأ عليها تغيّر في المعنى واشتقاقات لم تكن مستعملة وهو ما يسمى بالتّطور اللّغويّ، الذي لم تتطرّق إليه المعاجم، لكنّ المعجم التاريخيّ يتتبّع ألفاظ اللّغة تاريخيًّا ومتى ظهر استعمال اللّفظ، ومتى طرأ عليه التغيّر في الاستعمال، وما ظهر فيه من معان لم تكن مستخدمة من قبل، ومتى ظهر أول استعمال جديد وهل استمرّ أم توقّف؟.
وأضاف المحتسب أنّ فهم النّصّ يتطلّب فهم الكلمة بالمعنى الذي استُعمل فيه هذا اللّفظ في العصر الذي كُتب فيه، وأنّ عدم وجود الشّاهد في عصر معيّن لا يعني القطع بأنّ هذه الكلمة لم تستعمل في هذا العصر، مشيرًا إلى أهمّيّة استقراء المداخل في المعاجم، وجمع مادة الجذر والبحث لها عن شواهد، حيث تظهر بعض المعاني التي لم ترصدها المعاجم السابقة، وهكذا استدرك المعجم التاريخيّ للّغة العربيّة على المعاجم السابقة ما فاتها من ألفاظ لم ترصدها.
اقـرأ الـمـزيـديشارك مجمع اللُّغة العربيَّة بالشّارقة في فعاليّات الدّورة الـ43 من معرض الشّارقة الدّوليّ للكتاب، من 6 إلى 17 نوفمبر الجاري، عبر جناح خاصّ يحتضن الأجزاء الـ127 من “المُعجَم التّاريخيّ للُّغة العربيَّة”، والّذي يتيح للزّوّار التّعرّف على المشروع العربيّ الرّائد الّذي قادَه مَجمَع اللُّغة العربيَّة لخدمة علوم اللُّغة العربيَّة وآدابها وتاريخها. كما يُنظِّم المَجمَع في المعرض سلسلة من الأنشطة الثَّقافيَّة الّتي تتضمَّن جلسات حواريَّة ونقاشات حول مشروع “المعجم التّاريخيّ للُّغة العربيَّة”، وتوظيفه في الأبحاث الأكاديميَّة وتطوير تقنيات الذَّكاء الاصطناعيّ. إلى جانب تنظيم لقاء تفاعليّ مع عدد من الأكاديميّين والطُّلّاب البولنديّين للحديث عن تجاربهم في الشّارقة، وجلسة نقديّة تسلّط الضّوء على مسيرة الأديب والنّاقد الهواري غزالي
اقـرأ الـمـزيـدترأس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، صباح اليوم الثلاثاء، اجتماع مجلس أمناء المجمع الذي عقد في مقره بالمدينة الجامعية.
وثمن سموه الانجازات المتتالية والجليلة التي أنجزها المجمع في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها وانتشارها والمحافظة على إرثها وتاريخها الثري، مشيداً سموه بالعلماء والباحثين والإداريين والمنسقين الذين يسهمون في تنفيذ مختلف البرامج والمبادرات التي ينفذها المجمع.
بحث المجلس خلال الاجتماع كافة الأمور المتعلقة بعمل المجمع خلال السنة وما تحقق من انجازات متنوعة تدعم الدور الكبير الذي يلعبه المجمع في خدمة اللغة العربية وفقاً للسياسات والأهداف التي اعتمدها مجلس الأمناء في الاجتماعات السابقة.
واستعرض المجلس الانجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية والتي كان أبرزها اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية بـ 127 مجلداً وشارك فيه 13 مجمعاً وأكثر من 700 من الخبراء والباحثين والمحررين والمراجعين والمدققين والطباعين والإداريين والفنيين.
وتضمنت انجازات المجمع المشاركة في العديد من المشاريع والمناسبات الخارجية ومنها تدشين مقر مجلس اللسان العربي في موريتانيا، وقاعة الدراسات العربية في جامعة الفارابي، ومهرجان اللغة العربية في جامعة القلب المقدس في ميلانو، بالإضافة إلى المشاركة في معارض الكتب.
ونظم المجمع عدداً من المجالس اللغوية شارك بها عدد من الشعراء والخبراء والمختصين، كما نظم دورات تدريبية وندوات وملتقيات تختص بالمجالات المتعلقة باللغة العربية.
وتخلل الاجتماع الاطلاع على أبرز إصدارات المجمع ومنها طباعة ستة أعداد من مجلة المجمع، وطباعة الإصدار الثالث للمجمع “الأمالي الكبرى” وهي طبعة مصححة اعتماداً على ثلاث نسخ خطية.
وشمل الاجتماع استعراض الفعاليات والمؤتمرات التي نظمها المجمع مثل مؤتمر الشارقة الثاني لدراسات اللغة العربية في أوروبا والذي شارك به 24 مستشرقاً ومستعرباً.
كما اطلع المجلس على مستجدات جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية والتي أنهت لجان التحكيم تقييم المشاركات فيها واختيار الفائزين الذين من المقرر تكريمهم في 18 ديسمبر القادم بالتزامن مع اليوم العالمي اللغة العربية.
كما تخلل الاجتماع مناقشة إعداد وتجهيز مشروع الموسوعة العربية الشاملة للعلوم والفنون والآداب لتكون موسوعة فريدة من نوعها ودقيقةً في أبواب العلوم بحيث تؤرخ للأعلام والمصطلحات ولتاريخ العرب والمسلمين بطريقة مميزة. حضر الاجتماع أعضاء المجلس كل من: الدكتور أحمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية سابقاً، والدكتور إبراهيم السّعافين رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الشارقة سابقاً، والدكتور عبدالله بن سيف التّوبي مدير مركز التعريب والترجمة والاهتمام باللغة العربية بسلطنة عمان، والدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشّارقة، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.
اقـرأ الـمـزيـدسلطان القاسمي يعلن عن انتهاء طباعة الـ 127 مجلداً للمعجم التاريخي للغة العربية وإطلاق الموسوعة العربية الشاملة
في 30 سبتمبر 2024/ أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء من طباعته يعتبر إنجازاً كبيراً تحتفل به الأمتين العربية والإسلامية، لأن اللغة هي فخرُ الأمة، وحاملة معارفها وتاريخها وحضارتها، مشيداً سموه بجهود كافة القائمين على هذا الإنجاز الضخم طوال 7 سنواتٍ ماضية تواصل فيها العمل ليل نهار ليُقدم الخير الكثير إلى الباحثين والدارسين والأجيال المقبلة.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم الإثنين بمناسبة الانتهاء من طباعة الـ 127 مجلداً للمعجم التاريخي للغة العربية، وذلك في مقر منشورات القاسمي.
وتفضّل سموه بتوقيع آخر نسخة من المعجم التاريخي للغة العربية، وهو المجلد رقم 127 ويشمل حرفي الواو والياء.
وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن انطلاق العمل في “الموسوعة العربية الشاملة” التي ستكون عبارة عن مجلداتٍ موسّعة تضم كل المصطلحات العربية في مختلف ضروب المعرفة لتكون وعاءً شاملاً للغة العربية ومتاحاً للجميع.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه أهمية وأهداف المعجم التاريخي للغة العربية، مباركاً سموه للأمة العربية هذا الإنجاز الكبير والذي هو واجبٌ على كل فرد ينتمي لهذه الأمة، مؤكداً أن العمل سيستمر، لأن المعجم اختص فيما يُقالُ له الجذور ولابد أن من الوصول إلى الثمر، وقال سموه // اللغة العربية حاويةٌ لكل العلوم والمعارف، وهذا المعجم التاريخي لها هو الوعاء الذي يحملها ولذلك نفاخرُ بهذه اللغة //.
وأعلن سموه عن توفير كافة مجلدات المعجم التاريخي للغة العربية في الدورة القادمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كما سيكون متاحاً على الشبكة العنكبوتية ليسهل الاطلاع عليه، لأنه لم يتم إنجازه لوضعه على أرفف المكتبات والكتب فقط ولكن لفائدة الناس، حيث يحتاج إليه الباحث والدارس والمعلم.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن الموسوعة العربية الشاملة سيبدأ العمل فيها فوراً، وهي شاملة وتضم كل المصطلحات العربية في العلوم والآداب والفنون والأعْلام، ولا يوجد مصطلح عربي خارجٌ عنها إلا الدخيل منه منعاً للتأليف والتشويه للغة.
وأكد سموه أن سير العمل في الموسوعة سيكون على نسق ما كان عند بداية فكرة وانطلاق العمل في المعجم التاريخي للغة العربية، حيث كانت البداية بمشاركة علماء اللغة وآدابها المتوزعون في مختلف البلدان، يعملون طوال اليوم، على أجهزة الحاسوب وعلى الأوراق، يصبّون فيها العلم صبّا، ليأتي المحققين والمراجعين لترتيبه، حيث يتم إرساله إلى مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومنه إلى منشورات القاسمي التي تعمل على إخراج المجلدات على أكمل وجه بطريقة ميسّرة وبمراعاة أفضل ما يمكن من فنون الصناعة والتجليد وبذلك لا تكّل النفس من القراءة ولا يتعب النظر عند مطالعته، وكل ذلك يُسهّل على القارئ ويشجعه، قائلاً سموه // في هذا الصباح المبارك، الآن الساعة التاسعة بتوقيت الشارقة، وعلى بركة الله، سنبدأ الخطوة الأولى للموسوعة العربية الشاملة، ونحن منفتحون ومتأملين خيراً كثيراً //.
ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن النوايا قد عُقدت لإكمال الموسوعة حتى لو وصلت إلى 500 مجلداً وستكون متاحة أيضاً على الشبكة العنكبوتية ليتمكن كل الناس من الوصول إليها بسهولة، مشيراً سموه إلى تكامل الاهتمام باللغة العربية تعلماً وتعليماً وحفظاً ونشراً عبر إنشاء المراكز الثقافية في البلدان الأوروبية والإفريقية، قائلاً سموه // هذه الموسوعة ستُغنِي الدنيا، نحن الآن نضع الأسس ولكن علينا واجبٌ آخر هو إصلاحُ المُتلقي وهو مهم جداً، ونحن نعمل على ذلك في الطفولة والمدارس والطرقات وكافة المجالات بما في ذلك اللوحات الإعلانية. أنا لا أترك شيئاً وما دمت أعرفُ أن هناك خطأ أصحّحه، نحن لدينا واجبٌ تجاه العالم العربي والإسلامي، وتجاه محبي اللغة العربية إذا كانوا شرقاً أو غرباً لذلك بدأنا ما يسمى بالمراكز الثقافية في أوروبا، كما نعملُ على إحياء المعاهد في أفريقيا //، وأشار سموه إلى أهمية العمل على العلم الصحيح الخالي من الملوثات عبر إنجاز الموسوعة العربية الشاملة لتكون هي أبرز ما تضمه المراكز الثقافية في كل مكان.
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته مثنياً على كل من عمل على إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وهم كُثرٌ من مختلف التخصصات حتى يكتمل العمل الدؤوب في مجلّداتٍ ينتفع منها الجميع مشيداً بجهودهم المخلصة والتفاني الذي عملوا به، وقال سموه // نتمنى من كان معنا في هذا العمل أن يبقى ويستمر. والله إن طريقنا جميل وليس به من المخاطر وإنما كله محبةً أولاً في الله ثم في هذا الدين وفي هذه اللغة //.
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور مادة مرئية تناولت مراحل إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية منذ انطلاق فكرته وحتى اكتمال مجلداته والجهود التي بذلها سموه سعياً لتحقيق هذا الإنجاز.
وعقب نهاية كلمته، تجول صاحب السمو حاكم الشارقة في منشورات القاسمي، حيث اطلع على ما يضمه قسم المعارض التوثيقية والذي يتضمن أصول مؤلفات سموه الأصلية بخط اليد، ومنها مخطوط لكتاب “العلاقة العمانية الفرنسية” والذي صدر العام 1990. حضر إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومهند بو سعيدة مدير منشورات القاسمي وعدد من العاملين في المنشورات والمجمع.
بالتعاون مع أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية
مجمع اللغة العربية بالشارقة يختتم دورة تدريبية مكثفة لمنتسبي المؤسسات الحكومية
في إطار جهوده لتعزيز اللغة العربية، ودعم الكوادر الوطنية، اختتم مجمع اللغة العربية بالشارقة، اليوم (الأربعاء)، بالتعاون مع أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، فعاليات دورة تدريبية مكثفة لمنتسبي أربع مؤسسات الحكومية في الإمارة، بحضور الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، وسعادة العميد الدكتور محمد خميس العثمني، مديرعام أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية.
واستمرت الدورة التدريبية لمدة ستة أيام على فترتين؛ من 16-18 ومن 23-25 سبتمبر الجاري، وحضرها 24 متدرباً من القيادة العامة لشرطة الشارقة، وأكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، والقيادة العامة للحرس الأميري، وهيئة الشارقة للدفاع المدني.
وتضمنت الدورة تنمية مجموعة من المهارات اللغوية، بدءاً من علوم النحو والصرف والإملاء والترقيم، وصولاً إلى مهارات المراسلات الإدارية، وذلك بهدف تطوير قدرات المشاركين في اللغة العربية، وتعزيز مهاراتهم على التواصل الفعال، وتطوير مهاراتهم الإدارية، بما يسهم في رفع كفاءة العمل الحكومي في الإمارة.
أداة التواصل الفعال وإقناع الآخرين
وفي كلمته خلال ختام الدورة، أكد الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أن هذه الدورة تأتي في إطار حرص المجمع على الارتقاء باللغة العربية في العمل الحكومي، وتلبية احتياجات الكوادر الوطنية في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن اللغة العربية تُكتسب بالتعلم المستمر، وأن الدورة هي مفتاح للحضور والمشاركين ومحفز لهم من أجل متابعة المسيرة وجعل اللغة العربية مركز اهتمامهم.
وأضاف المستغانمي: “ندعو الشباب والشابات من مختلف القطاعات العلمية والمعرفية والمهنية إلى اغتنام مثل هذه اللقاءات العلمية، التي تمثل فرصة لتطوير مهاراتهم اللغوية، والمحافظة على سلامة النصوص من الأخطاء؛ فهذه المهارات ليست وقفاً على دارسي اللغة العربية وآدابها، بل هي ركيزة لغرس جماليات لغتنا في نفوس أبنائها، والارتقاء بمهاراتهم في الكتابة والتعبير والإلقاء، بما يعزز من ثقتهم بقدراتهم، ويحقق نقلة نوعية في مستوى إتقان اللغة العربية لدى المشاركين، ليكونوا سفراء للغة العربية في مؤسساتهم”.
مفتاح التميز في العمل الحكومي
بدوره، تقدم سعادة العميد الدكتور محمد خميس العثمني، في كلمته، بخالص الشكر والتقدير إلى القائمين على مجمع اللغة العربية بالشارقة على جهودهم المبذولة في إطلاق هذه الدورة، مؤكداً أن تطوير مهارات اللغة العربية لدى الكوادر العاملة في القطاعات الحيوية كأكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية والمؤسسات الأخرى المشاركة يمثل إضافة نوعية للتعاون بين الجهات الحكومية في الشارقة، مشيراً إلى أن طبيعة العمل الشرطي، التي تتطلب إعداد الأبحاث والدراسات وتقديم التقارير المتخصصة، تستدعي إتقاناً للغة العربية، مما يؤكد أهمية هذه الدورة في تطوير قدرات منتسبي المؤسسات المشاركة.
وأضاف: “نؤمن في أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية بأن إتقان اللغة العربية هو مفتاح الإبداع والتميز؛ فمن خلال اللغة السليمة، يستطيع الموظف أن يعبر عن أفكاره بوضوح وفاعلية، وأن يقدم إسهامات علمية متميزة. وإن هذه الدورة تمثل فرصة ذهبية لكوادرنا لتطوير مهاراتهم اللغوية في مجالات الصياغة والكتابة والتواصل، مما يساهم في الارتقاء بمستوى الإنتاج العلمي للأكاديمية وتقاريرها، ونحن على ثقة بأنها ستسهم أيضاً في تعزيز مكانة الأكاديمية كمركز رائد للإنتاج العلمي والمعرفي في مجال العلوم الشرطية”.
ترسيخ علوم العربية فهماً وتطبيقاً
وتضمنت الدورة التدريبية عدداً من الجلسات التي قدمها الدكتور الأخضر الأخضري والدكتور بهاء الدين عادل دنديس، الباحثان المتخصصان باللغة العربية وآدابها في مجمع اللغة العربية بالشارقة، وتناولت أساسيات قواعد اللغة العربية النحوية والصرفية والإملائية. وشدد المحاضران على أهمية تلك القواعد في صياغة جميع أنواع المراسلات والنصوص الرسمية وغير الرسمية. وتخلل جلسات الدورة التدريبية عدد من الأنشطة التفاعلية التي حفزت المشاركين على تطبيق القواعد بشكل عملي، من خلال حلّ المسائل اللغوية وتصحيح الأخطاء الإملائية، وإعراب الجمل، حيث مثلت الدورة بيئة تعليمية محفزة شجعت على تبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين. وفي نهاية الدورة تم تكريم الحضور وتوزيع شهادات مشاركة، حيث أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لجهود مجمع اللغة العربية بالشارقة في تطوير لغتهم العربية وتحسين مستوياتهم في علومها.
اقـرأ الـمـزيـدأكد نخبة من الأكاديميين الأوروبيين أن الاهتمام باللغة العربية يزداد نتيجة العولمة والتبادل الثقافي، وأن تدريس الأدب العربي للطلاب غير الناطقين بالعربية يسهم في إثراء التراث الثقافي الأوروبي، مشيرين إلى أهمية توفير الخبراء المتخصصين وتحديث الموارد التعليمية، ودمج الطلاب الأجانب مع المجتمع العربي لتعزيز تعلمهم للغة وفهمهم للثقافة.
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الختامي من مؤتمر الشارقة الدولي الثاني للدراسات العربية في أوروبا، الذي نظمه مجمع اللغة العربية بالشارقة في دارة الدكتور سلطان القاسمي، يومي 21-22 سبتمبر الجاري، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين في عدد من الجامعات ومراكز البحث الأوروبية، قدّموا 23 دراسة وبحثاً أكاديمياً حول سبعة محاور للمؤتمر، وهي “تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها: تجارب وآفاق”، و”الحكايات العربية في الغرب: ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة، جحا، وغيرها”، و”الترجمة والتواصل الحضاري”، و”ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية: الواقع والآفاق”، صورة العربي في أدب الرحلات وكتب الجغرافيين الأوروبيين” و”اللغة العربية والتكنولوجيا المعاصرة”، و”المخطوطات العربية في أوروبا”.
وعكست قائمة المتحدثين وأصحاب الدراسات والأبحاث المشارِكة في المؤتمر جهود الشارقة في توحيد الجهود العالمية لخدمة اللغة العربية ومناقشة تحديات انتشارها وتعليمها في العالم؛ حيث ضمَّت قائمة الدول المشاركة كلاً من روسيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وتركيا. كما كانت كازاخستان ورومانيا وصربيا والدنمارك من بين المشاركين، بالإضافة إلى إسبانيا وبولندا والنرويج، ومن الدول المشاركة أيضاً كرواتيا واليونان.
تجارب وآفاق تدريس العربية للناطقين بغيرها
وتناولت الجلسة الأولى من جلسات اليوم الثاني محور “تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها: تجارب وآفاق”، شارك فيها كل من الأساتذة الجامعيين الدكتورة إليزابيث فوتيه، الأستاذة الجامعية في جامعة ليون الثالثة بفرنسا، والدكتور سيباستيان مايزال، أستاذ اللغة العربية والترجمة، مدير معهد الدراسات الشرقية بجامعة لايبسيك، والدكتور مولودي أرسلاني، نائب المفتي ورئيس المشيخة في جمهورية كرواتيا، والدكتورة لاورا غاغو، أستاذة الدراسات العربية في جامعة سلامنكا بإسبانيا، والدكتور اختيار بالتوري، مدير قسم العلوم والإبداع بالجامعة المصرية للثقافة الإسلامية في كازاخستان، وأدارها الدكتور وائل فاروق، مدير المعهد الثقافي العربي أستاذ اللغة والأدب العربي في جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلانو.
وتحت عنوان “رهانات تدريس الأدب العربي للطلاب غير الناطقين بالعربية في التعليم الجامعي”، ركزت الدكتورة إليزابيث فوتيه على الرهانات والصعوبات التي يواجهها المدرس حين يلقي دروساً عن الأدب للطلاب المبتدئين، مبينة أن الأدب العربي ساهم في إثراء التراث الثقافي لأوروبا. أما الدكتور سيباستيان مايزال، فأكد من خلال ورقة بحثية بعنوان “جهود فريق لايبسيك في الاختبارات الإلكترونية بناء على منهج محوسب لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها واختبار الكفاءة فيها”، أن هذا النوع من الاختبارات يسهّل تعليم المهارات اللغوية.
اللغة واقع اجتماعي
بدوره، أوضح الدكتور مولودي أرسلاني، في مداخلة بعنوان “وضع اللغة العربية في كرواتيا وتحدياتها” أن الاهتمام باللغة العربية في كرواتيا يكتسي أهمية دينية وثقافية واقتصادية وسياسية، كما أوضح أن أهم مشكلة تواجه تعليم العربية في كرواتيا هي نقص الخبراء المتخصصين بتدريسها. من ناحيتها، أضاءت الدكتورة لاورا غاغو، من خلال حديثها حول بحثها “الدراسات العربية في جامعات إسبانيا: من الاقتصار إلى الاجتهاد في موقف التعاون” على تاريخ حضور العربية في جامعات إسبانيا، والتي ترجع إلى عام 1311 للميلاد، مشددة على أن أفضل الحلول لمعالجة تحديات تعليم اللغة العربية هو أن يعيشها الطلاب في واقعهم.
وفي مشاركته التي أخذت عنوان “قضايا معاصرة في تدريس اللغة العربية في الجامعات الكازاخستانية”، كشف الأستاذ الدكتور اختيار بالتوري عن أن اللغة العربية لها مكانة خاصة في جمهورية كازاخستان، نظراً لكونها لغة أجدادهم الذين دوّنوا بها تراثهم العلمي والمعرفي، مشيراً إلى أن أهم ما يواجه تعليم العربية هو قلة الموارد التعليمية والحاجة إلى تدريب المدرسين.
الحكايات العربية في الغرب
وتناول المحور الثاني من جلسات اليوم الثاني “الحكايات العربية في الغرب: ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة، جحا وغيرها”، وشارك فيها كل من الأساتذة الدكتور جورج غريغوري، الأستاذ الجامعي في قسم اللغة العربية بجامعة بوخارست، والدكتورة سمال توليوبايغا، بروفيسورة بقسم الدراسات الشرقية بجامعة أوراسيا الوطنية بكازاخستان، والدكتور وائل فاروق، والدكتور لويس بلين، والدكتورة فرانشيسكا كوراو، أستاذة اللغة العربية وآدابها بجامعة لويس بروما، بإدارة الدكتور الأخضر الأخضري.
وتحدث الدكتور جورج غريغوري حول ورقته البحثية التي قدمها للمؤتمر، والتي جاءت تحت عنوان “كليلة ودمنة ودوره في نشأة وصقل آداب العالم، مبيّناً أنه “عمل جبّار، تخطّى أطر الزمان وحدود المكان، واستمتع بقراءته الأطفال، واستنبط منه الكبار دلالات لا تحصى”. أما الدكتورة سمال توليوبايفا، فتحدثت عن بحثها “مسيرة ألف ليلة وليلة في كازاخستان، مبينة أنه واحد من روائع الأدب العربي والشرقي، وجزء لا يتجزأ من الأدب العالمي والقازاني على وجه الخصوص.
أما الدكتور وائل فاروق، فتناول في بحث موسع “آلية البناء السردي في حكاية “شكاية الحيوان في جور الإنسان أمام ملك الجن” موضحاً أن هذا السرد الذي أبدعه إخوان الصفا نص فريد يمتاز بالتنوع المعرفي الزاخر، والغموض الذي أكسب الثقافة العربية القدرة على بناء عالمها الخاص. بدوره، اختار الدكتور ليوس بلين كتاب “حكايات من الجزيرة العربية، للفرنسي ألكسندر دوما، مشيراً إلى أنه يقدم مصدراً لمعلومات تاريخية ودينية حول منطقة الجزيرة العربية.
الترجمة والتواصل الحضاري
وضمن محور “الترجمة والتواصل الحضاري”، نظم المؤتمر جلسة جمعت كلاً من الأساتذة: الدكتورة لاورا سيتارو، أستاذة مشاركة في القسم العربي بجامعة بوخارست برومانيا، والدكتورة ماريانا ماسا، المترجمة والباحثة بالجامعة الكاثوليكية في ميلانو بإيطاليا، والدكتور محمد حقي صوتشن، أستاذ في قسم تدريس اللغة العربية بجامعة غازي بأنقرة في تركيا، والدكتور سوتريس روسوس، أستاذ العلاقات الدولية والدين في الشرق الأوسط بجامعة البيلوبونيز ف اليونان
وأكدت الدكتورة لاورا سيتارو في بحثها الذي حمل عنوان: “الترجمة ودورها في هدم الصور النمطية والتعاطف بين الثقافات”، أن الثقافات غير الحافلة بالترجمة هي فقيرة إلى المعرفة والعلم والتواصل مع الآخر، وأن ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الرومانية مكّنت الرومانيين من التعرف على تفاصيل دقيقة في العالم العربي. بدورها، أضاءت الدكتورة ماريانا ماسا على بحثها “نماذج لآثار حركة الترجمة من الفرنسية على اللغة العربية المعاصرة في القرن التاسع عشر”، حيث أوضحت أهمية علم اللغة التاريخي في كونه يوثق تأثير احتكاك اللغات بعضها ببعض. أما الدكتور محمد حقي صوتشن فأشار في مداخلته حول دراسته “المتنبي: شاعريته في الشعر التركي” أن البحث يناقش تطور اهتمامه بالمتنبي، مستعرضاً الارتباط بين حياته وشعره.
من ناحيته، أكد الدكتور سوتريس روسوس أن ورقته البحثية “محطات في التاريخ المشترك بين العرب واليونانيين” تتناول ثلاث لحظات محورية تقاطعت فيها المسارات التاريخية للعرب واليونانيين، مما أدى إلى تحولات كبيرة ليس فقط لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بل وللعالم أجمع. أما الدكتورة فرانشيسكا كوراو، فتحدثت حول مشاركتها في المنتدى بورقة بحثية بعنوان “جحا/ جيوفا بطل المغامرات”، والتي استعرضت فيها الأثر الثقافي والترفيهي لشخصية “جحا” التي حفرت في ذاكرة أبناء صقلية، مشيرة إلى كتاب إيطاليين استلهموا منها قصص الصقلي “جيوفا”، للإشارة إلى شخص معروف بالحماقة والحيلة.