



بتوجيه مباشر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، والرّئيس الأعلى للمجمع، قام الأمين العام للمجمع بزيارة تعارف واستطلاع إلى مجمع اللغة العربيّة بالخرطوم، حيث اطّلع على كثير من المشاريع اللغويّة العلميّة التي يقوم مجمع الخرطوم بتنفيذها، ووقع اتفاقيّة تعاون مع المجمع لتنفيذ مشاريع مستقبليّة.
ومن جهة أخرى، وفي إطار توسيع الخدمات الجليلة التي يقوم بها مركز يوسف الخليفة التابع لجامعة إفريقيا العالمية في خدمة اللغة العربيّة حيث إنّه منذ فترة طويلة يتولّى كتابة وترجمة أجزاء من القرآن الكريم والكتب الأساسيّة التي تحمل الفكر الإسلامي السليم، والتراث الفقهي والتاريخ الإسلامي والأخلاق إلى اللغات الأفريقيّة باستعمال الحرف العربي في كتابة هذه الترجمات تسهيلا على أبناء هذه اللغات والأجناس الأفريقية لقراءة النص القرآني باللغة العربية، وقد أفلح هذا المركز الذي يشرف عليه الأستاذ الدكتور يوسف الخليفة إشرافا مباشرا في ترجمة عدد من أجزاء القرآن الكريم إلى عدد من اللغات الأفريقيّة، وفي هذا الإطار تمّ توقيع مذكّرة تفاهم بين مجمع اللغة العربية بالشارقة وبين مركز يوسف الخليفة لترجمة الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم إلى أربع لغات أفريقية وهي لغة الهوسا، ولغة الفلاني، واللغة السواحيلية، واللغة الصومالية.
وذلك بمكرمة مباشرة من صاحب السمو حاكم الشارقة مساندة منه لهذا المشروع التربوي الهادف، وإيمانا منه بأنّ كتابة اللغات الأفريقيّة بالحرف العربي سيزيد من التعريف باللغة العربيّة، ويقوي تمسك أهلها من الأفارقة بالقرآن الكريم.
اقـرأ الـمـزيـدسلطان القاسمي :
حديقة العالم الإسلامي وحديقة العالم العربي وإدخال الثقافة والعلم في حياتنا اليومية والترفيهية بطريقة ذكية جديدة وممتعة .
ويجب علينا استصلاح المجامع ( اصلاح المبنى – اصلاح الموظفين وباقي النواحي ) والتي هي أداة النجاح في مشروع دعم اللغة العربية .
وعلينا فهم اللغة العربية لكي نستلذ بها وتجعلنا على يقين تام أن القرآن الكريم ليس من كلام البشر .
اقـرأ الـمـزيـددعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، اتحاد المجامع اللغوية العربية ضمن مؤتمر المجامع اللغوية والعلمية الذي انطلقت دورته الـ 47 صباح اليوم الأربعاء في العاصمة الجزائر، إلى التعجيل بإنجاز المعجم اللغوي العربي التاريخي، وأعلن عن دعمه للفكرة ماديا ومعنويا من أجل إعداده في أقرب الآجال، معلنا أن هذا الإنجاز هو حلم يراوده منذ أمد طويل.
وجاء في كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة الأستاذ محمد صافي المستغانمي قوله “إنَّ اللّغةَ العربيّةَ أرقى اللّغات وأسماها وأجلُّها وأعلاها وزادها طيبةً وعُذوبةً، أنَّ القرآنَ بها يُتلى، وأنَّ الأذانَ بها يُرْفَعُ، وأنَّ الصّلواتِ بها تُفتَتَحُ وتُختَتَم. منذ فجر الإسلام، دُوّنت بها العلوم، واستخدمتها شعوبٌ، واتّخذتها لغة العلوم والثّقافة والفنون والآداب. أطولُ اللّغات عُمرا، وأزخرُها مكنونًا، وأوسعُها تُراثًا، وأروعُها بيانا؛ فحقيقٌ بنا جميعًا أن نُعنى بها، وأن نجتمع من أجلها، وأن ننظرَ في قضاياها، وأن نسهّلَ على النّشء الجديد التّحدّثَ بها بفصاحةٍ وإبانةٍ وتبيين، ونُيسّرَ لهُواتها وعاشقيها سُبُلَ الكتابة بها بجودةٍ وإبداع.
ليس المقامُ مقامَ إشادةٍ بالعربيّة ومآثرها، والفخْرِ بعُلُوّ كعبها، وسُموِّ شأنها، وإنّما المقامُ يتطلّبُ مِنّا ومِن كلّ غيورٍ عليها أن ننظُرَ في قضاياها المعاصرة، وأن نتدارسَ فيما بيننا شؤونها وأحوالها، وإنَّ الآمالَ لمعقودةٌ عليكم، وأنتُم أهلُ العربيّة وحُماتُها وحُرّاسُها، أن تتدارسوا شؤونها، وأن تضعوا أمام الأجيال برامجَ ومشاريعَ عمليّةً تُيسّرُ سُبُلَ استعمالها وتوظيفها والتّحدّث بها.
وأنا أشدُّ على أيديكم جميعًا أن تستفيدوا مِن كلّ ما هو جديدٌ في المجال التّكنولوجي والرّقمي لخِدمة هذه اللّغة الغرّاء. علينا أن ننفتحَ على الآخرين ونستفيد من الأساليب العلميّة التي خدموا بها لغاتهم، علمًا أنَّ العربيّةَ أوسعُ وأشملُ وأجملُ وأدقّ في ألفاظها وتعابيرها، وأساليبها، وأصواتها، وإيقاعها.
وأبَشّرُكم، أيّها الجمع الكريم، بأنّنا في الشّارقة أنشأنا مجمع اللّغة العربيّة الذي كنّا نتطّلعُ إلى تأسيسه منذ رِدحٍ من الزّمن، وأصدرنا مرسومه في الأيّام القليلة الفائتة، وهو على غرار مجامعكم العامرة، يُعنى باللغة العربيّة ويحملُ همَّها. ولستُ أريدُ بهذه التأسيس لهذا المجمع إضافةَ مبنى جديد للغة العربية، فما أكثرَ المباني والصّروح التي تُشيّدُ في عالمينا العربي والإسلامي، ولكنّي أركّزُ على أن نكونَ فاعلين ومُنتجين، والغرضُ الأساسُ من مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة أن يمُدّ يد العون لما هو موجود، وأنْ يجبُرَ الكسرَ، ويرأبَ الصّدعَ، ويجمعَ الشّملَ، ويأْسُوَ الكلْمَ، ونحنُ نسعى من خلاله إلى تنسيق جهودنا وجهودكم جميعًا. فما أكثرَ الجهودَ! ولكنّها مُوزّعةٌ ومُبَعثرة، وتضيعُ في زحام الانشغالات وتفرّق الاهتمامات.
وأنتُم يا حماةَ اللّسان تعرفون أنَّ النّجاحَ هو جُهدٌ مُنَظّمٌ، وإنّنا من هذا المقام نستصرِخُ أهلَ النّخوة والغيرة على هذا اللّسان العربيّ المبين، ونُريدُ أن نمُدَّ يد العون والمساندة إلى كلّ من يخدُمُ اللغةَ العربيّةَ، ويسعى إلى نشرها، وتيسير سُبُلِ استعمالها والكتابة بها. نريدُ لمجامعنا جميعًا أن تكون فعّالةً مُنتجة، وبيدكم ذلك وأنتُم أحرياءُ بهذا الدّور العظيم. نريدُ للمعاجم الحديثة أن ترى النّور، ونريدُ للقواميس المتخصّصة في شتّى العلوم أن تبزُغَ شموسُها على أجيال العصر، ونريدُ للموسوعات العلميّة النّافعة المنضبطة بالمنهجيات العلميّة الدّقيقة أن تسطعَ نجومُها على العالمين.
أخيرًا وليس آخرًا، لا يزالُ حُلمُ المعجم التّاريخي للغة العربيّة يُراوِدُني، ولا يزالُ يقُضّ مضجعي ويُبعِدُ الكرى عن أجفاني، وإنّي لأعلمُ أنّه مشروعٌ عظيمٌ جلَلٌ يتطلّبُ جهودًا كبيرةً، ووقتًا ضافيًا، وهمّةً عاليةً، وقد تحدّثَ عنه علماؤُنا السّابقون منذ النصف الأوّل من القرن الماضي، وأبلوا في محاولات تنظيمه وإنشائه بلاءً حسنًا، ولكن تعثّرَ المشروعُ لأسباب كثيرة ومتنوّعة، منها صعوبةُ العمل، وضخامة المُدوّنة العربيّة التي هي أساسُ المعجم التاريخي، وهي تمتدُّ على مساحة زمنيّة لا تقِلُّ عن ستّة عشر قرنًا من اللغة الفصيحة المستعملة في شتّى الفنون والعلوم. وليس خافيًا على أحدٍ اليوم مدى التّطوّر العلمي في مجال الحواسيب التي أصبحت تُذلّلُ الصّعاب في مجال الجمع والتّدوين، والبحث والفرز، والتّحقيق، وحسن الإخراج.
أيّها الجمعُ الكريم، إنَّ الأعمالَ الجليلة يُقيّضُ الله جلَّ ثناؤُهُ لها ذوي الهِمم العالية، والنّفوس العظيمة، ونسأل الله تعالى أن يستخدِمنا في هذا المشروع العظيم، وإنّه لشرفٌ لكم ولنا جميعًا أن نعملَ بجِدّ وإخلاص وأن ننتقلَ من التّنظير إلى التّطبيق، وأن نُكوّنَ فرقَ العمل المتخصّصة على امتداد دولنا العربية والإسلامية، ومَن خطا يخطو، والمشاريعُ الكُبرى تبدأُ بخطوات، وعلينا أن نشرعَ في العمل والله الموفّقُ والمعين، وإذا صحَّ العزمُ وَضُحَ السّبيل، ومَن يدري، لعلّ الله جلّ ثناؤه يجعلُ في أوقاتنا وجهودنا من البركة والتوفيق ما يُخفِّفُ عنّا به لأواءَ الطّريق، وإذا كان الإنجليزُ أنشأوا قاموسهم التاريخي في سبعين عاما، وإذا كان الفرنسيون أنجزوا قاموسهم في ثلاثين عاما أو يزيد، فقد يُبارِكُ الله في جهودكم وجهودنا في أعوام معدودات، وما ذلك على الله بعزيز، وحسبُنا أن نبدأَ الأعمال الجليلة، وأن نَغرِسَ الفسيلةَ كما قال رسولُنا الكريمُ صلّى الله عليه وسلّم، عسى أن نُسهِمَ في خدمة لغة القرآن الكريم، ونكون سببا في حفظها لأجيالنا القادمة.
دُمتُم أوفياءَ مخلصين للغة العربية، وبارك الله في جهودكم وأعمالكم، وسدّد خطاكم في مؤتمركم هذا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
اقـرأ الـمـزيـدكلمة صاحب السّمو الشّيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
الموجّهة إلى اتّحاد المجامع اللغويّة والعلمية في اجتماع الجزائر ٤ يناير ٢٠١٧
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أصحابَ المعالي، الإخوةُ السّادةُ العلماء، حُرّاسَ لغةِ الضّاد، الحضورُ الكريم.
السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله الذي لم يُستَفْتَحْ بأفضلَ من اسمه كلام، ولمْ يُستَنْجَحْ بأَحسنَ من صُنعِه مرام، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمد خيرِ الأنام، هو خيرُ مَن افتُتِحَتْ بِذِكره الدّعواتُ، وبُورِكَت بالصّلاة عليه الحاجات، المبعوث رحمةً للعالمين، وسراجًا مُنيرًا للمؤمنين، وهو خيرُ من نطقَ بلغة الضّاد، وأُوتِيَ جوامِعَ الكلِم.
وبعدُ، فإنَّ اللّغةَ العربيّةَ أرقى اللّغات وأسماها، وأجلّها وأعلاها، وزادها طيبةً وعُذوبةً أنَّ القرآنَ بها يُتلى، وأنَّ الأذانَ بها يُرْفَعُ، وأنَّ الصّلواتِ بها تُفتَتَحُ وتُختَتَم. منذ فجر الإسلام، دُوّنت بها العلوم، واستخدمتها شعوبٌ، واتّخذتها لغة العلوم والثّقافة والفنون والآداب. أطولُ اللّغات عُمرا، وأزخرُها مكنونًا، وأوسعُها تُراثًا، وأروعُها بيانا؛ فحقيقٌ بنا جميعًا أن نُعنى بها، وأن نجتمع من أجلها، وأن ننظرَ في قضاياها، وأن نسهّلَ على النّشء الجديد التّحدّثَ بها بفصاحةٍ وإبانةٍ وتبيين، ونُيسّرَ لهُواتها وعاشقيها سُبُلَ الكتابة بها بجودةٍ وإبداع.
ليس المقامُ مقامَ إشادةٍ بالعربيّة ومآثرها، والفخْرِ بعُلُوّ كعبها، وسُموِّ شأنها، وإنّما المقامُ يتطلّبُ مِنّا ومِن كلّ غيورٍ عليها أن ننظُرَ في قضاياها المعاصرة، وأن نتدارسَ فيما بيننا شؤونها وأحوالها، وإنَّ الآمالَ لمعقودةٌ عليكم، وأنتُم أهلُ العربيّة وحُماتُها وحُرّاسُها، أن تتدارسوا شؤونها، وأن تضعوا أمام الأجيال برامجَ ومشاريعَ عمليّةً تُيسّرُ سُبُلَ استعمالها وتوظيفها والتّحدّث بها.
وأنا أشدُّ على أيديكم جميعًا أن تستفيدوا مِن كلّ ما هو جديدٌ في المجال التّكنولوجي والرّقمي لخِدمة هذه اللّغة الغرّاء. علينا أن ننفتحَ على الآخرين ونستفيد من الأساليب العلميّة التي خدموا بها لغاتهم، علمًا أنَّ العربيّةَ أوسعُ وأشملُ وأجملُ وأدقّ في ألفاظها وتعابيرها، وأساليبها، وأصواتها، وإيقاعها.
وأبَشّرُكم، أيّها الجمع الكريم، بأنّنا في الشّارقة أنشأنا مجمع اللّغة العربيّة الذي كنّا نتطّلعُ إلى تأسيسه منذ رِدحٍ من الزّمن، وأصدرنا مرسومه في الأيّام القليلة الفائتة، وهو على غرار مجامعكم العامرة، يُعنى باللغة العربيّة ويحملُ همَّها. ولستُ أريدُ بهذا التأسيس لهذا المجمع إضافةَ مبنى جديد للغة العربية، فما أكثرَ المباني والصّروح التي تُشيّدُ في عالمينا العربي والإسلامي، ولكنّي أركّزُ على أن نكونَ فاعلين ومُنتجين، والغرضُ الأساسُ من مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة أن يمُدّ يد العون لما هو موجود، وأنْ يجبُرَ الكسرَ، ويرأبَ الصّدعَ، ويجمعَ الشّملَ، ويأْسُوَ الكلْمَ، ونحنُ نسعى من خلاله إلى تنسيق جهودنا وجهودكم جميعًا. فما أكثرَ الجهودَ! ولكنّها مُوزّعةٌ ومُبَعثرة، وتضيعُ في زحام الانشغالات وتفرّق الاهتمامات.
وأنتُم يا حماةَ اللّسان تعرفون أنَّ النّجاحَ هو جُهدٌ مُنَظّمٌ، وإنّنا من هذا المقام نستصرِخُ أهلَ النّخوة والغيرة على هذا اللّسان العربيّ المبين، ونُريدُ أن نمُدَّ يد العون والمساندة إلى كلّ من يخدُمُ اللغةَ العربيّةَ، ويسعى إلى نشرها، وتيسير سُبُلِ استعمالها والكتابة بها. نريدُ لمجامعنا جميعًا أن تكون فعّالةً مُنتجة، وبيدكم ذلك وأنتُم أحرياءُ بهذا الدّور العظيم. نريدُ للمعاجم الحديثة أن ترى النّور، ونريدُ للقواميس المتخصّصة في شتّى العلوم أن تبزُغَ شموسُها على أجيال العصر، ونريدُ للموسوعات العلميّة النّافعة المنضبطة بالمنهجيات العلميّة الدّقيقةأن تسطعَ نجومُها على العالمين.
أخيرًا وليس آخرًا، لا يزالُ حُلمُ المعجم التّاريخي للغة العربيّة يُراوِدُني، ولا يزالُ يقُضّ مضجعي ويُبعِدُ الكرى عن أجفاني، وإنّي لأعلمُ أنّه مشروعٌ عظيمٌ جلَلٌ يتطلّبُ جهودًا كبيرةً، ووقتًا ضافيًا، وهمّةً عاليةً، وقد تحدّثَ عنه علماؤُنا السّابقون منذ النصف الأوّل من القرن الماضي، وأبلوا في محاولات تنظيمه وإنشائه بلاءً حسنًا، ولكنْ تعثّرَ المشروعُ لأسباب كثيرة ومتنوّعة، منها صعوبةُ العمل، وضخامة المُدوّنة العربيّة التي هي أساسُ المعجم التاريخي، وهي تمتدُّ على مساحة زمنيّة لا تقِلُّ عن ستّة عشر قرنًا من اللغة الفصيحة المستعملة في شتّى الفنون والعلوم. وليس يخفى على أحدٍ اليوم مدى التّطوّر العلمي في مجال الحواسيب التي أصبحت تُذلّلُ الصّعاب في مجال الجمع والتّدوين، والبحث والفرز، والتّحقيق، وحسن الإخراج.
أيّها الجمعُ الكريم، إنَّ الأعمالَ الجليلة يُقيّضُ الله جلَّ ثناؤُهُلها ذوي الهِمم العالية، والنّفوس العظيمة، ونسأل الله تعالى أن يستخدِمنا في هذا المشروع العظيم، وإنّه لشرفٌ لكم ولنا جميعًا أن نعملَ بجِدّ وإخلاص وأن ننتقلَ من التّنظير إلى التّطبيق، وأن نُكوّنَ فرقَ العمل المتخصّصة على امتداد دولنا العربية والإسلامية، ومَن خطا يخطو، والمشاريعُ الكُبرى تبدأُ بخطوات، وعلينا أن نشرعَ في العمل والله الموفّقُ والمعين، وإذا صحَّ العزمُ وَضُحَ السّبيل، ومَن يدري ، لعلّ الله جلّ ثناؤه يجعلُ في أوقاتنا وجهودنا من البركة والتوفيق ما يُخفِّفُ عنّا به لأواءَ الطّريق، وإذا كان الإنجليزُ أنشأوا قاموسهم التاريخي في سبعين عاما، وإذا كان الفرنسيون أنجزوا قاموسهم في ثلاثين عاما أو يزيد، فقد يُبارِكُ الله في جهودكم وجهودنا في أعوام معدودات، وما ذلك على الله بعزيز، وحسبُنا أن نبدأَ الأعمال الجليلة، وأن نَغرِسَ الفسيلةَ كما قال رسولُنا الكريمُ صلّى الله عليه وسلّم، عسى أن نُسهِمَ في خدمة لغة القرآن الكريم، ونكون سببا في حفظها لأجيالنا القادمة.
دُمتُم أوفياءَ مخلصين للغة العربية، وبارك الله في جهودكم وأعمالكم، وسدّد خطاكم في مؤتمركم هذا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
د. سلطان بن محمد القاسمي
حاكم الشارقة والرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة.
اقـرأ الـمـزيـدمرسوم أميري رقم (96) لسنة 2016م بشأن إنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية في إمارة الشارقة
نحن سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة .
بعد الاطلاع على المادة السابعة من دستور دولة الإمارات العربية المتحدة،
والقانون رقم (2) لسنة 1999م في شأن إنشاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة ولائحته الداخلية وتعديلاته، والمرسوم الأميري رقم (8) لسنة 2011م بشأن إنشاء وتنظيم المدينة الجامعية في إمارة الشارقة وتعديلاته، والمرسوم الأميري رقم (2) لسنة 2015م بشأن إنشاء المكتب الأكاديمي في إمارة الشارقة، والقرار الإداري لعام 1999م بشأن الحفاظ على سلامة اللغة العربية،
وانطلاقاً من اعتزازنا باللغة العربية وحرصنا على حمايتها والمحافظة على تراثها وقواعدها وتشجيع الأبحاث في مجالها، ولما تقتضيه المصلحة العامة .
أصدرنا المرسوم الآتي :-
التعريفات
مادة (1)
في تطبيق أحكام هذا المرسوم يكون للكلمات والعبارات الآتية المعاني المبينة قرين كل منها ما لم يقضِ سياق النص خلاف ذلك:
الإمارة : إمارة الشارقة .
الحاكم : حاكم الشارقة .
المجمع : مجمع اللغة العربية في الإمارة .
المجلس : مجلس أمناء المجمع .
الرئيس : الرئيس الأعلى للمجمع .
الأمين العام : أمين عام المجمع .
الإنشاء
مادة (2)
يُنشأ بموجب هذا المرسوم مجمع للّغة العربية في الإمارة يسمى :
مجمع اللغة العربية بالشارقة
يتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة وبالأهلية القانونية اللازمة لتحقيق اغراضه .
المقر
مادة (3)
يكون المقر الرئيس للمجمع في مدينة الشارقة ويجوز بقرار من الحاكم إنشاء فروع له خارجها .
الأهداف
مادة (4)
يسعى المجمع إلى تحقيق الأهداف الآتية :
اختصاصات المجمع
مادة (5)
يمارس المجمع في سبيل تحقيق أهدافه الاختصاصات الآتية :-
العضوية
مادة (6)
تكون العضوية في المجمع وفقاً للأنواع والضوابط الآتية :
أولاً : العضوية العاملة :
ثانياً : العضوية الشرفية :
مجلس الأمناء
مادة (7)
يكون للمجمع مجلس أمناء يمثل السلطة العليا فيه، يُشكل بقرار من الحاكم وبرئاسته باعتباره الرئيس الأعلى للمجمع، وعضوية عدد كافٍ من الأعضاء العاملين .
اختصاصات المجلس
مادة (8)
دون الحصر، يختص المجلس بممارسة الصلاحيات الآتية :-
اجتماعات المجلس
مادة (9)
الأمانة العامة
مادة (10)
تتولى إدارة المجمع أمانة عامة تعمل تحت إشراف المجلس، وتقوم بتنظيم كافة شؤونه الإدارية والمالية ومتابعة ما يصدر عنه من قرارات أو توصيات حتى تمام تنفيذها .
الأمين العام
مادة (11)
يرأس الأمانة العامة أمين عام يُعين بقرار إداري من الرئيس ويكون مسؤولاً أمام المجلس عن اختصاصاته المحددة في هذا المرسوم .
مهام الأمين العام
مادة (12)
يتولى الأمين العام ممارسة المهام والصلاحيات الآتية :
الموارد المالية
مادة (13)
تتكون الموارد المالية للمجمع مما يأتي :
مادة (14)
تُعتبر أموال المجمع أموالاً عامة وتُعفى من الرقابة المسبقة ومن جميع الضرائب والرسوم الحكومية المحلية بكافة أشكالها وأنواعها .
مادة (15)
يُعْمَل بهذا المرسوم اعتباراً من تاريخ صدوره، وينشر في الجريدة الرسمية .
صدر عنا بتاريخ :-
الأحد : 19 ربيع الأول 1438هـ
الموافق : 18 ديسمبر 2016م
اقـرأ الـمـزيـد
كلمة صاحب السمو بمناسبة إنشاء المجمع بتاريخ ١٨ ديسمبر ٢٠١٦ في مناسبة الاحتفال بمناهزات اللغة العربية الذي أشرف عليه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج العربي.
“إنّها لمناسبة سعيدة أن يكون فيها إصدار المرسوم الأميري بإنشاء مجمع اللغة العربية في الشارقة، ولن يكون هذا المجمع فاعلاً بنفسه، نظرا لما يحيط بنا من تغريب في مختلف المجالات، فهذا المجمع سيكون عونًا للمجامع الأخرى في جميع أقطار البلدان العربية، وحتى خارج الأوطان العربية، وكذلك إلى جانب هذا الواجب الملقى على عاتقنا بإنشاء مجمع للغة العربية، فقد تكفلنا بإصدار القاموس التاريخي، حيث إنّ هذا المشروع يحتاج جهدا مكثّفًا فكريًّا ولغويًّا وماديًّا، والآخرون ليس لديهم الإمكانات التي تقدرهم للقيام بذلك، فعند انضمامي مؤخرًّا لعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة، أعلنت عن مسؤوليتي في إصدار هذا القاموس التاريخي”.
وأضاف سموُّه: “لعل أحدكم يتساءل ما الذي أعنيه بالقاموس التّاريخي؟ فهو قاموس نجمع من خلاله المادة اللغوية، ويحتاج لحشد من المفكرين والباحثين والعلماء باللغة، وبتاريخ الكلمة، وكيف تكونت، وسيعتمدون في ذلك على القرآن الكريم والأحاديث النبوية، والشّعر العربي القديم، إلى جانب اللغات السامية”.
وأردف سموه قائلاً: “اللغة بالنّسبة إليّ أنا كما قال القائل: إذا استعبدت أمة ففي يدها مفتاح حبسها بارتباطها بلغتها، فنحن الآن ينطبق علينا قول هذا القائل، فطريق تحريرنا من هذا الحبس ارتباطنا بلغتنا، وما أسهل ذلك، ولن نكون بحاجة لأيٍّ كان، ونحن لسنا بحاجة إلى معركة، ولا سلاح، إنما نحتاج إلى فكر عميق صادق مؤمن بهذه اللغة التي هي لغة جبريل عليه السّلام، ولغة القرآن الكريم، ولذلك أكرمنا الله تعالى بهذا العقل، وهذا الدين، وكذلك أكرمنا بهذه اللغة التي ما إن أردنا جمع كل لغات العالم لا تأتي بقدر حرف واحد من حروفها”.
وأثناء كلمته أورد سموُّه جملة من الأمثلة حول نماذج من الكلمات العربية ومعانيها ككلمة (تنافس) التي تعني تسابق، وكيف أنّها مشتقة من النّفس، حيث كانوا قديما يغطسون في برك الماء حتى يبقى فيه أكثرهم تحمّلاً لكتْم أنفاسه، ومن هنا جاءت لفظة (يتنافسون)، وجرت لتستخدم على كل من يتسابق في مختلف الميادين، وكذلك أورد سموّه مجموعة من المعاني لكلمة (سعى)، مستشهدا في ذلك بآيات القرآن الكريم، وأبيات من الشّعر العربي، حيث إنها تعني أحيانا الاهتمام بتحصيل أمر ما، وتعني أحيانًا المشي الذي يتخلّله عَدْوٌ.
وفي ختام حديثه، أثنى سموه على جهود مجامع اللغة العربية حول العالم، وأكّد أنّها تحتاج إلى دعم أكبر من المسؤولين في قطاعات التربية والتعليم والثقافة، مشيرا إلى أنّ مشروع حماية اللغة العربية، والنّهوض بها جزء من المشروع الثقافي الذي يضم التراث والمسرح والشعر والكتاب والفنون وغيرها.
اقـرأ الـمـزيـد