



ضمن فعاليات المؤسسات والهيئات العربية باليوم العالمي للغة العربية
مجمع اللغة العربية بالشارقة يشارك في احتفاء “اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية” بالمعجم التاريخي للغة العربية
شارك “مجمع اللغة العربية” بالشارقة، في الحفل الذي نظّمه اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، في مقره بمدينة 6 أكتوبر في مدينة القاهرة، احتفاء بالمنجزات التي تحققت في مسيرة “المعجم التاريخي للغة العربية”، المشروع الحضاري النهضوي الكبير الذي أطلقه ويرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وجاء الاحتفال، الذي انطلق تحت عنوان “عصر ازدهار المعجمية العربية”، في سياق الفعاليات التي نظمتها المجامع اللغوية في كافة الأقطار العربية احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، الذي صادف 18 ديسمبر الجاري، حيث يعد “مشروع المعجم التاريخي للغة العربية” أحد أبرز وأهم المشاريع العلمية اللغوية العربية في العصر الحديث، وداعماً رئيسياً للثقافة العربية، والأكاديميين والدارسين والمثقفين العرب على حد سواء، إذ يسهم في تأريخ ألفاظ اللغة العربية، وضبط مراحل استعمالها أو إهمالها، وتطوّر دلالاتها ومبانيها عبرَ العصور، إلى جانب دوره الكبير في ربط الكلمات والمعاني بجذور الهوية العربية ومسار تطورها.
وترأس وفد مجمع اللغة العربية بالشارقة في الحفل، الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، المدير التنفيذي لمشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”، الذي ألقى كلمة نقل فيها تهاني وتبريكات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”، إلى أهل مصر والأمة العربية جمعاء، وبلّغ علماء اتحاد المجامع تحيات صاحب السمو الخالصة وتبريكاته لهم بمناسبة إطلاق المجلدات الجديدة في المرحلة الرابعة، واليوم العالمي للغة العربية، وثمّن عالياً ما يقوم به علماء الاتحاد من جهود طيبة ومشاريع علمية تصب كلها في خدمة اللغة العربية والتمكين لها.
وحضر الاحتفال جمع من اللغويين والأكاديميين والباحثين والعلماء، تقدّمهم الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، رئيس اتحاد المجامع اللغوية، والأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام للاتحاد، والدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، والأستاذ الدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ، القائم بأعمال رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعدد من رؤساء أقسام اللغة العربية في جامعات الأزهر ودار العلوم وغيرها من المؤسسات الأكاديمية.
وساهم بعض المشاركين بالاحتفال بقصائد شعرية، تغنوا فيها بالماضي العريق للغة العربية وحاضرها الحافل ومستقبلها الطموح، وأكدوا أن العربية لغة العصر وكل العصور، وقادرة على استيعاب التحولات والمستجدات على الصعد الثقافية والعلمية والتقنية والتعبير عنها بكفاءة عالية.
وكانت أحدث منجزات مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية” إطلاق 31 مجلداً جديداً تغطي 6 أحرف هي “الراء والزاي والسين والشين والصاد والضاد”، ليصبح العدد الكلي للحروف التي تم تحريرها إلى الآن 15 حرفاً، من الهمزة إلى الضاد، وليرتفع بذلك عدد المجلدات المنجزة من المشروع إلى 67 مجلداً، تم إصدارها عن منشورات القاسمي بالشارقة.
اقـرأ الـمـزيـدبرئاسة “مجمع اللغة العربية بالشارقة” وحضور نخبة من مديري المجامع والباحثين
ندوة لغوية تجمع المجامع العربية في “مجلس اللسان العربي” بنواكشوط حول تاريخ وحاضر لغة القرآن
شارك “مجمع اللغة العربية” بالشارقة في ندوة لغوية علمية على هامش افتتاح المقر الجديد لمجلس اللسان العربي في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بمكرمة سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة.
وشهدت الندوة العلمية، التي حملت عنوان: “لغة القرآن: طريق شنقيطي أفريقي سيّار”، حضور سعادة محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة والدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، وجمع من رؤساء المجامع اللغوية العربية والعلماء والباحثين اللغويين، والخبراء المهتمين بالشأن اللغوي والثقافي في عدد من الدول العربية والأفريقية.
وترأس الدكتور امحمد صافي المستغانمي الندوة العلمية، وعرّف بمحورها العام، مبيّناً أن مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بافتتاح المقر الجديد لمجلس اللسان العربي في موريتانيا، تظهر سعة اطلاع سموه وعمق معرفته بالأدوار التاريخية والحالية التي نجح من خلالها الباحثون والعلماء في “بلاد شنقيط” في إقامة صروح العلوم اللغوية والشرعية في أنحاء القارة الأفريقية.
وفي كلمته خلال الندوة، توجه الدكتور الخليل النحوي، رئيس مجلس اللسان العربي، بعميق الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه اللامحدود لمساندة العمل اللغوي العربي، بما يعزِّز مكانة اللغة والثقافة العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم، ويساهم في ترسيخ مكانتها بين أبنائها.
بدوره ألقى سعادة الاستاذ محمد حسن خلف كلمة في مقدمة الندوة، بلغ فيها تحيات صاحب السمو للحاضرين، مسلطا الضوء على العمل العلمي المشترك بين مجمع الشارقة ومجلس اللسان، مركزا على الأولوية التي يوليها الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للتمكين للغة العربية في أفريقيا. وشهدت الندوة العلمية التي نظمها مجلس اللسان العربي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط عدداً من المداخلات قدّمها الأستاذ الدكتور محمود أحمد السيد، رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق، والأستاذ الدكتور بكري الحاج، رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم، والأستاذ الدكتور عبد الله بن سيف التوبي، مدير مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية بسلطنة عمان. كما حضر الجلسة نخبة من علماء إفريقيا من السنغال وغامبيا وكينيا كوناكري ومالي، الذين سلطوا الضوء على وضع اللغة العربية في بلدانهم.
اقـرأ الـمـزيـداستضاف الأديب أحمد ديوب وأضاء على دور الشعر في تاريخ وحاضر الأمة
مجمع اللغة العربية بالشارقة ينظم “المجلس اللغوي السابع” ويؤكد أهمية دراسة الأدب في تعزيز مهارات الأجيال المعرفية
استضاف “المجلس اللغوي السابع” في مجمع اللغة العربية بالشارقة، الأديب اللغوي الشاعر السوري أحمد ديوب، للحديث عن تجربته الأدبيّة، وأهمية البيئة التعليمية القائمة على الأدب في تعزيز مهارات الأجيال المعرفية، بحضور الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، ونخبة من الأكاديميين والمعلمين والمثقفين والباحثين، وحاوره فيها الدكتور بهاء دنديس من مجمع اللغة العربية بالشارقة.
الأدب الرفيع مفتاح فهم أسرار العربية
وفي كلمته خلال المجلس اللغوي السابع، شدد الدكتور امحمد صافي المستغانمي على ضرورة تسليط الضوء على التجارب الشابة في عالم الأدب وتقدير مشاركاتهم الفريدة في إثراء المكتبة العربية. وقال: “نسعى من خلال المجلس اللغوي إلى اكتشاف المواهب، وتشجيع هواة الشعر والأدب للمزيد من فهم العربيّة والغوص في أعماقها وأسرارها”.
وأكد المستغانمي أن تربية النشء على حب الشعر والأدب الرّفيع والخطابة وفنّ الرسائل، والإلمام بهذه الأجناس الأدبيّة يُعد ركيزة أساسية لتنمية شخصياتهم وصقل مواهبهم، بما يُمكِّنهم من بناء علاقة متينة مع اللغة، ويجعلنا نراهن على قدرتهم في التميز في مختلف المجالات العلمية.
والخط والصوت والمعنى
وتحدث الأديب الشاعر أحمد ديوب عن رحلته مع الشعر التي بدأت منذ نعومة أظافره، مشيراً إلى أن اللغة العربية قد تشابكت مع مواهبه الفنية في الخط العربي والعزف على العود لتعزيز جماليات الشعر العربي، وأوضح كيف أن الشعر يكتسب هويته من خلال تناغم الحرف في صوته وشكله ومعناه، مستشهداً بكلمة “غرق” كمثال حي، حيث يُشبه شكل حرف الغين رأس الإنسان والنقطة فوقه تمثل سطح الماء، بينما يُجسد الراء انسياب الجسم داخل الماء. وأضاف أن الصوت المميز للغين والراء يُحاكي صوت الغريق، مما يُبرز اللغة العربية كلغة تعكس جمال الطبيعة، وأخيراً، يُشير إلى صوت القاف الذي يتميز بالقوة المعبرة عن الارتطام.
وقال ديوب: “يتجلى الشعر في معنيين؛ ظاهر يُدركه الجميع، وباطن يُعانق أرواح العارفين، فهو ليس مجرد كلمات تُنظم، بل هو فن رفيع وعلاقة وطيدة باللغة العربية، يتطلب فهماً عميقاً لخصائصها الجمالية والبلاغية. وما يُثبت هذه العلاقة الفريدة بين الشاعر والشعر هو أن كثيراً من شعراء العصر الحديث الذين أثروا الأدب العربي لم يتلقوا تعليمهم اللغوي في الجامعات، بل وصلوا لجوهر اللغة وأساليبها بشكل ذاتي، فأنتجوا إبداعات لا تُضاهى”.
الانفصال عن التراث ابتعاد عن جوهر الشعر
وأضاف: “إن الانفصال عن تراثنا الأدبي العريق لا يُعد إلا قطيعة مع الشعر الحقيقي وروحه النابضة التي تُعبر عن هوية الأمة وتُعلي من شأنها؛ فالشعراء الذين يتباهون بالتحرر من التراث إنما يُظهرون بُعدهم عن جوهر الشعر ومعناه الأصيل، الذي يعبر عن روح الحياة الثقافية للأمة العربية وهويتها”. وفي سياق حديثه عن الدور الحيوي للشعر في تعليم النشء، شدد أحمد ديوب على أهمية إدراج الشعر ضمن المناهج الدراسية، مؤكداً أن المناهج الإماراتية تتصدر في هذا المجال بتوفيرها الفرصة للطلاب لاستلهام العلم والمعرفة من خلال الشعر. وأوصى بأن تُعنى المناهج بانتقاء قصائد شعرية محببة وجذابة، تُبرز جمال الشعر وتُقربه إلى قلوب الطلاب، مثل أعمال نزار قباني وأبي القاسم الشابي وأحمد شوقي، الذين لا يخف بريق شعرهم مع الزمن. كما شدد على ضرورة تحفيظ الشعر للطلاب، لما له من دور بالغ في غرس بذور الإبداع والخيال في نفوسهم، مما يُسهم في تنمية قدراتهم الأدبية والفكرية.
اقـرأ الـمـزيـدبدأ محمع اللغة العربية بالشارقة فعاليات تدريب محررين جدد على مدونة المعجم التاريخي وذلك تحضيرًا للمرحلة الخامسة التي أعلن فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي (حاكم الشارقة) والرئيس الأعلى للمجمع العمل على إكمال المعجم التاريخي لنصل إلى ما يقارب 110 مجلدًا، بمشيئة الله.
وتأتي هذه الفعاليات لتكون دورًا فعّالًا في إنجاح الخطة المعتمدة لهذه المرحلة.
اقـرأ الـمـزيـدترأس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، صباح اليوم الثلاثاء اجتماع مجلس أمناء المجمع، في مقره بالمدينة الجامعية.
وأشاد سموه خلال الاجتماع بما حققه المجمع من انجازات خلال السنة في مختلف البرامج والمبادرات التي يعمل عليها، والتي تكللت جهودها بالنجاح في إنجاز 31 مجلداً جديداً للمعجم التاريخي للغة العربية، بالإضافة إلى تعزيز مساعي الحفاظ على اللغة وتمكين المتحدثين بها.
وثمّن سموه جهود أعضاء مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة، شاكراً لهم حرصهم على دعم أعمال المجمع ورؤيتهم النيرة التي تخدم أهداف المجمع وتسهم في تحسين أعماله وتجويدها.
واستعرض المجلس خلال الاجتماع أهم الإحصائيات الخاصة بأعداد الجذور والمداخل والعاملين على المعجم التاريخي، والذي فاق عددهم 500 من محررين وخبراء ومدققين ومقررين عامين بالإضافة إلى العاملين في المجالات الإدارية والفنية.
كما تناول المجلس أهم الفعاليات التي نفذها المجمع خلال العام ومنها المجالس اللغوية، والمشاريع والفعاليات الكبرى التي يرعاها المجمع في أوروبا وأفريقيا بما يعزز من العلاقات مع الجهات التي تختص باللغة العربية وتعليمها، ويدعم من تطور أعمالهم والوصول إلى شرائح كثيرة من المتحدثين باللسان العربي.
واطلع المجلس على مخرجات برنامج مجلس اللسان الذي يعمل تحت مظلة المجمع ويقوم باستقطاب وفود الطلبة الدارسين للغة العربية في الدول الأجنبية، وتمكينهم من تعلم وممارسة اللغة العربية من خلال الدراسة في المجمع، وتخرج من البرنامج 40 طالباً وطالبة.
كما اطلع المجلس على أهم التوصيات التي خرج بها مؤتمر دراسات اللغة العربية في أوروبا الذي عقد خلال اليومين الماضيين، مثمناً أهمية التوصيات التي وصل إليها المؤتمر بعد نقاش العلماء والخبراء والمختصين باللغة العربية من مختلف الدول.
كما ناقش المجلس خطط برامج ومشاريع المجمع المقترحة للعام القادم، والتي ستسهم في تحقيق أهدافه من خلال مشاريع جديدة نوعية تعزز من الدور الكبير الذي يقوم به المجمع لخدمة اللغة العربية. حضر الاجتماع كل من: الدكتور إبراهيم السّعافين رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الشارقة سابقاً، والدكتور عبدالله بن سيف التّوبي مدير مركز التعريب والترجمة والاهتمام باللغة العربية بسلطنة عمان، والدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشّارقة، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.
اقـرأ الـمـزيـدأكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن الإمارة ماضيةُ في جهود دعم ونشر وتعليم وتدريس اللغة العربية في مختلف أنحاء العالم، وحفظها من الزوال، مشيراً سموه إلى تتابع المشروعات الخاصة بها مثل المعجم التاريخي للغة العربية الذي يتضمن تاريخ اللغة ومن تداولوها مما يثري من معرفة وثقافة المتعلم والمتحدث والدارس للغة العربية.
جاء ذلك خلال حضور سموه انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الأول لدراسات اللغة العربية في أوروبا، صباح اليوم الأحد، والذي ينظمه مجمع اللغة العربية بالشارقة، تحت شعار “الدراسات العربية في أوروبا: واقعٌ وآفاق”، وذلك في دارة الدكتور سلطان القاسمي، بمشاركة كبيرة من العلماء والمستشرقين والمستعربين من الدول الأوروبية المختلفة.
ورحب سموه بضيوف المؤتمر من العلماء وأساتذة اللغة العربية من مختلف الدول، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، قائلاً سموه // نرحب بكم في الشارقة، حيث تجدون أن اللغة العربية يُعتنى بها عنايةً كاملةً من تدريسها وحمايتها ووضعها في قاموسٍ يجمعها حتى لا نجد بعض الذين يعُربّون الكلمات الأجنبية فيختلط الأمر على الدارسين //.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة فكرة المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يعمل عليه 500 متخصص وعالم لغة، لافتاً سموه إلى استمرار مشروعات الحفاظ على اللغة العربية عبر العديد من المبادرات المتميزة مثل المؤتمرات وغيرها، قائلاً // منذ 5 سنوات بدأنا مشروع المعجم التاريخي للغة العربية وبإذن الله السنة المقبلة في مثل هذا التوقيت نكون قد أكملنا 110 مجلداً وكل مجلد فيه 750 صفحةً، والمعجم لا يُفسّر الكلمات فقط وإنما فيه من التاريخ والمعرفة وكل ما يحتاجه الإنسان، ليطلع على تاريخ هذه اللغة ومن تداولها من قبل، وكيف تم تداولها. وإن شاء الله بعد اكتمال مشروع المعجم سنبدأ مشروعاً آخر لا يقل أهمية عنه، حيث أننا كل فترة من الزمن ندعم العربية بمشروعات للحفاظ على هذه اللغة من الزوال. ونحن نحاول أن نصل إلى محبّي هذه اللغة والمتعطشين إليها، سواء أكان في أفريقيا، أو آسيا، أو أوروبا، ولكن أن نجد كل محبي اللغة يجتمعون هنا في الشارقة، فهذا وحده مكسبُ من مكاسب الحفاظ على هذه اللغة //.
واستعرض صاحب السمو حاكم الشارقة، في ختام كلمة سموه أهمية العناية باللغة العربية في العديد من الوجوه التي تتكامل مع بعضها البعض ضمن مراحل متعددة تهدف إلى الحفاظ عليها ونشرها، عبر الدعم المؤسسي، قائلاً سموه // هذه اللغة تريد العناية بها، ليس في حفظها فقط وإنما في تحدثها، والتحدث بها يتطلبُ تدريسها، وهذا التدريس يتطلب العون ونحن معكم في ذلك ونحن متأكدون أنكم جميعاً من مؤسساتٍ تعمل للرقيّ باللغة العربية سواء كنتم تعملون في المكتبات أو الجامعات وغيرها، ونحن سنعمل على دعمكم أدبياً ومادياً ومعنوياً حتى تستطيعون أن تنجزوا، سنكون عوناً لكم وعون لهذه اللغة //.
وكان افتتاح المؤتمر قد استهل بآيات بينات من القرآن الكريم تلاها الدكتور بهاء دنديس، ألقى بعدها الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، كلمة ترحيبية بالمشاركين في المؤتمر الأول من نوعه الذي يعني بدراسات اللغة العربية في أوروبا، والذي تلتقي فيه القلوب في حب اللغة العربية.
وتناول المستغانمي أهم ما يسعى إليه المؤتمر لدعم اللغة العربية وتدريسها وتعلمها في الدول الأوروبية المختلفة، وفحص ظروفها وتقديم الحلول لما يحول دون تطورها وتمكينها هناك، متمنياً التوفيق للمشاركين.
وقدمت الإعلامية انستاسيا أوستروخوفا من جمهورية روسيا الاتحادية، كلمة ضيوف المؤتمر أعربت فيها عن شكرهم وتقديرهم الكبير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموه اللامحدود للغة العربية ودارسيها في شتى بقاع العالم واهتمام سموه الشخصي بالدارسين وتشجيعهم ودعم دراستهم بمختلف الوسائل، في بلدانهم وفي إمارة الشارقة.
وأشادت انستاسيا في كلمتها بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها إمارة الشارقة في كل ما يختص باللغة العربية والمعرفة، مما جعلها تتبوأ مكانةً عاليةً في سماء الثقافة والمعرفة، ودعا القاصي والداني للمجيء إليها لتوجهاتها العلمية ورؤيتها الحضارية وهويتها الثقافية ودعمها للأدب والشعر والمسرح وغيرها من الفنون الأدبية، وأشارت إلى أهمية المؤتمر في تناول شؤون دراسات اللغة العربية في أوروبا، شرقها وغربها، والنظر في قضاياها والتعرف على واقعها والخروج بحلول ومقترحات تزيد من نشر العربية هناك، وتعليمها للأجيال الجديدة، متناولةً مقومات اللغة العربية كأحدي أهم اللغات الرئيسة في العالم والخصائص والمزايا التي جعلتها تتربع على عرش اللغات الإنسانية.
واستعرضت اناستاسيا في ختام كلمتها، حب اللغة العربية من الناطقين بغيرها كقرار واختيارٍ وافق هوى في نفوسهم بعد تعرفهم على جمالياتها، دراسةً وتواصلاً، واكتسابها الخلود بارتباطها بالقرآن الكريم والتراث العظيم من الشعر والأدب والمؤلفات الفلسفية والعلمية التي كتبت بها في عصر التدوين والانفتاح الحضاري.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، والحضور، الجلسة الأولى للمؤتمر والتي جاءت بعنوان: “واقع اللغة العربية في بولندا وكازاخستان وإيطاليا” وترأسها الدكتور عبد الله الوشمي الأمين العام لمجمع الملك سلمان للغة العربية في المملكة العربية السعودية.
وقدمت الدكتورة باربارا ميكالاك من بولندا الورقة الأولى بعنوان: “مائة عام من دراسات اللغة العربية وآدابها في جامعة ياجيلونسكي في كراكون بولندا”، تناولت فيها بداية انتشار الاهتمام باللغة العربية في أوروبا بشكل عام وفي بولندا عبر التوسع الجغرافي للعرب وأسفار الرحالة، متناولة أهم المستشرقين البولنديين الذين أحبوا اللغة العربية وتوسعوا فيها بجهود كبيرة منهم وألفوا عدداً من الكتب فيها، حيث أدى نمو العلوم الاستشراقية إلى تطور الأدب البولندي الذي تناول منطقة الشرق، وأشارت باربارا إلى اهتمام جامعة كراكوف باللغة العربية عبر قسم الاستشراق الذي يعود إلى العام 1919 م وجهود كبار العلماء والاستاذة في نشر اللغة العربية وسط الطلبة ومحبيها ودارسيها.
وقدم الدكتور اختيار بالتوري من كازاخستان ورقة بعنوان: “اللغة العربية في كازاخستان: الماضي والحاضر وآفاق التعاون مع المؤسسات الأوروبية”، أشار فيها إلى الارتباط الكبير لجمهورية كازخستان مع الدول العربية والإسلامية منذ أزمانٍ بعيدة، لافتاً إلى وجود العديد من المفردات والتراكيب العربية في اللغة الكازاخية تاريخياً، إلى جانب انتشار اللغة العربية، وأكد على أهمية المؤتمر الكبيرة في فتح قنوات التعاون لهم مع العديد من الجامعات والمؤسسات الأوروبية لدعم تعليم وتعلم اللغة العربية.
واختتمت الجلسة الدكتورة فرانشيسكا كوارو من إيطاليا بورقة حملت عنوان: “ترجمة وتدريس الشعر العربي في إيطاليا” استعرضت فيها تاريخ دخول اللغة العربية إلى جزيرة صقلية في القرن الثالث الهجري حيث بدأ تعليم اللغة العربية مع دخول ووجود المثقفون العرب هناك، وتناولت تجربتها مع العديد من الشعراء الإيطاليين من محبي اللغة العربية في ترجمة الشعر العربي إلى اللغة الإيطالية، وتنظيم العديد من الملتقيات.
ويسعى المؤتمر الذي ينظم في 29 و30 أكتوبر الجاري، إلى إلقاء الضوء على واقع اللغة العربية في الدّول الأوروبية، ويرصد الحضور العربي اللغوي في رحابها، وينظر في البحوث والدراسات التي كتبها المستعربون والمستشرقون في الشأن اللغوي والأدبي وفي مجال الدراسات العربيّة، انطلاقًا من رسالة مجمع اللغة العربية بالشارقة في دعم الجهود المبذولة والأعمال البحثيّة في هذا الإطار.
ويُشارك في جلسات المؤتمر أكثر من 22 مشاركاً من 11 دولة أوروبية، تشمل إيطاليا، وبولندا، وألمانيا، وإسبانيا، وفرنسا، وكازاخستان، وروسيا، وفرنسا، وتركيا، والنمسا، والدنمارك.
ويهدف المؤتمر إلى رصد واقع اللغة العربية في دول قارة أوروبا، وتشخيص الأحوال الراهنة للثّقافة العربية فيها، ومد جسور التعاون المعرفي والتبادل الثقافي بين المجمع والمؤسسات الدولية والمراكز العالمية التي تُعنى بتعليم اللغة العربية والدراسات اللغوية، وتوظيف الخبرات العالمية والأساليب المبتكرة في خدمة اللغة العربية ونشرها في دول قارة أوروبا، وتمكين الباحثين والدارسين في دول أوروبا مـن أساليب تدريس العربية، وكيفية تعليمها لدى الناطقين بغيرها، وفتح آفاق التعاون مع المراكز والمؤسسات التي تُعنى بذلك، وتبادل الخبرات والدّراسات والتجارب بين الباحثين العرب والدارسين المستعربين في أوروبا لإيجاد سبل أكثر نجاعة في تعليم العربية وتعميم نشرها تحدثًا وكتابة.
ويتناول المؤتمر في نسخته الأولى مجالات عديدة تتضمن: الدراسات العربية التي تجسد واقع اللغة العربية في أوروبا، والأبحاث المبتكرة في مجال تعلم اللغة العربية وتعليمها، والتجارب العملية والممارسات الحية في ميادين اللغة العربية والدّراسات الإسلاميّة.
ويشهد اليوم الثّاني من المؤتمر 3 جلسات، الأولى بعنوان “تعليم اللغة العربية في فرنسا، كازاخستان، ألمانيا، وإسبانيا”، ويديرها الباحث في مجمع اللغة العربية بالشارقة الدكتور بهاء الدين دنديس، بمشاركة كل من الدكتور محمد باخوش من فرنسا، والدكتور يركنبيك شوقاي من كازاخستان، والدكتور سيبستيان غونتر من ألمانيا، والدّكتور عبد الهادي سعدون من إسبانيا.
وتناقش الجلسة الثانية “واقع الدراسات العربية في كازاخستان، تركيا، وإيطاليا”، بإدارة الدكتور عبد الفتاح الحجمري، مدير مركز تنسيق التّعريب بالرّباط، وتستضيف الدكتورة سامال توليوبايفا من كازاخستان، والدّكتور محمد حقي صوتشين من تركيا، ومن إيطاليا كل من الدّكتور عقيل مرعي والدّكتور جوليانو ميون.
وتختتم جلسات المؤتمر بالجلسة الثالثة بعنوان “واقع الدراسات العربيّة في النّمسا، الدّنمارك، روسيا، وإيطاليا”، وتديرها الأستاذة رشا أو جهين، مسؤول مركز اللسان العربي في مجمع اللغة العربية بالشارقة، وتشهد مشاركة كل من الدّكتور أومت فورال من النمسا، والدكتورة فاطمة اغبارية من الدنمارك، والدكتورة أناستاسيا أوستروخوفا من روسيا، والدكتورة أليساندرا بيرسيكتي من إيطاليا. حضر انطلاق فعاليات المؤتمر بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، والدكتورة خولة الملا رئيسة هيئة شؤون الأسرة، وجمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وعبدالله خليفة السبوسي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، وخالد بطي الهاجري مدير عام المدينة الجامعية، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ورؤساء وممثلي اتحادات ومجامع اللغة العربية، وعدد من المسؤولين والمختصين.
استقبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، صباح اليوم الأحد وفداً من طلبة جامعة ياجيلونسكي بكراكوف البولنديه دارسي اللغة العربية الذين يزورون الشارقة.
ورحب سموه في بداية اللقاء الذي جرى في دارة الدكتور سلطان القاسمي بالوفد البولندي في دولة الإمارات وفي إمارة الشارقة مشيراً إلى سعادته برؤية الطلبة البولنديين الحريصين على تعلم اللغة العربية وتطوير معارفهم فيها وهم يزورون الشارقة للاستفادة من البرامج التدريسية التي يقدمها مجمع اللغة العربية والبرامج الأخرى المقدمة من مختلف المؤسسات الثقافية والعلمية في إمارة الشارقة.
وتناول سموه خلال اللقاء أهمية اللغة العربية وتاريخها وغناها اللغوي وجمالياتها مما يؤكد مكانتها الكبيرة والأصيلة، مؤكداً ضرورة الحفاظ عليها وتعزيز حضورها في كافة الأقطار من خلال دعم تعليمها وتوثيقها والحديث بها في كافة المحافل والمناسبات.
وأشار سموه إلى أن مجلس الدارة الذي يستضيف فيه سموه المثقفين والأدباء والمختصين تناقش فيه مختلف الموضوعات الثقافية والعلمية والتاريخية، وللغة العربية جزء كبير من هذه النقاشات التي تخدمها ومن شأنها الخروج بمبادرات وبرامج تسهم في المحافظة عليها.
من جانبهم قدم الوفد البولندي شكرهم وتقديرهم إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على حسن الضيافة، وكامل الدعم الذي يقدمه ويتيح من خلاله فرصة الاستفادة من ما تقدمه الشارقة كبرامج تدريس اللغة العربية والتي كان للطلبة البولنديين نصيب منها.
وأشاد الوفد البولندي بما تضمه الشارقة من جامعات ومؤسسات وبرامج وأنشطة تغطي كافة المجالات الثقافية والاجتماعية والسياحية، وتعكس مبادرات وجهود صاحب السمو حاكم الشارقة الرامية لنشر المعرفة والثقافة.
وفي ختام اللقاء تسلم سموه عدداً من الهدايا التذكارية المقدمة من الوفد البولندي. حضر اللقاء عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة.
استعرض الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الإنجازات التي حققها المجمع في المجال اللغوي والصناعة المعجمية العربية، وجهوده في إدارة اللجنة التنفيذية لـ”المعجم التاريخي للغة العربية”، المشروع الأضخم في تاريخ الحضارة العربية الذي يوثق مفردات العربية وتاريخها الثقافي والعلمي والحضاري.
جاء ذلك في ندوة علمية بعنوان “المعجم التاريخي من الفكرة إلى التنفيذ” خلال “ملتقى الصناعة المعجمية العربية” الذي نظمه “مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية” في مقره بالعاصمة السعودية ضمن احتفاليته بإطلاق عدة مشاريع علمية ولغوية واستعراض تجارب معجمية محلية وإقليمية، بالتزامن مع فعاليات المعرض.
وتضمنت مشاركة “مجمع اللغة العربية بالشارقة” في فعاليات “معرض الرياض الدولي للكتاب 2023” الذي يتواصل حتى 7 أكتوبر المقبل بـ”جامعة الملك سعود”، في الجناح (F22)، عرض المجلدات الـ36 التي تم تحريرها من “المعجم التاريخي للغة العربية”، بالإضافة إلى الأعداد الأخيرة من “مجلة مجمع اللغة العربية بالشارقة” التي تتضمن مجموعة من الدّراسات والبحوث والمقالات الأدبيّة واللّغويّة والمعجميّة، وتسلط الضوء على جهود المجمع في التواصل والتعاون مع أبرز المراكز اللغوية والبحثية والأكاديمية في الوطن العربي والعالم.
وقال الدكتور امحمد صافي المستغانمي: “إن حضارة أي أمة وإرثها العلمي ومنظومتها الثقافية تبدأ بلغتها، فاللغة هي الشاهدة على منجزات الأمم والشعوب وحاملة تراثها وماضيها ومستقبلها، ولهذا تعد الصناعة اللغوية والمعجمية من أهم مجالات الدراسات العلمية والأكاديمية المعنية بالحفاظ على اللغة وتتبع تطورها عبر العصور”، وتوجه بالشكر لصاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، على دعمه المتواصل ومتابعته الشخصية لجهود حماية اللّغة العربيّة ومشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”.
وأضاف: “لضمان الحفاظ على اللغة العربية والتغلب على التحديات التي تواجهها، وفي الوقت نفسه للمساهمة في الحضارة الإنسانية بشكل فعال، يمكن الاستفادة من التجربة الناجحة لمشروع الإمارة الثقافي والحضاري، لا سيما في مجال تعميم استخدام لغة الضاد، ولهذا نحرص على تقديم مشروع (المعجم التاريخي للغة العربية) خلال كبرى الأحداث والفعاليات الثقافية الإقليمية والدولية”.
وتضمن برنامج المجمع في الحدث لقاءات مع عدد من ممثلي “مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة”، و”مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية”، حيث تمت مناقشة الأهداف المشتركة المتمثلة بالمشاركة في تعزيز دور اللغة العربية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، والتأكيد على أهميتها في الحفاظ على الثقافة العربية والإسلامية. يشار إلى أن “مجمع اللغة العربية” بالشارقة حقق إنجازات كبيرة من خلال التنسيق بين المجامع اللغوية وتأسيس مظلة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها، بهدف تعزيز اللغة العربية وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللغات العالمية، بالإضافة إلى تأسيس “مركز اللسان العربي” لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإطلاق “المعجم التاريخي للغة العربية”؛ المشروع المعرفي الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضاد ويبين أساليبها وتطور دلالاتها عبر أكثر من 17 قرناً.
الشارقة، 22 سبتمبر 2023،
نظّم “مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة” ندوةً لغويّةً علميّةً بعنوان “اللغة العربيّة والعوالم الجديدة” بالتّعاون مع “مجمع اللّغة العربيّة الأردني” خلال مشاركته في الدّورة الـ22 من “معرض عمّان الدّولي للكتاب” الذي انطلق في 21 ويستمر حتّى 30 سبتمبر الجاري في العاصمة الأردنيّة، حيث ناقشت الندوة التّحدّيات الّتي تواجه تعميم استخدام اللّغة العربيّة في مختلف مناحي الحياة، والحلول العمليّة للتّغلّب عليها.
وشهدت النّدوة الّتي أقيمت بالتّعاون مع “مجمع اللّغة العربيّة الأردني” مشاركة كلٍّ من الدّكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة والمدير التّنفيذي لمشروع المعجم التّاريخي للّغة العربيّة، والدّكتور محمّد السّعودي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ، والدّكتور إبراهيم السّعّافين، عضو مجلس أمناء مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة وعضو مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ.
وناقشت الندوة سبل توثيق أواصر التّعاون العلميّ والمعرفيّ بين مجامع اللّغة العربيّة بشكل عام، لا سيّما بين “مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة”، و”مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ”، مسلّطةً الضوء على أهميّة استخدام اللّغة العربيّة في جميع المجالات وعلى كافّة المستويات العلميّة والطبيّة والبرمجيّة، وضرورة تعزيز دورها ومكانتها في الفضاء الرقمي والافتراضي وعلى منصّات التّواصل الاجتماعي.
وقال الدّكتور امحمد صافي المستغانمي: “اللّغة العربيّة مكوّنٌ أساسيٌ من مكوّنات الهويّة والثقافة العربيّة، والشاهدة على تاريخنا العريق وحضارتنا المجيدة التي استفادت من الإرث العلميّ والأدبيّ والثقافيّ العالميّ، ونجحت بتطويره وتسخيره لابتكار علوم وفنون واستكشاف عوالم جديدة، بالإضافة إلى ترك بصمتنا في تاريخ الحضارة البشريّة”.
وأضاف: “مع التحدّيات الّتي تعرقل تعميم استخدام لغة الضّاد، كان لا بدّ من تنظيم هذه النّدوة الّتي تؤكّد أنّ هذه اللّغة الأصيلة قادرة على مواكبة أحدث ما توصّلت إليه العلوم والمعارف الإنسانية والإضافة عليها وتطويرها، وفي هذا المقام، نشيد بالجهود المباركة لصاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، في دعم اللّغة العربيّة وحمايتها وتعزيز حضورها بين الأجيال الناشئة”.
بدوره، قال الدّكتور محمد السّعودي، أمين عام مجمع اللّغة العربيّة الأردنيّ: “نرحب بمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة في (معرض عمّان الدّولي للكتاب) ويسعدنا التّنسيق المشترك لتنظيم هذه النّدوة العلميّة التي أثرت رؤى تعزيز استخدام اللّغة العربيّة وأكّدت على مكانتها ودورها الثقافيّ والمعرفيّ الرائد على المستوى العالمي”.
وعلى هامش مشاركته في الحدث الثّقافيّ الرائد، استعرض “مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة” مشروع الإمارة الثقافيّ وجهودها في حماية اللّغة العربيّة، مسلّطاً الضوء على أحد أبرز المنجزات اللغويّة والعلميّة في تاريخ الحضارة العربيّة؛ “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة” الذي يشرف المجمع على إدارة لجنته التنفيذيّة ويضمّ عشرة مجامع لغويّة حرّرت حتّى الآن 9 حروف في 36 مجلداً. يشار إلى أن “مجمع اللّغة العربيّة” بالشّارقة حقق إنجازات كبيرة من خلال التّنسيق بين المجامع اللغويّة وتأسيس مظلّة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها، بهدف تعزيز اللّغة العربيّة وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللّغات العالميّة، بالإضافة إلى تأسيس “مركز اللّسان العربيّ” لتعليم اللّغة العربيّة لغير النّاطقين بها، وإطلاق “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة”؛ المشروع المعرفيّ الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضّاد ويبيّن أساليبها وتطوّر دلالاتها عبر أكثر من 17 قرناً.
اقـرأ الـمـزيـدخلال فعاليات المجلس الّلغوي السّادس بالمجمع
أمين عام مجمع الّلغة العربيّة بالشّارقة يستعرض دقّة المفردة وجماليّات المعاني في القرآن الكريم
الشارقة، 18 سبتمبر 2023
دعا سعادة الدّكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع الّلغة العربيّة بالشّارقة، معلمي الّلغة العربيّة إلى أن يغرسوا في وعي طلابهم ما تختزنه لغة القرآن الكريم من دقّة في معانيها وبيانها، والتنبّه إلى أنّ كلّ لفظٍ في العربيّة له كيانه وخصائصه، ولا وجود لأيّ تشابه في معاني الألفاظ أو تكرار، بدليل ما يحويه كتاب الله الكريم من مفردات يستخدمها النصّ القرآنيّ بمعانٍ غير متشابهة حسب سياقها.
جاء ذلك في جلسة حواريّة بعنوان “وقفةٌ معجميّةٌ في البيان القرآنيّ”، نظّمها “مجمع الّلغة العربيّة بالشّارقة”، في مكتبته، وهي السّادسة ضمن فعاليات المجلس الّلغوي التي تُنظّم كل شهرين، وتركّزت حول المفردات القرآنيّة وتحليل معانيها، وأدار الجلسة الباحث الدّكتور بهاء الدّين عادل دنديس.
دقّة معاني مفردات القرآن
وقال أمين عام المجمع: “إنّ النصّ القرآنيّ يحمل جمالياته ودقّة مفرداته التي تحدّثت عن نفسها قبل أن يأتي المفسّرون وعلماء البيان بشروحاتها وتحليلاتها، وإنّنا عندما نقرأ الكثير من الآيات القرآنيّة نلاحظ تصويرها للمعاني باستعمال مفردات لا ترادف فيها أو تشابه في المعنى”.
وأشار إلى أنّ المعنى في الذّكر الحكيم مقدّم على الفواصل وأنّ الكلمات تتّسق مع بعضها ولها درجات من المعاني، وأعطى مثالاً على كلمة الصّراط التي وردت 46 مرّة في القرآن الكريم، وفي كلّ مرّة تأتي لتأكيد معنى في سياق يجعلها مناسبة للموضع الّذي وردت فيه.
اجتهاد المعاجم
وبيّن أنّ تاريخ المعاجم الّتي استنطقت التّراث العربيّ حافلٌ بالاجتهاد، وفيها ما يتتبّع جذور الكلمات وعلاقاتها بالسّور القرآنيّة، وتقدّم دروسًا في ثراء الّلغة العربيّة، وأشار إلى أنّ المعجم الّذي جمع أصول الكلمات العربيّة أكثر من غيره هو معجم “مقاييس الّلغة” لأحمد بن فارس.
وقال: “يمكن تحليل عدد من مفردات النصّ القرآنيّ في سياق تدّبر الآيات والتّعرف على دلالاتها من خلال معاني الّلفظ القرآني، مثل الصّراط والمزّمّل والمدّثّر وقسمة ضيزى، وغيرها من المفردات الّتي تكشف أن كلّ سورة قرآنيّة يمثّل عنوانها سلسلة من المعاني والدّلالات تعكس مفرداتها ودقّتها التّعبيريّة، و مهما تناولنا مفردات من آيات القرآن الكريم فإنّها تؤّكد لنا الدقّة المتناهية والعوامل المشتركة والتّجاذب الّلفظي والهندسة البنائيّة في الذّكر الحكيم”.
تجاذب لفظي
وأشار إلى أنّ التّجاذب الّلفظي فيما بين الكلمات يظهر في استخدام كلمات مختلفة لوصف نفس المفهوم بدرجات متباينة، مثل القول الّلين والقول الثّقيل والقول المعروف والقول السّديد والقول الكريم، وأن كلّ قول يشير إلى درجة مختلفة من المعنى، مثل قوله الله تعالى في سورة الإسراء “وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً”.
وأضاف أن هدف المفسّرين للنّصّ القرآنيّ في السّابق لم يكن الاهتمام بدراسة النّصّ القرآنيّ دراسةً شموليّة تكامليّة، وأن أغراض التّفسير لم تصل إلى حدود تبيين دلالات المفردات وجذورها ودقّتها وجمال الاتّسّاق فيها، وأنّ الاهتمام لديهم كان ينصبُّ على تبيين معنى المفردة في سياقها فقط، أمّا الدّراسات الحديثة، فإنّها تنظر نظرة شاملة وتقارن وتبيّن اتّساق نصوص القرآن الكريم، وانسجام الألفاظ في كل سورة.
وختم الدّكتور امحمد صافي المستغانمي حديثه بالإشارة إلى أنّ معرفة الشّعر العربيّ قديمه وحديثه، تُكسب القارئ فصاحة، لكنّها لا تتفوّق على ما تحويه لغة القرآن الكريم من فصاحة وبيان، “لأنّ من يقرأ القرآن وهو واعٍ يُدرك الفرق بين الكلمات والمعاني ويُدقّق في حقائقها”.
اقـرأ الـمـزيـد